-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تشتركان في التضحية والوفاء وقهر الصعاب

قصة جوليانا تعيد حكاية الزهرة الألمانية إلى الواجهة

صالح سعودي
  • 9509
  • 6
قصة جوليانا تعيد حكاية الزهرة الألمانية إلى الواجهة
ح.م
المجاهدة فاندنابل ليونتين جورجات جراردة المعروفة باسم الزهرة الألمانية

صنعت حكاية الشاب مرشد، الحراق الجزائري، والفتاة جوليانا الألمانية الحدث في الجزائر وألمانيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعلها تتحول إلى قضية قائمة بذاتها، وبذلك تعيد هذه الحكاية قصة أخرى مماثلة خلال الثورة التحريرية، كان بطلها ابن عين الناقة ببسكرة محمد ضحوة والزهرة الألمانية، وقاسمها المشترك هو التضحية والوفاء وتحدي الصعاب.

أحدثت قصة ابن البليدة مرشد دريدي وجوليانا الألمانية ضجة كبيرة في الجزائر وألمانيا، وهذا بعد ما لجأ مرشد إلى خيار الحرقة، والهجرة إلى ألمانيا، حيث تعلق بالفتاة الألمانية جوليانا التي اعتنقت الإسلام، وتعلقت به هي الأخرى رغم كل المتاعب التي مر بها هذا الأخير، وفي مقدمة ذلك طرده من طرف الأمن الألماني بسبب عدم حيازته على وثائق الإقامة، ما جعل جوليانا الألمانية تصر على البحث عنه، بدليل تنقلها إلى المغرب، حيث خلف غياب جوليانا حالة استنفار، ما جعل الأمن الألماني يخوض رحلة البحث عنها.

وتبدو هذه القصة مماثلة للمجاهدة فاندنابل ليونتين جورجات جراردة (بلجيكية الأصل)، والمعروفة باسم الزهرة الألمانية، القاطنة حاليا في منطقة تكوت بباتنة، والتي كانت “الشروق” أول وسيلة إعلامية تتطرق إليها منذ عامين، حيث أعطت الزهرة الألمانية أمثلة حية في الوفاء والتضحية، وعلاوة على انضمامها إلى الثورة الجزائرية من بوابة فرنسا، فقد كانت وفية لزوجها المجاهد محمد ضحوة، حين امتطت الطائرة بمفردها متوجهة إلى الجزائر قادمة من فرنسا، للبحث عن زوجها بعد أن علمت بخبر القبض عليه وزجه في السجن، وبعد أن سمعت بهروبه من السجن والتحاقه بالمجاهدين فضلت اللحاق به بجبال الأوراس، بعد ما تحملت مشقة السفر من فرنسا نحو بسكرة وتحولها إلى مرتفعات جبال كيمل مكان مقر الولاية التاريخية الأولى.

 وتعود قصة العلاقة بين محمد ضحوة والزهرة الألمانية، حين خاف محمد ضحوة من المتابعات الأمنية بنواحي بلجيكا أثناء عملية جمع السلاح لفائدة الثورة التحريرية، فدخل صدفة بيت عائلة الزهرة الألمانية، حيث قوبل بالعناية والاهتمام، ومن حينها بدأت قصة الحب والوفاء، وصولا إلى رحلة الجمع الثنائي للسلاح، ثم التحاق الزهرة الألمانية بالجزائر بحثا عن زوجها، لتصعد إلى جبال الأوراس نهاية الخمسينيات إلى غاية إعلان وقف إطلاق النار، حيث فضل الثنائي المذكور الاستقرار بتكوت (باتنة)، وقد أعلنت الزهرة الألمانية إسلامها بعد الاستقلال مباشرة على يد الشيخ الصادق رحماني، كما خدمت سكان المنطقة في مجال الصحة لمدة تزيد عن 35 سنة.

وإذا كان ابن البليدة مرشد دريدي يدعو السلطات الجزائرية والألمانية إلى إيجاد الحل المناسب الذي يضمن له العيش مع زوجته جوليانا، سواء بتحويله إلى ألمانيا أو المجيء بها إلى الجزائر، فإن محمد ضحوة وزوجته الزهرة الألمانية فضلا الاستقرار في منطقة تكوت بباتنة، وأعطيا صورا جميلة في الحب والوفاء، ما جعل سكان الأوراس يشيدون بهما من حيث الاحترام والبساطة والتضحية، مثلما يصنع ابن البليدة مرشد الحدث رفقة جوليانا الألمانية التي أصرت على أن تكون إلى جانبه حتى ولو تطلب ذلك الهجرة إلى الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • fares

    نريد روبورتاج مطول على هذه , والله الف تحية لها ولعائلتها

  • بدون اسم

    هدو ( اغطيو شمس بلغربال)

  • tiarti

    كل المتاعب التي مر بها هذا الأخير، وفي مقدمة ذلك طرده من طرف الأمن الألماني بسبب عدم حيازته على وثائق الإقامة...لا وثائق لا سيدي عباز هذا عندو مشاكل كثيرة مع شرطة ومنها السرقة و تجارة المخديرات .

  • اكرام عبد القادر

    لو كانت جوليانا المراهقة القاصر ، التي هربت من بلد الى بلد بسبب العشق و الغرام ، أقول لو كانت جزائرية لزلزلوا الأرض تحت أقدامها ، و لانقلبوا الى وعاض أخلاقيين كي يتهجموا عليها و يقدحوا فيها و يطعنوا في شرفها و شرف عائلتها ، و اتهموها بكونها منحلة و فاسقة ساقطة ـ عديمة التربية و الحياء و العفة ، و تبدأ الاسطوانة المشروخة في اجترار أغنية : الاختلاط و التبرج و الانحلال و الفسق و الزنا و الدعارة و التبرج و الانسلاخ عن الدين الخ
    مجتمع محافظ تحت النور لكنه ليبيرالي في العتمات
    كائنات مصفقة للغربيات

  • Auressien

    ما يدعو للإنتباه هي أن هذه المجاهدة الفحلة حافضت على اللباس المميز للأورسيات(أشليق الأبيض كانت تلبسه دهيا ملكة الأمازيغ و الجبة السوداء بالخطوط الملونة) في حين إستغنت عنها أوراسيات اليوم لتلبس أي شيء . يا خسارة .

  • بدون اسم

    هدا موضوع شخصي ومن القديم توجد قصص شباب وشابات تحركهم المراهقة وما يحيط بها من تغيرات هرمونية و فيزيولوجية تترجمها العواطف(.حيزية عبلة جولييت .....)وبالتالي هدا ليس موضوع رأي عام .أحكوا لنا عن الرجل في قمة هرم السلطة ينتقد في نهج أقتصادي من طرف متهم بالفساد كان هو مدافعا عنه يرد بأغاني الحاج مريزق المثل يقول على الشعب الواد مديه هو يردد ما أحلاها هده التفرشيكة