-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في اليوم الوطني للإمام (1).. مقاصد الذكرى ومقاصد الترسيم

جمال غول
  • 215
  • 0
في اليوم الوطني للإمام (1).. مقاصد الذكرى ومقاصد الترسيم

بتوقيع السيّد رئيس الجمهورية على المرسوم رقم 22-214 بتاريخ 08 ذي القعدة 1443 الموافق لـ8 جوان 2022، الذي يقضي بترسيم يوم 15 سبتمبر يوما وطنيا للإمام، أصبح هذا اليوم من كل عام ذكرى تتبارى الأمة الجزائرية  في إقامتها إحياءً لذكرى الشيخ العالم الرباني المصلح سيدي محمد بلكبير رحمه الله، اعترافا بفضله وإبرازا لجهوده في خدمة للدين والوطن والتعليم عامة والتعليم القرآني خاصة..

ومن خلاله لجهود شيوخه ومن سبقهم عليهم رحمة الله تعالى جميعا، وكل ذلك هو بعض حقوق الشيخ على رجال هذه الأمة، فهو رحمه الله كان عظيما في علمه وعمله وتربيته لجيل كامل بإذن الله تعالى، اجتمع له في مدرسته العامرة بأدرار 1400 طالب في وقت واحد، يعيشون ويدرسون فيها بدون أي ميزانية رسمية، استعانت وزارة التربية بعد استرجاع السيادة الوطنية بطلبته لتأطير المدارس النظامية، تخرّج من مدرسته آلاف الأئمة ومشايخ الزوايا الذين ما زالوا على الثغر قائمين وعلى العهد مستمرين، وللوفاء حافظين.

إنّ من حق إمامنا علينا أن نترحم عليه ونستغفر له قياما بحق السنّة، وأن نمضي متآزرين في تنفيذ أعماله وتحقيق آماله، فمن أكبر حقوقه علينا في التخليد، وأعودها علينا بالنافع المفيد هو البناء والتشييد.

فليس بنافعه ولا بنافعنا أن نبكي عليه كل سنة، ولا نترجم فضائله في حياتنا إلى سلوك وعمل.

إنّ الذي يعود عليه بأجر من دعا إلى خير، وسنّ سنّة حسنة، ويعود علينا بفائدة من غرس غرسا فسقاه وعمل صالحا فأبقاه هو تشييد المعاهد العلمية والمدارس القرآنية وتعميرها وتعهّدها بالعناية وإمدادها بأسباب البقاء.

إنّ الذكريات التي يقيمها الناس لعظمائهم، والمذكّرات التي ينصبونها لبقاء أسماء عظمائهم محفوظة، وأعمالهم ملحوظة هي من أجل:

1- تجديد العهد معهم وتمديد الاتصال الذي يربط الفروع بالأصل ويحثّ على التأسي والاستمرار.

2- هي دعوة متجدّدة إلى مبادئهم الأصيلة والتمسّك بها، وتحكيمها في شؤون الحياة.

3- هي ردع للمتطاولين الذين يستغلّون الغفلة وفراغ الميدان فيتعاظمون، فتكون هذه الذكريات بمثابة حراسة العظمة الحقيقة من العظمة الوهمية وما أكثرها في هذا الزمان.

هذه الذكريات هي تصحيحٌ لحدود العظمة الحقيقية، وتقدير لموازينها، ومراقبة دائمة للتزوير أن يطالها، فيطغى عليها فيُفسد على الناس أمرها وآثارها.

إنّ ترسيم هذا اليوم خطوة صحيحة وقوية في طريق إبراز القدوات الصحيحة الصالحة للأجيال القادمة، ونافذة جديدة لإبراز جهود الأئمة في خدمة دينهم ووطنهم وأمّتهم.

وحتى تكتمل مقاصد هذا اليوم تحقيقا للأمن الفكري وحماية للمجتمع من التطرف، وتحصينا لأفراده من الآفات المتعددة والمتجددة، وإصلاحا نافعا لمختلف شؤون الحياة، فلابد أن تُرقّى وظيفة الإمامة بإنزالها المنزلة اللائقة بمقام الوحي الشريف، المصون بمداد العلماء ودماء الشهداء.

إنه لا يليق أن يكون الإمام هو الأول في صف الصلاة والأخير في صف الرتب والرواتب.

لا يليق أن يكون الإمام حاضرا في الافتتاحات ويكون غائبا في صلب المناقشات والمشاورات.

لا يليق أن يكون الإمام مقدَّما في الجنائز، خلف الأموات ومغيّبا في مجالات الحياة وما ينفع الأحياء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!