-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غزة.. نهاية حرب وبداية أخرى

الشروق أونلاين
  • 2794
  • 0
غزة.. نهاية حرب وبداية أخرى

نهاية العدوان الصهيوني، مؤقتا، على قطاع غزة، ترك المجال واسعا للحديث عن حيثيات ما بعد العدوان، بما يرتبط به المشهد من أجندة سياسية وأمنية واقتصادية يريد كل طرف من أطراف المعادلة تحويرها لصالحه..

  • وهو ما يعني أن ما بعد العدوان سيكون أشد من العدوان، إذا لم تفوّت القوى الفلسطينية أولا، والعربية ثانيا، الفرصة أمام صنّاع الفتنة ومسعري الحروب وسماسرة المصالح التي تتحرك خيوطها ما بين واشنطن وتل أبيب.
  • لقد تعمّد الكيان الصهيوني الخروج من قطاع غزة بسرعة توازي أو تفوق السرعة التي دخل بها، كما تعمّد ترك اللبس فيما يتعلق بأهدافه الحقيقية من الحرب، وقد بدا واضحا للعيان أن القضاء على حماس وإسقاط حكمها في غزة لم يكونا ضمن قائمة الأهداف الإسرائيلية، ولهذا يبدو المشهد الفلسطيني، بكافة تياراته، غارقا في الفوضى التي تسببها حالة اللاسلم واللحرب المعتمدة من طرف إيهود أولمرت وعصابة اليمين واليسار الإسرائيلي.
  • وعلى الصعيد السياسي، ازداد الشرخ بين حماس والسلطة الفلسطينية، وبدا أن دعوات المصالحة الوطنية وإنشاء حكومة وفاق، أو ائتلاف، سرعان ما تتبخر أمام تصريحات المسؤولين من هذا الطرف أو ذاك، والتي تحمّل الطرف الآخر مسؤولية العدوان أو مسؤولية السكوت عن العدوان، تزامنا مع غياب البرنامج السياسي لفصائل المقاومة الأخرى، ولاسيما الجهاد الإسلامي، وقد بدت بوادر صراع أكبر بين السلطة وحماس مما كانت عليه قبل العدوان، لاسيما بعد الحديث عن أحقية هذا الطرف أو ذاك باستلام الأموال العربية والإشراف عليها من أجل إعادة بعض الحياة إلى قطاع دمره العدوان الصهيوني، وقد يدمره أكثر خلاف الإخوة الفرقاء.
  • الصراع بين فتح وحماس، حول الحكومة الشرعية أولا، وحول المقاومة ثانيا، وحول أموال الإعمار ثالثا، اصطبغ هذه المرة بلون دماء الشهداء، وجاء استشهاد كوادر من حماس ليزيد الصراع ضراوة، لأن حماس لن تقبل بأي تنازل الآن وهي قد أصيبت في أبنائها، ورأت كيف شمتت قيادات من السلطة الفلسطينية فيها مع بدايات العدوان وحملتها مسؤوليته، وتعنّت النظام المصري الذي مارس دور الحصار وقطع شريان الحياة بحجج واهية، وإصرار إدارة أوباما على اعتبار محمود عباس الممثل الشرعي للسلطة الفلسطينية، وهو ما يعني أحقيته بالإشراف على إعمار غزة، ولكن بحكم أنه لا يملك سلطة على القطاع فسيحدث انسداد واضح يؤدي إلى مزايدة بين الطرفين، تخوينا واتهاما وتجريحا، فصراعا ومواجهة.
  • ربما بدأ الهدف الحقيقي الإسرائيلي من هذا العدوان يظهر بعد انقشاع الدخان الناجم عن الفسفور الأبيض: تكريس انقسام دائم بين السلطة الفلسطينية وحماس، وتعطيل المشروع السياسي، ووأد المقاومة التي لن يفكر أحد في اللجوء إليها بعدما رأى أن آلة الهمجية الإسرائيلية تستهدف الأطفال والنساء لتهزم المقاومين، وتيئيس المقاومين من الدور الرسمي العربي الذي بدا لانقسامه وهشاشته وتخاذله، أخطر شيء يهدد المقاومة التي وجدت نفسها اليوم بين جدار عازل إسرائيلي ومعبر مصري وصمت عربي عن أقسى المجازر التي يمكن لليهود ارتكابها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!