-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قل ما تريد… ولن تفعل أكثر مما تقول.!!..

‬فوزي أوصديق
  • 8147
  • 6
قل ما تريد… ولن تفعل أكثر مما تقول.!!..

منذ أشهر كثيرة التصريحات “النارية” و”الناعمة” أو الباردة في تزايد، فالكل يدعي امتلاك الحقيقة، والحقيقة المطلقة بدون منازع، وفي مختلف المجالات. وفي المقابل، رغم ذلك تزداد الاحجاجات، والانتفاضات على خلفية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. ..

وبدل أن يلتزم بعض وزرائنا ومسؤولينا سياسة “التحفظ” أو “السكوت” على الأقل، إذا بهم يزيدون في صب الزيت من خلال التصريحات النارية أو التجريح في الاخر. فسياسة الهروب إلى الأمام أو النعامة، أصبحت غير مجدية للعديد من الأسباب، فالعديد منهم لم يهضم بعد أو يعترف أن الجزائر “تغيرت” كمّا وكيفا على المستوى الشعبي، فالضحك على الأذقان، والتبرير غير المبرر، والعديد من الشعارات أصبحت “جافّة” وأصابها الافتقار، فأضعفها من خلال “إخلاله” بالتزاماته، فأصبح العديد يطلق وعودا ويجعل المستقبل فردوسا ويوزع المناصب والمفاتيح والأموال على الورق أو على “عضلة” اللسان، دون أن تتعدى الواقع الملموس!!.. فبواعث بعض الأزمات يمكن إرجاعه “للإحراج” الناتج من خلال هذه التصريحات التي تناقض الأفعال، ومع تراكمها تكون دافعا لانفجار االبركان.

وأحيانا بعض التصريحات التقزيمية تعمل على تغليط الرأي العام، وتكون سببا لحدة هذه التعاسة…

 فمنذ أيام شهدنا إضرابا للأساتذة، وقبله إضرابا للأطباء، فبدل أن يتم الاحتكام للحوار والعقل ومعالجة “الاضراب” بالحكمة والرزانة، نلاحظ معالجة عبر وسائل الاعلام والتصريحات النارية بتقزيم حجم المشاركة، وكأن الإضراب هو حق غير مكفول دستوريا وقانونيا، فالإضراب جزء من المواطنة وتعبير عن عدم الرضا، ولكن لما تفتقد ثقافة الدولة والمؤسسات، فإن التصريحات على شاكلة التشكيك والتهكم المتعارف عليها حاليا عبر وسائل الاعلام مؤشر على افتقار ثقافة الدولة وبالأخص لما تأتي من المسؤول الأول على القطاع. فالطبيب أو الأستاذ ـ مقارنة بباقي الوظائف الأخرى ـ يمكن القول، ودون حرج، إنه في ذيل الاهتمامات والسلم الإداري، حيث أصبحا من بين الفئات “المهمشة” و”المستحقرة”. وكم آلمنى ـ وأنا أكتب هذه المقالة ـ وأنا أسمع البعض، فبدلا أن يلجأ إلى أسلوب تهدئة الخواطر وسياسة الجزرة بحكم موقعه، يلجأ إلى سياسة “العصى” والتلويح بالخصم من الرواتب وبتصريحات نارية ويحاول عزل ومحو العمل النقابي، وكأن كل شخص يلجأ للإضراب هو خارج القانون، ولكن الحقيقة هو أن التصريح خارج القانون والأعراف والأخلاق، ومن ثم فإن العديد من التصريحات توحي بجهل مطبق لمختلف المسؤولين على التشريعات المنظمة للدولة والمسيرة لها، من ضمنها كفالة حق الإضراب كوسيلة سلمية للتعبير وإيصال المطالب، فالحق النقابي والتعددية النقابية مطلب أساسي لأي نظام يدعي الديمقراطية، فلا يمكن تجاهل ذلك، كما لا يمكن ضرب تنظيم نقابي بتنظيم آخر مهما صغر أو كبر، فذلك لا يحل القضية بقدر ما يؤزّمها ويجعلها أكثر تأججا. وما يساعد على ذلك، بعض التصريحات التي تحاول فرض سياسة الأبوة وتجاهل الآخر، فهذه المؤشرات كلها كانت عوامل لتعفّن أزمة الأساتذة والأطباء، وذلك قد يطرح تساؤلات أخرى حول مدى جدوى الثلاثية في ظل عدم الاستقرار الاجتماعي والمهني للعديد من الفئات، وما الجدوى من “الترقيع” بدلا من “الحزم” و”الجزم” في العديد من المسائل الاجتماعية التي تعاني منها العديد من الفئات.

وأخيرا فإن سياسة “التسويف” التي خلقت العديد من الازمات، أدت بالعديد من القطاعات لأن تصبح بدون “هوية” خارج حلبة تدخلها، تتآكل تحت وطأة “الرشوة” و»الفساد« و”المحسوبية” و”الحقرة”، ومما زادها تعفّنا “التفرعين” و”العنترية” من خلال التصريحات “الباردة” و”النارية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • زهير

    هم -إلى- في زمن العولمة والتعقل ... ونحن إلى زمن الفساد والتجهل .... "المقال منطقي"

  • عبدو

    لازم تفهم الحكومة ان سياسة خذ واسكت قد انتهت اعطونا حقوقنا لسنا نشحت من احد الاستاذ تبقى قيمته مهمى احتقره المجتمع

  • جلول

    ان الحكومة لم توفق في معالجة مشكلة الاضرابات التي تهدد البلد وتصيب الجزائر بالشلل التام . و كان الامر مقصود للرفع من وتيرة التوترات الاجتماعية و الغضب في صفوف كل العمال و الموظفين .
    ان اعتماد سياسة الكيل بمكيالين او بالاحري بعدة مكاييل في مطالب كل العمال و الموظفيين . واقتصار دور الحكومة في تلبية مطالب اكثر الفيئات انتهاجا لسياسة الاضرابات . واكثر الفيئات القادرة علي احداث الشلل في قطاع ما .
    فالحكومة و هي بمثابة ولي امر كل الجزائريين في تدبير شؤونه عليها معاملة كل الجزائريين بنفس المعاملة . فالحكومة اليوم تبدو كسارق يحمل علي ظهره اشياء ثمينة و يعدو بسرعة فائقة فمن ركض خلفه يستطيع ان يلتقط بعض الاشياء الثمينة التي تسقط من الكيس الدي يحمله و من بقي يتفرج ضاع حقه و مات نكدا و غما .
    فعندما يستفيد موظف من زيادة في الراتب بعد اضراب قام به و تعترف له الحكومة بضعف قدرته الشرائية . ويستثني موظف اخر من الزيادة في الراتب . وكان الموظفان لا يتسوقان من سوق واحدة و بنفس الاسعار المطبقة في السوق .
    و الاقبح من دالك عندما تقر الحكومة زيادات لبعض الفيئات في قطاع التربية وترفض وزارة التربية تطبيقها لسبب واحد ووحيد لان الوزير يكره تلك الفئية و يمقتها اشد المقت و لا احد يدري ما سبب دالك المقت الشديد .
    بينما تصنف تلك الفيئة كالمحرك للمؤسسة التربوية و تفعل كل الافعال التربوية لكنها في الراتب تقصي من تقاضي المنح دات الفعل التربوي . و تقصي بامر من الوزير من تقاضي المنح التي اقرتها وزارة المالية لفائدتها .
    فاضحت هده الفيئة لا هي تربوية و لا هي محاسبية و لكن تقوم بكل الافعال و اضحي دورها كساعي بريد لنقل البريد من والي المؤسسة و الوصاية .و هدا الاخير يعد اجرام قانوني و استعباد لا نظير له وكيف يفرض علي فئة التنقل و نقل الوثائق الادارية و بدون تعويض مالي لتكاليف تلك العمليات . ونحن في دولة المؤسسات و الحريات وفي القرن الثاني و العشرين و الدستور و كل القوانين و التشريعات تحفظ للموظف حقوقه و قدسية مرتبه الدي لا يستوجب ان يصرف ولو جزءا يسيرا منه لافعال ادارية او اثناء تادية مهام عمله .
    لقد وضعت الحكومة نفسها في ورطة حقيقة امام كل الموظفين و العمال و لن تستطيع ايجاد حل للغضب العمالي المتزايد . فالسياسة الحكومية اخطات التقدير عندما اردات تفكيك التنظيمات النقابية . وهاهي تواجه غضبا عماليا متزايدا . و كان الاحري بالحكومة كما كان معمولا به الزيادة في رواتب كل العمال دون استثناء و بنسبة محددة و موحدة . لا ان تقوم بزيادة 10.000 دج لموظف و الاخر تزيد له 2000 دج و اخر يستفيد من 600 دج و اخر لا يستفيد و هم في نفس القطاع و لهم نفس المؤهلات العلمية و لهم نفس الخبرة و لهم مهام مختلفة لا يستغني احد عن احد . الا ادا كان دور الحكومة هو زيادة حدة التوتر الاجتماعي و الزج بالبلد في عشرية لا تحمد عقباها .

  • عبدالقادر

    جريدة قى تالق

  • عباس ابو مها

    أظن و الله أعلم أنك تحادث كائنات بشرية لا تعي ما تفعل و أكبر همها في المعمورة و فوق الضيعة و على أعناق محكوميها غير العشق لجماليات المقعد و طرق القعود أما ما دون ذلك فلا غاية لهم و لا مرمى و لا فكر و أمنيتي أن تفتح مدرسة ابتدائية لتعليم هذه اليقايا من الكائنات البشرية

  • سمسمه محمد

    هوانتو ا فيه عندكم فساد مثلنا فى راى الاضراب بيجيب نتيجه اصل المسؤلين لوقلت لهم ياعين ياليل ولا حياة لمن تنادى فى مصركان اضراب بتوع الضريب مرتباتهم ضعيفه دا العادى عندنا اضربوا وعمال المحله واهو الحال ماشى المرس عندنا بياخد200 جنيه والحرس الجمهورى واللى بيحموا مبارك بياخدوا مليون جنيه وعاطف عبيد بعد ماشاع فساده واتعين فى المصرف العربى بياخد 100000 فى الشهر عقبالكم يارب ابقى وزيره