-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من جامعة هواري بومدين إلى أدغال البحوث في أمريكا

كمال ر كاب.. جزائري يشارك في صناعة مجد “الناسا” و”البنتاغون”

نادية سليماني
  • 2209
  • 0
كمال ر كاب.. جزائري يشارك في صناعة مجد “الناسا” و”البنتاغون”
كمال ر كاب

لطالما رفع الجزائريون اسم بلدهم عاليا، بتفوقهم في شتّى المجالات، إلى درجة أنهم نافسوا أجانب في بلدانهم، ورغم الإغراءات المقدمة لهم، يشدّهم الحنين دوما إلى مسقط رأسهم، آملين ردّ جزء من جميل بلدهم عليهم، بالمساهمة في تطويرها بخبراتهم المكتسبة. ومن هؤلاء كمال ركاب، خبير في الإحصاء نال أعلى الشهادات من الجامعات الأمريكية، عمل مع وكالة “الناسا ” ومع وزارة الدفاع الأمريكية، وكلّ حلمه خدمة بلده الجزائر.

زار مقر جريدة “الشروق” مُحمّلا بشهاداته التي نالها من أرقى الجامعات الأمريكية طيلة 41 سنة بهذا البلد، ويُدرّس حاليا بجامعة ميسوري الأمريكية. وبلغة عربية تغلب عليها لكنة إنجليزية، سرد علينا كمال ركّاب قصة نجاحه الملهمة.

حلمه خدمة الجزائر التي كرّمته بمنحة دراسية لأمريكا

مُحدثنا من مواليد حي جنان مبروك بالجزائر العاصمة، نال شهادة البكالوريا في عام 1976، ليلتحق بجامعة باب الزوار تخصّص رياضيات واحتمالات وإحصاء، تخرّج بعد 4 سنوات وكان من المتفوقين وهو أصغر متخرج في دفعته آنذاك.

شارك في 4 اختراعات كان العربي الوحيد فيها

كافأته الدولة بمنحة للدراسة في جامعة ستانفورد الأمريكية، من عام 1982 إلى غاية 1984، تحصل بها على الماستر، وشغل رتبة PHD في تخصص الإحصاء بجامعة ميتشيغان، التي تُعد أعلى درجة من الدكتوراه، منهيا بذلك مسيرته التعليمة في سن 29 سنة فقط.

وقال ركاب إنه فضل بعد تخرجه الالتحاق بسلك البحوث العلمية، بعد نيله درجة بروفيسور ثم أستاذ مساعد بجامعة فلوريدا. وهو ما أهّله ليكون أصغر متحصل على درجة بروفيسور، التي ينالها الأستاذ غالبا ابتداء من سن الـ 50، وذلك نظير جهوده في التدريس الجامعي وتنشيط ندوات علمية وإلقاء محاضرات.

اخترع جهازا للأمراض التنفسية وكشف سرطان الثّدي

كلّل محدثنا مسيرته العلمية المميزة، بـ 4 اختراعات كاملة، كان هو المواطن العربي الوحيد الذي شارك فيها رفقة باحثين أمركيين، ثلاثة اختراعات منها متعلقة بمجال الطب.

الاختراع الأول، هو عبارة عن جهاز مُوجّه للمرضى الذين يعانون صعوبة في التنفس، يتنبّأ مُسبقا بحدوث جلطات دماغية، وينظم تغذية المريض، وهذا الجهاز مستعمل حاليا، في المستشفيات الأمريكية. أمّا الاختراع الثاني، فهو موجه للمرضى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، والجهاز يسمح للمريض بالنّوم في أريحية.

ودور المتحدث، في هذا الاختراع، كان القيام بإحصاء وتجارب على عدد من المرضى، وقراءة نتائج الاختبارات.. ثالث اختراع يخص جهازا يكشف نوعية أورام الثدي لدى النساء، إن كانت حميدة أو خبيثة.

تميّز في مجال الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة

كما تميّز ركاب، في مجال الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة، حيث قال: “أجريت بحوثا رفقة مجموعة من الدكاترة الأجانب والطلبة بجامعة فلوريدا، حيث كنت العربي الوحيد بينهم، أين طورنا تطبيقات تزيد من فعالية أجهزة الكمبيوتر، ونلت جوائز نظير اختراعاتي”.

عُيّن خبيرا في المحاكم الجنائية في مجال البصمة الوراثية

وفتحت له خبرته آفاقا، قلة من العرب من وصلها، حيث اشتغل محدثنا، في عدة مشاريع لشركات طيران تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، كما اشتغل مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. وعين خبيرا في المحاكم الجنائية في مجال البصمة الوراثية.

وهذه المسيرة العلمية الهائلة، أهلته للتكريم من دول عدة، على غرار البرازيل، الصين، اليابان، استراليا.. ما عدا بلده الجزائر. وكشف ركاب عن تأليفه في 2005 لكتاب في الإحصاء والتكنولوجيات الحديثة، وله أكثر من 150 مقالة علمية منشورة في مجلات علمية أمريكية، كما ينتمي لأطقم تحرير عدة مجلات بحثية.

وبعد 41 سنة كاملة، قضاها ركاب في أمريكا، قرر العودة إلى بلده، وأقصى حلمه، هو مساعدة الجزائر، بخبرته الكبيرة في مجال التخطيط والإحصاء، خاصة وأنه تخرج من جامعة جزائرية، وهي من وفرت له فرصة التفوق في الخارج، عن طريق منحة دراسية من الدولة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!