عابد فهد: الأزمة في سوريا عنوانها.. لقد خدعتمونا يا عرب!

هو ابن اللاذقية، بسيط في معاملاته، روحه المحبة للآخر تشعرك بالراحة والسلام، كوحش في التمثيل، اقتنص وعن جدارة أدوارا مختلفة وتحت عناوين كثيرة، عبر مراحل عديدة من حياته الفنية، بداية بالكوميديا إلى الأعمال التاريخية، مجسدة في “الظاهر بيبرس” و”الحجاج بن يوسف”، وصولا إلى المغامرة في ثنايا الدراما العربية بأعمال تألق فيها مثل “الولادة من الخاصرة”، “لعبة الموت”، “الطريق إلى كابول” “لو” و”قلم حمرة”و آخرها 24 قيراط.. هو عابد فهد، نجم الدراما السورية والعربية، وصاحب لقب أحسن ممثل عربي في مهرجان موركس 2014 من خلال دوره في لعبة الموت.

*لاق مسلسل 24 قيراط نجاحا كبيرا ،في رأيك إلى ما يعود ذلك؟

نجاح العمل يبدأ من الفكرة،و فكره فقدان الذاكرة التي استطاعت الكاتبة ريم حنا أن تصنع منها كل المتناقضات، ليست بفكره جديدة بالمطلق وإنما رغبه بإضاءة من جديد حول هذه الحالة المرضية التي يتعرض لها الإنسان وعقله ويبدأ بالبحث عن الذات من جديد  والمثير في الموضوع هو الإرتباك في التفاعل معه من قبل الآخرين وعائلته التي تبدأ رحلة البحث عنه،كل هذه المعطيات جعلت من العمل مثيرا للمتابعة والتفاعل معه من قبل المشاهد لمعرفه كيف يتحول الإنسان من رجل يعرف من هو وآخر لا يعرف من أين أتى وإلى أين سيكون،بالإضافة للجريمة التي كانت وراء خطف هذا الرجل والمصير الذي سيؤدي بكل من عاش معه قبل وبعد فقدان ذاكرته.  

 *تعرضت لانتقادات كثيرة من جراء انسحابك من مسلسل تشيللو؟ 

كان  بكل بساطه لعدم تكرار الثلاثي الذي شاهدناه في مسلسل “لو” لسنتين متتاليتين، على أمل أن نلتقي في عمل آخر.

*بالحديث عن مسلسل “لو”،هل بالضرورة عدم التواصل بين الزوجين هو ذريعة للخيانة سواء للمرأة أو الرجل؟

عدم التواصل يعني أن الطرفين غير متصلين ببعضهما بشكل أو بآخر، وهذا يؤدي إلى برود فكري وروحي، وبالتالي جسدي، وهنا تكمن الخطيئة أو الخيانة، وهي خلية نائمة ونسبية عند الرجل والمرأة كل حسب بيئته، لهذا يجب توخي الحذر من ذلك، لأنه أحد أسباب هذه الأخيرة.

*هل يمكن اعتبار “قلم حمرة” بمثابة إسقاط على الأزمة السورية بسبب هجرة السوريين لبلدهم وخيانة قضيتهم؟

بالتأكيد،هذا ما يريد أن يقوله مسلسل قلم حمرة،بسبب‬ الهروب و”الوجع” من هول الصدمة،وهو ما يعتبر خرقا لكل الأعراف والتقاليد،أي الموت ولاشيء سوى الموت..”قلم حمرة” كتب الأصوات بكل حزنها وجرأتها وتأوهاتها ووجدانها وحقارتها وحرارتها في قلم واحد،هو جمع كل الأصوات في صرخة قلم حمرة الإحترافية.

*كان لك دور سلبي في شخصية عصبية مريضة نفسيا وهو دور عاصم في مسلسل “لعبة الموت”؟

هذه الشخصيات المركبة، مثيرة للإهتمام لدى المشاهد ولدى الممثل أيضا،وهو حقيقة ذو حدين،فإذا كان الممثل مباشرا في حلوله سيقع في فخ النمطية التقليدية وفي خلو الشخصيات السلبيه دون البحث عن أسباب ومبررات لكل فعل أو ردة فعل،يقوم فيه الممثل ولديه الإجابة المقنعة لكل التساؤلات التي ستخطر على بال المشاهد،هكذا سينجح في أداء دوره وإيصال الهدف منه. 

*أديت شخصية “سامي” الإبن الأكبر المشغول بالأمور السياسية ومصالحه الشخصية في مسلسل “سنعود بعد قليل”،ما مدى تأثير هذه الشخصية في نجاح المسلسل؟

في “سنعود بعد قليل”،سامي جزء أساسي من العائلة وله تأثير بشكل أو بآخر، أولا هو الأخ البكر للعائلة،وكان التأثير السلبي غالبا في طبيعة الشخصية،ينطوي على ظروف حياته السياسية،ويقال من يريد أن يكون رجلا هاما في عالم السياسة،عليه أن يرمي بكرامته في سلة المهملات،إذا “سامي” هو ابن عائلة،وهي انعكاس لما يجري في وطنهم حتى باتت حياتهم رمادية خوفا أن يعود الجسد إلى الوطن بلا ملامح.

*يقال أن الممثل ليس له جنسية،ألا تجد صعوبة في أداء مختلف الشخصيات مهما كانت جنسيتها؟

كيف يستطيع الممثل لعب كل الأدوار وفي كل اللهجات،أعتقد أنها الخبرة في الحياة والتراكم في التجربة،صحيح أن الممثل ليس له جنسية والفرق بين البشر هي بعض العادات وليس كلها،نضيف لها الثقافات والدراسات والشهادات،وهناك إذا تقارب وليس تشابها،مع أن اللغة هي الفصل،لذلك يحتاج الممثل إلى جهد وتفرغ لإتقان اللهجات.  

*كيف تلخص الأزمة السورية حاليا؟

الأزمة في سوريا عنوانها لقد خدعتم السوريين أو لقد خدعتمونا يا أصحاب… وحولتمونا إلى مفرمة الإرهاب،وكان الوقود دماؤنا.

*اتهمت بالفرار من سوريا من جراء الأزمة،ما مدى صحة ذلك؟

ليس لهذا أساس من الصحة،فأنا مقيم في دبي منذ 2003 وسافرت بعد نهاية الجزء الثاني من “الولادة من الخاصرة” في 2012، وزرت الأهل في اللاذقية منذ أشهر،فهو مجرد اتهام من محب. 

*هل يدين عابد فهد للأعمال التاريخية التي أعطته المكانة التي هو عليها الآن؟

بالتأكيد،لكن لا أحب كلمة أدين،فهو كله جهد وتعب وكفاح وبالنهاية هو حنين أكثر من أي شيء آخر، حنين للأبطال الذين تعلمت منهم، أبطال “الجوارح” و”الكواسر” و”القلاع”، وفي “حرب البسوس” كان “الزير سالم” و”امرؤ القيس” و”كليب” و”همام” و”الحجاج” حكاية ورواية و”الظاهر بيبرس” الذين دخلوا التاريخ ولم يخرجوا منه.

*لماذا في رأيك تخضع السير الذاتية العربية للتحسين رغم بعض المواقف السلبية التي فيها؟

السير الذاتية، بالرغم من أهمية الأشخاص التي تناولت حياتهم بكل تفاصيلها، إلا أنها تحاول الإلتفاف حول حكاية أو تهمة ما،وبحيلة أدبية تنمق الحكاية، كي يبقى هذا البطل أو تلك البطلة في ذاكرة الحياة مثالا جميلا وعبرة رائعة للأجيال وهم كثر. 

*لديك تجربة محتشمة في السنيما،إلى ما يرجع ذلك؟

التجربة محتشمة في السينما فليس لها مكان في المتوسط،لأنها تقع تحت شرط المنتج والبحث عن الفيلم التجاري لاستقطاب المشاهد فقط،وتتحول الأوراق والسيناريوهات من اللحظة الأولى من توقيع العقد إلى حالة من الأنا والبحث عن الأفكار التي ترضي الجهة المنتجة والمنافسة،أي “شباك التذاكر”،ويقع المؤلف في فخ الفيلم التجاري.  

*كانت لك تجربة في مجال الإخراج، هل سنراك في تجربة جديدة؟

أطمح للقيام بفيلم سينمائي كمخرج،وأقوم بالإعداد المبدئي لهذا الفيلم كحكاية وحدث.

*كيف نجد عابد فهد مع زينة “تيمي وليونا”؟

أنا وزينة وليونا وتيم عائلة بكل ما لذلك من معنى،عاداتنا التي كبرنا عليها أنا وزينة،هي المؤشر الذي تستشعر فيه كل يومياتنا في الحياة على جميع الأصعدة.

*تعرضت لبعض المضايقات على الفايسبوك،ماذا تقول في ذلك؟

هي مضايقات لا تقدم ولا تؤخر،تحزنني في حينها وأنساها بعد حين،لدي صفحة تحمل صورة لي مع العائلة وهي الوحيدة، لكن هناك من يحتال ويفتح صفحات باسمي ويقوم بأفعال بذيئة،أرجو الانتباه،فأنا لست من متابعي الفيس بوك والدخول عليه وأيضاً ليس لي تويتر،وللأسف أعتقد بأن مثل هذه الوقائع،تفقد العائلة اتصالها وهذا خطر داهم وصدقوني أنكم تخسرون الوقت والحياة،وذلك عوض الجلوس مع أبنائكم والإستماع لصوتهم وعقولهم،لا يعوض هذا لا ملك ولا جاه.

*وصلنا أنك اجتمعت مع أحلام مستغانمي وأمل بوشوشة، ما كان محور هذا الاجتماع؟

هذا صحيح،اجتمعت مع السيدة الأديبة الرائعة التي جذبت واحتلت المساحة الأكبر في عالم القراءة والرواية، حتى باتت واحدة من الأرقام الصعبة في المبيعات وبكل اللغات، وكان لي شرف هذا اللقاء معها ومع بنت البلد المبدعة أمال بشوشة وأنا أكن لهما كل الإحترام والتقدير، وكان محور اللقاء تحويل الرواية الأخيرة “الأسود يليق بك” إلى فيلم سينمائي وربما مسلسل تلفزيوني، ولقد أهدتني السيدة أحلام نسخة خاصة من الكتاب، موقع منها تحت عنوان “الدور الذي يليق بك”، وكان لهذا وقع خاص اعتبرته مسؤولية وعلي أن أتحمل نتائجها، العمل الآن بين يدي شركة كبيرة في دولة الإمارات وهي 2454، يتم دراسة المشروع إنتاجيا والتحضير له كي يرى النور قريبا جدا.   

*هل تطمح للمشاركة في الدراما الجزائرية؟

‏لدي أصدقاء في بلد الجزائر الشقيق والحبيب على قلوب الملايين، والاوطان تتشابه بالارواح ،لذلك أتمنى بكل سرور المشاركة في الدراما الجزائرية ،أذا كانت المشاركة مبررا كحدث درامي أو تاريخي باللغة العربية، وستكون تجربة مهمة تضيف لي الكثير في عالم الفن ،لان المدرسة الجزائرية على احتكاك مع المدارس الاوربية في التمثيل ،ولها مشاركات كثيرة في السينما ،ونالت جوائز عديدة ،واعتقد انها فرصة لاي فنان وممثل.