-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ثانوية بن عكنون ‪وفيلا الورود وسوسيني

قصور حولتها فرنسا إلى مراكز تعذيب سرية

فاروق كداش
  • 2237
  • 3
قصور حولتها فرنسا إلى مراكز تعذيب سرية
ح.م

حيطان صماء، تبكي وجعا، وردهات تخنقها العبرات، ودرج ينزف دما… وأسقف تئن حزنا، فما رأته لن نطيق له صبرا.. قصص بيوت وقصور، كانت عامرة بالضحكات، فانقلبت حالها غما وهما… الشروق العربي، سمعت أنينها، وقصت حكاية ترويها الحجارة.

من أشهر القصور التي تحولت إلى مراكز تعذيب، فيلا سوسيني، التي بناها موثق اسمه ألكسندر سوسيني، على الطابع الموريسكي الحديث، وقد صنفت عام 1926 كمعلم تاريخي من طرف مدينة الجزائر… وبين أقواسها وزليجها كانت القسوة الفرنسية تتجلى في كل جبروتها وطغيانها. وقد كان من أشهر جلاديها بول أساريس، الذي اعترف في مذكراته بأنه مارس التعذيب في هذه الفيلا، والتقى فيها بضابط المخابرات، جون ماري لوبان، اليميني المتطرف، رئيس حزب الجبهة الوطنية بعد الاستقلال… ومن الشهادات الحية عن هذه الفيلا، ما أدلت به الثورية، لويزات إغيل أحريز، ونسيمة هبلال، بأنهما تعرضتا للتعذيب فيها، مع المئات من المجاهدين.

من مركز نور إلى جهنم

استغلال الاستعمار الفرنسي للمدارس والثانويات للتغذيب، إبان ثورة التحرير المجيدة، حقيقة لا يتنصل منها إلا مشكك جاحد، خاصة في العطل الصيفية. وكانت فرقة المظليين بقيادة الجنرال السفاح ماسو، والكولونيل الدموي بيجار، تحتل ثانوية بن عكنون (ثانوية المقراني حاليا)، على سبيل المثال، كمركز سري للاستجواب والتحقيق مع المجاهدين الأفذاذ. وكان هذا المكان من بين العديد من المراكز التي كانت مهمتها الفرز. وبموجب قانون أفريل 1957، أصبغت عليها فرنسا طابعا شرعيا.

 وقد روى أحد المجاهدين تجربته المريرة في هذه الثانوية، في صيف 1957، بعد أن ألقي عليه القبض في منزله، وتم استياقه إلى مدرسة في فور أمبرور سابقا، في الأبيار.. وهناك، تم تعذيبه في حوض الحمام. وبعد أن اقتيد إلى ثانوية بن عكنون، انضم إلى نحو مائتي سجين، وكان هناك قسم للنساء. وكان من بين النزيلات، فضيلة دزيرية، وأختها ڤوسم، ولطيفة، وهن عضوات في فرقة مريم فكاي الغنائية. في خريف ذات السنة، اجتاحت الأنفلونزا الإسبانية.. وكان النزلاء قاب قوسين من الموت، لولا تدخل صحي طارئ.

ورود بعبق العذاب

فيلا الورود، هي مكان آخر من بين الأماكن الموحشة المظلمة، التي عذب فيها الجزائريون. ففي نهج غاليني، رقم 74، كانت فرقة مظليين أخرى، بقيادة الكابتن مارتن والضابط لوبان، تبدع طرقا جديدة للاستنطاق. وقد روى أحد البرلمانيين الفرنسيين في مذكراته أن لوبان اللعين، بعد أن أخفق في إحدى جلسات الاستجواب، أضرم النار بكل برودة أعصاب في السجين المستجوب.

وأثارت هذه الفيلا الجدل بين المؤرخين، بين منكر لوجودها، وبين من يؤكد وجودها.

قائمة القصور والفيلات التي اتخذتها فرنسا مراكز للتعذيب طويلة، منها فيلا تيليملي السرية، وفيلا بئر طرارية، وفيلا الناظور، وقصر الإمبراطورية… حيطانها ستشهد للتاريخ أن الجزائر انتزعت حريتها بالقوة والصبر والجلد، والتخطيط المحكم.. وفوق كل هذا وذاك، بالعزيمة والإصرار… وإن نسيتم، سنذكركم، لعل مشاغل الحياة أخذتكم، لأن ما خلفته فرنسا جرح لن يلتئم إلى يوم الدين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد☪Mohamed

    منيره - قسنطينه
    لا أعرف ابو الفضل هذا من البشر أو من أبناء أدم ولماذا المغرب !!! المغرب فيها الجنون بزاف
    الله يحفض ويستر .

  • منيره - قسنطينه

    محمد☪Mohamed ,
    هل تعلم ان ابو الفضل من اصل مغربي !
    حتى اسمه غير جزائري
    رحم الله الشهداء وحزب جبهة التحرير التاريخية التي ذهبت معهم

  • محمد☪Mohamed

    ماشي هذا هو الوقت تاع إستعمار الغاشم والعدو الفرنسي , لأنه سا يفتح الأرشيف قريبا وينشر كل ارخنا باأدلة , إلا إذا كنتِ تخدم لحزب FLN الذي ليس له شيء في باء هذا الوطن مند 1962 60 سة يتهلك $$$ البترول وليس لنا حثى مستشفى يغنينا من سفر للعاج خارج الوطن .
    المقال كما هذا يكتب عندما يقنعنا FLN أن الجزائر الثى كانت من طبيعي Pays émergent ولم نعرف ذلك أبدا اليوم الذخل القوي قُسمى للنصف وأثر من ذلك وعدد السان في تزايد لكن أحسننا يهجر للدول عظمى .
    الذي ليس له بعد الوعي مازال النظام الخفي يُلْهي الرعات منا بي ماكل مفتعلة أنت.بحت.عليها لأنك لست قريبًا بعد من الفهم مايجري , لازم تتخلص من المخدر قبل.