-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما “تحرن” مشاريع القرن!

جمال لعلامي
  • 904
  • 2
عندما “تحرن” مشاريع القرن!
ح.م

المخطط الاستعجالي الذي خصصت له الحكومة مجلسا وزاريا مشتركا، جمع وزراء وولاة ومديري قطاعات، من أجل استكمال ما يسمى بـ”المدن الجديدة” والأقطاب الحضرية، يستدعي التوقف أمام هذا “المشروع الضخم” الذي بدأ ولا يريد ان ينتهي، وقد صنفته الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الماضية، في خانة مشروع القرن “الأول من نوعه في افريقيا” وربما في العالم!

هذا هو حال مشاريع القرن، مدن جديدة بلا حياة، وطريق سيار نهشه الفساد، ومطار دولي جديد ومعه الميترو غرقا في سيول “صلاحة النوادر”، وإذا كان هذا هو واقع هذه المشاريع “الأولى في التاريخ”، ما هو يا ترى محلّ المشاريع الصغيرة في البلديات المنسية والقرى المعزولة، حيث أصبح الفساد يمشي على رجليه وبطنه أمام “ربي وعبادو”؟

قد يقول قائل بأن المدن الجديدة لم تحمل من مشروعها الطموح و”الحلم الجميل”، سوى التسمية، فهل يُعقل أن يغيب النقل والتدريس والتجارة والخدمة العمومية والغاز والماء والكهرباء وضروريات الحياة، عن مدن أكلت الأراضي الفلاحية التي كان من المفروض أن تحقق بها الجزائر الاكتفاء الذاتي من القمح اللين والصلب ومختلف الفواكه التي نستوردها اليوم بالدولار!

الآلاف من الجزائريين دخلوا هذه المدن، اختيارا أو اضطرارا، بعد ما تحصلوا على مساكن هناك، إمّا بالترحيل أو الشراء أو الاكتتاب، لكنهم للأسف، سرعان ما اصطدموا بوقائع وحقائق يندى لها الجبين، واكتشفوا أن هذه المدن الجديدة والأقطاب الحضرية لا تصلح للعيش الكامل، ومنهم من وجد نفسه مشردا من جديد، بعد ما اعتقد أن الحظ ابتسم له بحصوله على سكن!

فعلا، صدقت الحكومة عندما اعترفت في اجتماعها بأن المدينة الجديدة ليست برامج سكنية فقط، وإنما مرافق وطرقات وشبكات مختلفة، وهذا هو بيت القصيد في هذه المشاريع الكبرى، التهمت آلاف المليارات من الدنانير، واستهلكت آلاف الهكتارات من الأراضي التي كان يأكل منها الجزائريون، وقضت على ما يماثلها من الغطاء النباتي والغابي الذي كان يشكل إلى وقت قريب رئة طبيعية يتنفس بها ويرتاح فيها السكان!

من سيدي عبد الله بالعاصمة، إلى بوينان بالبليدة، إلى ذراع الريش بعنابة وعين نحاس بقسنطينة وأحمد زبانة بوهران، لا يتمنى “الضحايا” أن تتكرّر مآسيهم لاحقا مع قاطني المدن الجديدة المنتظرة ببوغزول في المدية والمنيعة بغرداية وحاسي مسعود بورقلة، وهذا لا يقتضي “الهدرة” و”الثرثرة”، بقدر ما يستلزم تغيير العقليات لتصحيح ما يُمكن تصحيحه حتى لا تتكرّر الأخطاء والخسائر وتتواصل نفس المشاكل والعراقيل و”الفستي”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • seddik

    ki tgharbal annokhaala ma tatahassalo illa ala annokhala

  • ابن الجبل

    ان دل هذا على شيء فانما يدل على الارتجالية وسوء التخطيط ... وسببه الأول هو عدم وضع الرجال الأكفاء في مناصبهم ، وانما تسند المناصب لأهل الولاءات لا لأهل الكفاءات .. تلك هي الطامة الكبرى في الجزائر !! . وهذا منذ الاستقلال ! . فعندما يكون الاطار المناسب في المكان المناسب ، عندئذ ، يمكن أن نقول أن الجزائر في السكة الصحيحة . أما الآن ، فما علينا الا أن نقول : يارب الطف بنا ..!!