-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فرائض الإسلام تساعد على الرقابة والتوبة

خير الدين هني
  • 247
  • 0
فرائض الإسلام تساعد على الرقابة والتوبة

كل ذلك كان سيئة كبيرة عند الله، لأنها تمس حقوق الناس وأعراضهم وأموالهم وحاجاتهم ومصالحهم، ومن استمر في اقترافها من غير توبة وإنابة، انطبقت عليه أحكام الوعيد الواردة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي النصوص التي تناولت هذه المعاصي وشنّعت بها تشنيعا كبيرا، وتوعّدت مرتكبيها بالعذاب الشديد، إن أدركهم الموت ولم يتوبوا إلى الله تعالى، والعلماء يجمعون على أن المعاصي التي ورد فيها حدّ أو وعيد هي الكبائر من الذنوب المهلكة لأصحابها.

وشهر رمضان أفضل فرصة، وأجمل فريضة تذكّر المسلم بضرورة الرجوع إلى الله بالتوبة النصوح، ثم تليه فريضة الحج التي تبدأ أيامها من شوال وذي القعدة والعاشر من ذي الحجة، المقترن بشعيرة عيد الأضحى، وهو مناسبة كبرى تجعل المسلم يواصل تأكيد توبته، ويستمر فيها من غير رجعة أو انقطاع، وألا يصرّ على المضي في المعاصي، لقوله تعالى: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) (آل عمران: 135).

والذي يُكتب له الحج من مرتكبي الكبائر، تتاح له فرصة أخرى لمواصلة توبته أو إعلانها إن تأخر عن التوبة أو قطعها بالإصرار على المعصية بعد رمضان.

فإن الحج يُعدّ الركن الخامس الذي يكتمل به الدين وتعمّ به فائدة التمام، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة كما قال النبي الأكرم، ففي صحيح البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”، لأن الحاج حينما يحرم للحج يخرج من المعاصي كبيرها وصغيرها، ويلتزم بالعبادة والذكر، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله والاستغفار وطلب التوبة والرحمة والمغفرة، فلا يرفث ولا يفسق ولا يجادل إلا في الحق بالكلام اللطيف، لقوله تعالى: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ))، (البقرة: 197)، والحج المبرور كما عرّفه العلماء، هو الذي لا يشوبه ذنب ولا معصية، ومن علاماته أن يرجع الحاج وهو خير حال مما كان عليه من قبل، ولا يقترف المعاصي من جديد، فيكون بذلك قد برّ وعده وحجه وعمله وتوبته.

فإذا انقضت فريضة الحج على خير ما يحب المسلم الحاج، حل موسم الزكاة الذي كاد الإجماع ينعقد على إخراجها في العاشر من شهر محرم، من كل عام في بلادنا، فيخرج المسلم زكاة ماله قربى إلى الله، فيطهر نفسه من البخل والشح، ويستجيب لأمر الله، وبذلك يكون المسلم التائب، قد وفى ما عليه من تكاليف العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده المؤمنين، وسيكون جزاؤهم الخلود في جنة النعيم يوم القيامة إن شاء الله.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المسك، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من التائبين النائبين السائحين العابدين الملتزمين بحدوده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!