-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرة القدم.. والجبهة النفسية..

كرة القدم.. والجبهة النفسية..

الفرحة ثم الشك في الانتصار ثم الفرحة التي عمت قلوب الجزائريين أول أمس نتيجة الفوز العريض على المنتخب الكوري بالأداء والنتيجة تعكس إلى حد ما نفسية الشعب الجزائري المتأرجحة بين اليأس والرجاء والخوف من المجهول والأمل في المستقبل. وتُبيّن إلى أي مدى هي متأصلة أم لا الثقة في النفس وفي القدرات والإمكانيات.

كان الفريق الوطني فائزا بثلاثية نظيفة في الشوط الأول وبمجرد تسجيل الكوريين لهدفهم دب اليأس في النفوس وشك الكثير حتى في إمكانية النصر، بل واعتقد البعض أن الهزيمة قادمة، لولا الهدف الجزائري الرابع الذي أعاد الطمأنينة والهدوء… ومع ذلك بقي الخوف يسكن الغالبية منا بأن أمرا ما قد يحدث وتنقلب الموازين. إلى أن حانت لحظة النهاية وتأكد للجزائريين أنهم بالفعل قد انتصروا، وانتصروا انتصارا عريضا ومستحقا.

هذه الثنائية بين اليأس والرجاء، الخوف والأمل، بالرغم من أنها سنة من سنن الله تعالى التي فطر عليها الإنسان، إلا أنها عندما تتحول إلى استعداد مستمر للتحول السريع نحو اليأس بدل الأمل تصبح حالة ينبغي التوقف عندها. عندما تصبح طريق الشك معبدة نحو النفوس والعقول ينبغي أن ندق ناقوس الخطر.

إن الطبيعي لدى الإنسان السوي أن يكون الرجاء والأمل عنده أكبر من اليأس، وأن تكون الثقة في الله وفي القدرات والإمكانيات لديه أكبر من الشك فيها واعتبارها مجرد أوهام.

أما عندما يُصبح الميل لديه نحو اليأس أقرب، والاستعداد للشك في القدرات والإمكانيات أوضح، جراء تراكم مواقف وأحداث وسلوكات على مستوى العقل أو الحالة النفسية العامة ينبغي أن نراجع أنفسنا وحساباتنا.

تصوروا لو أن الأمر لا يتعلق بمقابلة في كرة القدم إنما بمعركة سياسية مصيرية أو بحرب مع عدو خارجي أو بحصار اقتصادي أو هجوم إرهابي لا قدر الله. تصوروا لو أن كوريا تعلنها عقوبات اقتصادية ضدنا من خلال سامسونغ وأخواتها وهي ليست ببعيد، بأية صلابة نفسية وتماسك اجتماعي سنواجه الأمر؟ هل تنفع هشاشة الوضع النفسي التي نحن عليها بتحقيق القدرة على الانتصار في الأداء والنتيجة كما في كرة القدم؟

يبدو أننا اليوم في حاجة إلى تعزيز الجبهة النفسية بانتصارات أكبر ليس فقط من خلال مقابلات كرة القدم، باعتبارها أبسط الوسائل، بل من خلال الانتصار في جبهات الحرب الأخرى الاقتصادية والسياسة والثقافية والأمنية… وذلك هو الأمل الذي ينبغي أن نعيش عليه سواء كان الدور الثاني أو لم يكن… فذلك حدث عابر، ونحن نبحث عن العبرة من الحدث… 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • التنين الاسيوي

    http://www.youtube.com/watch?v=7nlPSDH_NNM

  • نورالدين الجزائري

    نحن فرحنا بالفوز على كوريا كرويا و أنا واحد منهم ، و ما عساني إلا أن أفرح و هو جزء من السفر و الهدف الحمد لله على القليل حتى يأتي الكثير ، كما يقول المثل : قزم واقف خير من عملاق ساقط !

  • نورالدين الجزائري

    إجتماعي عادل بطيف الكلمة لا بزيفها تحت نظام هرمي بالمثل .
    تنشأ الثقة عندما يفك قيد فهم البدع و الباطل و تنير لنا طريق أهل العلم في السياسة و الدراية ، تنشأ عندما يفك عنا كذب مَـن زعم الفهم و هو أجهل الناس و يظهر لنا الأمين رغم أنه مغيب عن الناس ، تنشأ الثقة عندما نفك قيد و سجن عقولنا و نطلق لها عنان الحرية أن تفكر في فضاء الفكر و الحركة للإستنباط إحكام نمط حياتنا من الأحكام .
    ــ أنا لا ألوم أبدا المسافرين و عدم وصولهم للهدف لا فقط مجرد هدف أو 4 بقدر أني لم أستطيع فهم حال شكل السفرية قلبا و

  • نورالدين الجزائري

    شاق و بعيد لا نستطيع الحديث عنه في الوضع الراهن لأسباب لا تعد و لا تحصى و لنأخذ آخرها ، عندما أرى مشجعي كوريا رغم الهزيمة لم يأذوا ذبابة بل يبتسمون في وجه الناس و العدسة و عندما تضحك مع أخوك في السوق يقول لك : وين تعرفني يخي سقاطة يخي ؟!! و عندما أرى مشجعي اليابان رغم الإنهزام بقوا في المدرجات لتنظيفها ! و عندما أرى و لا أريد أن أرى بعض مشجعينا رغم الفوز على رومانيا إجتاحوا الملعب و تكسير المحلات و نزع للعديد منهم رخصة السياقة بسبب الرعونة في كل ذلك ... ؟!!
    ــ تنشأ الثقة في النفس عن طريق نظام

  • نورالدين الجزائري

    مكان بعيد في ( الحياة ) نبحث عن آليات السفر و نُسَر ممن يعجل لنا الزمن من عقل حكمة و علم لنصل إلى الهدف. الغاية مرجوة و موجودة و لكن الوسائل معدومة ، بسبب التخطيط العشوائي لمرافق الحياة الإجتماعية محطات مازالت في إطار البناء مواقيت غيل على ربي برك كيما جات أكلات ! ، و السفر لابد منه و الأهداف متعددة و كثيرة و كل إهمال أو تهاون و عجرفة هو ما نعيشه اليوم ، و منذ الإستقلال لم توجد آليات السفر و الهدف و طبيعة المرء إذا شاب على شيء تعوّد عليه و العكس صحيح... و لكن حتى نصل إلى ثقة النفس أظن أنه طريق

  • نورالدين الجزائري

    العيب في النفوس لا في النصوص !
    إن الجراحات أنهكت الكثير من أجسادنا و المظالم أظلمت أعيننا و أتعبت أنفسنا لدرجة أن هذا أضعفنا فأقعدنا أمام شاشة تلفاز ننتظر قوة الفرح لتمحي ألم القرح بهدف يرجع الأمل و يزيل الفشل . الحزن و الإكتئاب الخوف و التشاؤم الفوز و الإنتصار جبليات في الخلق و الله تعالى يقول { و لا تهنوا و لا تحزنوا .. } 139 آل عمران . و الهون هو الضعف و لما ذكر فهو مصيبنا لا محالة ، لأننا في الدنيا مسافرين من الإزدياد إلى الموت : من السعي في الأرض إلى مقتضى الأمر ، بمعنى إذا أردنا السفر إلى