-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“كلّنا إسرائيليون”؟!

حسين لقرع
  • 3343
  • 0
“كلّنا إسرائيليون”؟!

تحت هذا العنوان الاستفزازي الصارخ، كتب مدير جريدة “الأحداث المغربية” المدعو أحمد الشرعي، مقالا في صحيفة “جيروزاليم ستراتيجيك تريبون” العِبرية، أبدى فيه تعاطفا كبيرا مع الاحتلال الصهيوني إثر عملية “طوفان الأقصى”، ونعت فيه حركة حماس بـ”الإرهابية” واتّهمها بـ”الاعتداء على دولةٍ ديمقراطيةٍ مسالمة”، كما سخر من تعاطف مواطنيه المغاربة مع الفلسطينيين، ووصف تغريداتهم بأنها “تُلوِّث” مواقع التواصل الاجتماعي!
ما كان المدعو أحمد الشرعي –وخسارة فيه اسم أحمد- ليجرؤ على كتابة هذا المقال المُشين الذي ينضح حقدا وكراهية للفلسطينيين، لو لم يطبّع المغربُ منذ 3 سنوات كاملة، ويعقد العديد من اتفاقات التعاون العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي وحتى الثقافي والتربوي مع الاحتلال، ويستقبل العديد من قادته في الرباط ويفرش لهم السجاد الأحمر، وأغلبهم مجرمو حرب، وحتى في عزّ حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال على غزة منذ 33 يوما، لم يجرؤ المغرب على استدعاء سفيره بتل أبيب ولو لـ”التشاور” كما فعلت البحرين وتركيا والأردن، مع أنّ ذلك لا يرقى حتى إلى مواقف دولٍ أمريكية لاتينية قطعت علاقاتِها تماما بالاحتلال، فكيف لا يكتب الشرعي ما كتب وهو يرى “أميرَ المؤمنين” يتشبّث بالتطبيع مع هذا الاحتلال العنصري الفاشي؟
منذ بادية الحرب الجارية في غزة، كنّا نعرف أنّ المتصَهْينين العرب سيخرجون من جحورهم كعادتهم وينفثون سمومهم ضدّ الفلسطينيين ويتهمون حماسا بأنها جرّت عليهم الويلات بمعركة 7 أكتوبر، وقد فعلها هؤلاء المرجفون المنافقون في حروب 2008 و2012 و2014 و2021، وفي هذه المرّة أيضا ظهر من يحاول تثبيط العزائم ويروّج للتخاذل والهزيمة، ويحرّف حتى الدين، فهذا “داعية” خليجيّ يقول إن “الدعوة إلى المظاهرات من أجل غزة ليست من الدين ولا من السّنة، وإذا أراد وُلاة الأمور الصلح فالسمع والطاعة؟!”.. ومعنى هذا ببساطة أنّ هذا الداعية إلى النار يحرِّم نصرة غزة وأهلِها الذين يتعرّضون للمذابح ويحلّل الصلح مع الاحتلال الفاشي إذا صدر عن “ولاة الأمر”! أرأيتم إلى أين بلغ الهوانُ بفقهاء البلاط؟ أبهذه العقلية الانهزامية المتخاذلة والمروِّجة للاستسلام للعدوّ، نحرِّر فلسطين وننقذ القدس من التهويد، والمسجدَ الأقصى، أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من التهديم وبناء الهيكل المزعوم مكانه؟ أيُّ صلح مع احتلال استيطاني بغيض لا يكفّ عن ارتكاب أبشع المذابح بحقّ الأطفال والنساء والمسنين ويمارس تطهيرا عرقيا بشعا وعقابا جماعيا لـ2.3 مليون فلسطيني ويمنع عنهم الماء والغذاء والدواء ويصفهم بـ”الحيوانات”؟ أهذا كيانٌ يمكن الصلحُ معه؟
وفي سياق الخيانة والسفالة والحقارة ذاتها، تبنّى “محللٌ عسكري” لقناةٍ خليجية متصهينة رواية الاحتلال بشأن حماس فقال: “هذه المنطقة التي تحتوي على مستشفى الشفاء هي أماكنُ القيادة الأساسية، هي قلبُ قيادة حركة حماس ونبضُها، وهذا ما تحاول إسرائيل الوصول إليه”، وبذلك يحرّض هذا “المحلّل الاستراتيجي” الاحتلالَ على قصفِ هذا المستشفى الذي يأوي آلاف النازحين وارتكابِ مجزرة جديدة بحقّ النساء والأطفال تفوق مذبحة مستشفى المعمداني.. ومع ذلك يقول هؤلاء الأنذال إنّ دماء العروبة تسري في عروقهم!
أمّا الطامةُ الكبرى فجاءت من دولةٍ خليجية متصهينة تحوّلت منذ ثلاث سنوات إلى خنجر حقيقي في ظهر الأمة، وأصبحت تناصر الاحتلال جهارا نهارا وتتخندق معه ضد الفلسطينيين، إذ ذكرت تقارير غربية عديدة أنّ هذه الدولة الخليجية تموّل إرسال المرتزقة إلى الكيان الصهيوني للقتال ضدّ المقاومة في غزة ومحاولة استئصال شأفتها!
عندما بدأت موجة التطبيع في أواخر 2020، قلنا إنه سيأتي اليوم الذي نرى فيه جنودا عربا يدخلون فلسطين، ليس للسعي إلى تحريرها كما حاولوا في حروبٍ سابقة، بل ليحاربوا جنبا إلى جنب مع جيش الاحتلال ضد المقاومة، للقضاء عليها حتى لا تُفسد عليهم “سلامهم”، واليوم بدأ ذلك يتحقّق تدريجيًّا عن طريق تمويل المرتزقة الذين يحاربون المقاومة ودفع أجورهم، ومن بينهم مرتزقة عرب، وفقا لصحيفة “ألموندو” الإسبانية!
لكم الله أيُّها الفلسطينيون الشرفاء الصامدون في غزة العزة، والخزي والعار لكل الخونة الأنذال أحفاد ابن العلقمي وأبي رغال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!