-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عودة المتصهْينين العرب!

عودة المتصهْينين العرب!

المواجهة الجديدة بين المقاومة الفلسطينية في غزة والطّرف الصهيوني أخرجت المتصهينين العرب مرة أخرى إلى الواجهة، وأعلنوا صراحة دعمهم للضربات الإسرائيلية على غطاء غزة تحت مبرر أن حماس تنفذ “أجندة إيرانية”، وأنها تقوم بعمليات تنفيذا للأوامر الإيرانية، وعليه أصبح من الواجب أن يقف العرب مع إسرائيل لمحاربة “وكلاء إيران” في فلسطين!
فهذا الناشط “الحقوقي” السعودي أحمد بن سعد القرني تأخذه الرأفة بالأطفال والنساء وكبار السن ويدعو الصهاينة إلى تفادي ضرب الأماكن التي يتواجدون بها، بينما يتوسَّل بكل ذل وحقارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليدكّ البيوت التي يتواجد فيها قادة حماس وتسويتها مع الأرض ولا يتورّع عن الدعاء بأن “يسدِّد الله رمي الجنود الإسرائيليين على مواقع حماس الإرهابية”؟!
هل يعقل أن يقال هذا الكلام في أرض الحرمين ولا يُسجن صاحبُه ويُعزَّر كما يتم الأمر مع قادة الرأي والدعاة والعلماء؟ وهل وصل الحال ببعض العرب إلى أن يرتموا في أحضان الصهاينة بهذا الشكل المفضوح ويساندوهم بحجة أن بعض الفلسطينيين يتلقون دعما من إيران للدِّفاع عن أنفسهم؟ وهل يُعقل أن يدعو مسلمٌ اللهَ أن ينصر يهودا محتلين على المسلمين؟!
والكارثة الكبرى أن هذا الرأي الذي عبَّر عنه القرني منتشرٌ بشكل واسع في الشارع العربي الذي صاغته مراكز صنع الرأي العام العاملة منذ سنوات من خلال إدخال الفتنة المذهبية بين المسلمين والترويج لفكرة أن إيران أخطر من الدولة الصهيونية التي زرعها الغرب في قلب العالم العربي والإسلامي.
حتى أن كاتبا جزائريا مقيما في أوروبا اندمج في هذا التوجه الخطير، وبات يغرّد على مواقع التواصل الاجتماعي ويقول إن إيران هي من أمرت وكلاءها في غزة بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع أن حقيقة الأمر معاكِسة تماما؛ فالمواجهة بدأت بسبب العملية الصهيونية بالتوغل في قطاع غزة واغتيال أحد قادة كتائب “القسام” الجناح العسكري لحماس، وهي العملية التي فُسِّرت بشكل كبير بأنها محاولة من إسرائيل لإنقاذ حليفها في السعودية المتورط حتى النخاع في عملية اغتيال خاشقجي في تركيا من خلال توجيه أنظار الرأي العام الدولي إلى هذه المواجهة ونسيان قضية خاشقجي التي تكشف يوميا عن مزيد من المعلومات عن تورُّط ولي العهد السعودي فيها.
لقد أعادت المواجهة الأخيرة حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى ميدانها الحقيقي بعد أن تشوَّهت صورتها كثيرا جراء دخول البيت الخليجي أثناء ما سُمِّي بالربيع العربي، وها هي حماس تقدِّم صورة مشرِّفة للمقاوم الفلسطيني الذي يوجه سلاحه للمحتلين الصهاينة دون غيرهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • سعودي

    تحرير فلسطين كما في حديث قدسي ياتي من جيش يخرج من المدينه المنوره مدينه الرسول صلي الله عليه وسلم لاتقولوا فلسطين ولا ايران ولا اي دوله

  • شاوي

    ما رأيك في العرب أمثال حفيظ دراجي وعباسي مدني المقيمون بقطــــــــــــر المطبعة م إسرائيل!!!
    هؤلاء بائعي أراضيهم هل يدافعان ويحبان الجزائر?