عيد الكبش
الحديث، كل الحديث هذه الأيام عن غلاء المواشي في “المراشي”، وارتفاع ثمن أضحية العيد.. من جديد! كل سنة نفس الأغنية ونفس القصة ونفس الحكاية بتفاصيلها المملة! وكأنه لا يوجد أغلى من “كبش العيد”! وكأن الناس لا يشترون النار بالسعير! وكأن السيارة، و”البعرة- بول”، والتلفاز الرقمي، و”الآيباد” و”السمارت فون”، من لوازم الحياة والشغل، حتى لو غلت. لكن عند الأضحية، يصبح الكبش غاليا جدا، و”حرام” أن تشتريه بهذا المبلغ (مع أنه موجه، مهما كان سعره، إلى الله!). ليس هذا لكي أبرر به أسعار المواشي في المراشي ولا راش ولا مرتش، من يقعد حين يجلس، ويجلس حين يمشي! وإنما أنتقد سلوكاتنا نحن “كمسلمين محترفين”!: نشتري بالغلاء التوافه، ونزهد ونتأفف من سعر “قربان الله”.
نمت على هذا الواقع، لأجد نفسي أفعل ما أنتقده! فأنا كيفي كيف الناس! كلنا “كيف.. كيف” وزطلة وشيرة…!
نمت لأجد نفسي وقد استهلكت ماهيتي الشهرية، ما تقدم منها وما تأخر! حيث لا يزال “كريدي” السنة الماضية ماضيا في إثمه، ساريا في وقعه، ماشيا في عيبه، بعدما سلفت لكي أقضي نصف شهر في تونس! وجاء العيد، وليس بين يدي نقود! النقود ذهبت إلى تونس.. والعيد سيأتي العام المقبل من جديد! واللحم موجود! وإذا لم تعيد بكبش، فسيأتيك الناس بكبشين عندما يعلمون أنك لم تعيد! حدث هذا معي مرارا، حتى صرت أجمع من اللحم كبشين!
أبنائي مع ذلك يريدونني أن أذبح، لكني قلت له: ذبحت لكم 15 يوما في تونس! العيد نزهد فيه هذا العام، لكي “نحوس العام الجاي”! “الفاكانس فرض عين، والعيد سنة مؤكدة”! مع ذلك، ذهبت واستلفت مبلغا من “نسيبتي، (لا أرده إلا على جثتي!) واشتريت خروفا لا تتعدى سنه شهرين متتابعين! ثم إني اشتريته “أوكازيو”.. من “الشيفون”! كان حجمه حجم قط البيت أو لعله أصغر! لما أدخلته حاملا إياه بين كفي، قالت لي زوجتي: مزية جبت لي “بونجا” باش نغسل لمواعين.. ارمها هناك في الصابون فوق البوطاجي! المرأة لم تعرف أن “الإسفنجة” هذه إياها، كانت هي كبش العيد، الذي منه نشوي ومنه نقلي ونفور ونطهي! بات تلك الليلة نائما في حذائي (ألبس 52!) وأغلقت عليه الباب خوفا من أن يلتهمه القط!
ما نيش عارف واش يفوت للعيد وإلا لا… لكني أعرف أن لحمه يفوت غاية.. خاصة وأن سعره لا يرد!
وأفيق بعدما نطحت برأسي الأصلع باب الماريو… حتى قلت بععععع!