-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التشخيص الخاطئ يكلفهن حياتهن

في قفص الاتهام.. أطباء بلا ضمير

نسيبة علال
  • 1115
  • 0
في قفص الاتهام.. أطباء بلا ضمير

يتجه الناس إلى المشافي والعيادات، ليطمئنوا على صحتهم، ويرتاحوا من التأويلات والوساوس التي تراودهم، نتيجة بعض الأعراض التي يشعرون بها.. وقد يعود منها الكثير يحملون همًّا أكبر، بسبب تهاون وإهمال الأطباء، وعدم حرصهم على التشخيص الدقيق، إذ كثيرا ما نسمع عن حالات دخلت غرف العمليات ولم يجدوا لها الورم المزعوم، وأخرى أخذت دواء مرض غير موجود، حتى أصيبت بآخر.

طبيبة تقضي على ثلاثة توائم

ككل النساء اللواتي تأخرت دورتهن الشهرية، اعتقدت السيدة باشي أنها حامل، فتوجهت إلى طبيبة مختصة بالبليدة. هذه الأخيرة، أخبرتها بأنها تعاني من تكيس، وتشك في وجود ورم. وقدمت لها وصفة طبية لثلاثة أشهر بعدها، إن لم تشف تماما، عليها إجراء تحاليل، وقد يتطلب الأمر تدخلا جراحيا. تقول السيدة باشي: “أصبت بنزيف حاد بعد حوالي شهر ونصف من أخذ الدواء، نقلت إثره في حالة مستعجلة إلى المشفى، حيث اتضح أنني فقد 3 أجنة، دفعة واحدة، لم يكن ورما، كانت فلذة من كبدي ضيعتها باتجاهي إلى طبيبة غير مؤهلة ولا تفقه في الطب ولا الإنسانية شيئا.. سأستمر في لوم نفسي مدى الحياة”.

قتلوها مرتين.. تشخيص خاطئ وتحويل إلى العمليات

قدمت السيدة فريحة من ولاية تيسمسيلت إلى أحد مستشفيات البليدة، على أمل أن يقدم لها الأطباء تشخيصا لحالتها الصحية المزرية، خاصة وأنها في سن الثلاثين ليس إلا، يقول زوجها عابد: “قتلوا زوجتي مرتين، يوم أخبروها بأن عليها فقدان رحمها ولن تحظى بالأمومة، وثانية، عندما أدخلوها غرفة العمليات بتشخيص خاطئ على أنها مصابة بالسرطان”. في سياق ذي صلة، صرحت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في تقرير لها، نشر الخميس، في مدينة ليون الفرنسية، بأن أكثر من نصف مليون حالة تم تشخيصها بسرطان الغدد في 12 دولة، خضعت للدراسة على مدى عقدين، رغم أنها لم تتسبب على الأرجح في آلام للمصابين على مدى حياتهم. وأشارت القائمة على الدراسة، سيلفيا فرانسيشي، إلى أنه تم في أغلب هذه الحالات استئصال الغدة الدرقية كلها.

هذا، ما يعني أنه حتى في البلدان المتطورة، قد لا يتفانى الأطباء في تشخيص حالات مرضية معينة، ما يضع المريض أمام خيار القيام بعملية جراحية، أو الاستسلام للموت، في حين، يفقد الكثير حياتهم بالحسرة والألم النفسي.

التشخيص الخاطئ يقود أطباء آخرين إلى ارتكاب الأخطاء والقانون بالمرصاد

يقول الدكتور عامر لوراري، خبرة أزيد من عشرين سنة في طب في القطاع العام: “بعض الأطباء يمارسون المهنة من دون إنسانية، همهم التخلص من المريض بسرعة، ووظيفتهم تقتصر على تحرير وصفة الدواء دون التأكد من التشخيص، بينما يعاني المريض بعدها من تعقيدات أو يصاب بالذعر، نتيجة الخوف من مرض لم يصبه”.. ولأن مستشفياتنا باتت تعج بهذه الفئة، التي تمارس الطب بلا ضمير، وجب بحث حل للظاهرة. وفي هذا الصدد، يضيف الدكتور لوراري: “هناك قوانين تتعلق بالخطإ الطبي، لكنها ليست صارمة فعليا في الجزائر، ولا يعتبر التشخيص الخاطئ من ضمنها، على العكس، قد يقود هذا الأخير طبيبا آخر إلى ارتكاب خطإ طبي”..

عندما يتعلق الأمر بتشخيص الأمراض الخطيرة والنادرة، يجب أن يبقى المريض تحت المراقبة الطبية، إذا توفر شك ضئيل لدى الطبيب، وقبل أن يصدر تشخيصه النهائي، عليه أيضا أن يطلب تحاليل وأشعة دقيقة وشاملة، تؤكد فرضية المرض المحتمل. فهناك حالات كثيرة، تقضي عليها الوساوس والقلق والخوف، قبل أن يقتلها المرض. وهذا، ما يؤكده خبراء علم النفس، حيث تشير الأستاذة نادية جوادي إلى أن العامل النفسي لدى المريض هو الذي يحدد ما إن كان سيشفى أم لا، وليس مدى انتشار المرض، كمثال على ذلك، شخص مصاب بورم خبيث، ويعلمه الطبيب بأن هناك علاجا فعالا وبسيطا، قد يشفى باتباع وصفته وإيمانه بذلك، وإصراره على التخلص من الورم، فيما لاحظنا الكثير ممن قضوا، لأنهم اعتقدوا أن نزلات البرد الشديدة التي أصابتهم هي وباء كورونا، واستسلموا بعد التشخيص الخاطئ.. وهناك من لم يأخذ حتى الدواء، وانتظر الموت في المستشفى”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!