-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرة القدم: الفُرجة المال والعبادة؟

كرة القدم: الفُرجة المال والعبادة؟

التعارض الذي حصل لدى الناس بين الذهاب إلى المساجد للقيام بصلاة التراويح في هذا الشهر الفضيل وبين متابعة مباراة في كرة القدم، والجدل الذي ثار بين لاعبي الفريق الوطني حول الصوم من عدمه، بل والحيرة التي وقع فيها الكثير من المُفتين بخصوص هذا الشأن بما في ذلك وزارة الشؤون الدينية.. تُبيّن لنا أن هناك مسألة ينبغي أن تُناقش في مجتمعنا اليوم، بل وفي مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام هي العلاقة بين الأبعاد ثلاثة لكرة القدم: الفرجة، المال، والعبادة.

طُرحت المسألة في المجتمعات الغربية ومازالت مطروحة إلى اليوم، ولكن بشكل مغاير تماما عما هو عندنا، فهناك يوجد ترتيب تصاعدي للقيم فرض نفسه منذ قرون بعد أن تقهقر الدين على حساب اللائكية أواللادينيةوانتصار مجتمع المادة والاستهلاك على مجتمع الروح والإنتاج المفيد، ولذا فلا مشكلة أن تتحول لديهم كرة القدم مصدرا للقيم وفرصة لكسب مزيد من المال وأن يحل الملعب ذي العشب الأخضر محل  باحة الكنيسة الصفراء، وأهازيج الأنصار محل طقوس وألحان وقُداس قاعات الكنائس.

ليس هناك إشكال لدى الغربيين أن تتجلى قيم الاحترام ونبذ العنصرية والتضامن والاستحقاق والالتزام الصارم بالقانون وعبادة الجسد في ملاعب كرة القدموأن تموت بالكنائس! ليس هناك إشكال لديهم أن يُصبح لاعب كرة قدم معبود جماهير، ومضرب مثال في الثروة والقوة والقدرة على المؤانسة والإمتاع وإدخال الفرحة على قلوب الملايين، ليس لديهم مشكلة في أن يموت الدين ويبقى المال وتعيش كرة القدم.

هل المسألة لدينا ينبغي أن تكون بنفس المستوى وتأخذ نفس الاتجاه؟

هل ينبغي أن نسير على خُطى المجتمعات الغربية؟ وهل تكالبنا على المادة  أكثر من الروح في شهر رمضان هو إشارة أولى على تحولنا هذا، نحو مجتمع الاستهلاك؟ وهل حيرتنا بين التوجه نحو صلاة التراويح ومتابعة  مقابلة في كرة القدم ليست دليلا على وجود استعداد لدينا للتضحية بقيم من أجل أخرى؟

هل نحن نتحول باتجاه الاندماج ضمن القيم العالمية ونحن فرحون بانتصار في مقابلة في كرة القدم أو غاضبون من انهزام؟

بلا شك هي أسئلة ينبغي أن تُطرح اليوم قبل الغد إذا كنا بالفعل نريد أن نكون أمة لها أمل في أن تستعيد مكانتها وأمجادها، أمة قادرة بالفعل على التمييز بين كرة القدم كفُرجة وكرة القدم كمال وأعمال، وكرة القدم  كدين يتجرأ لمقاومة دينها وهي في عز الصيام والقيام

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • خالد

    أنا أرى أن كرة القدم هي الاستعمار القادم ، هي التى أرغمتنا على ترك كثير من العبادات وأهمها : 1- مضيعة الوقت 2- اللغو 3- عقوق الوالدين 4- ترك الصلاة 5- إيذاء الغير 6- وآخر فتوة هي : الافطار في رمضان 2010

  • بدون اسم

    عندما نرى أمم تصنع التاريخ و تحافظ على قيمها بما أتيت من قوة و بين أمم تعيش خارج التاريخ و مستعدة للتخلي عن قيمها من أجل جلد منفوخ، قد نجزم بأننا في طريق الانهيار التام؟ لو لا البقية الباقية لزالت مخلصة لقيمها و تاريخها و تسعى بما أتيت من أجل بث روح المقاومة لهذا السيل الجارف و حتى لا ننكسر و إلى الأبد؟ أو ليس "الأمل هو ذلك الخيط الرفيع الذي نرى من خلاله المستقبل" على حد قول أحد أعز الأصدقاء...

  • عبدالحق

    مع التقدير والإحترام إلا ان الأسئلة خارج السياق وتحتاج إلى إعادة صياغة .
    هناك أحكام صدرت تحتاج لنقاش كبير بين الصحة والخطأ والمبالغة ك: "ليس هناك إشكال لدى الغربيين أن تتجلى قيم الاحترام ونبذ العنصرية والتضامن والاستحقاق والالتزام الصارم بالقانون وعبادة الجسد في ملاعب كرة القدم..."
    أما علاقة الكرة بالعبادة عندنا فالنقاش الدائر مشروع وهو نقاش فقهي بحت وما نحتاجه نظرة واعية من رجال الدين بعيدا عن الشطط والتطرف .
    وليس عيبا أن نساير ونواكب تطلعات الشباب واهتماماتهم ان لم يكن واجبا . مع التحية