-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيف تحمين طفلك من التحرش الجنسي؟

الشروق أونلاين
  • 12580
  • 4
كيف تحمين طفلك من التحرش الجنسي؟

تحولت ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال إلى هلوسة تمتلك تفكير الأولياء وخاصة الأمهات كونهن الأكثر حرصا في هذه المسائل، خاصة بعد الاطلاع على الأرقام الفظيعة للحوادث الشنيعة من هذا النوع، والتي تتداولها وسائل الاعلام باستمرار، لذلك غالبا ما يلجأ الأولياء إلى الطرق الخاطئة لحماية ابنائهم من التحرش الجنسي، والتي تنعكس على جوانب أخرى من حياتهم، كمنعهم من التنقل بمفردهم للعب، الدراسة أو شراء بعض المستلزمات، ما يكسبهم عقدًا ومشاكل نفسية لاحقًا.فقد أثبتت الحوادث وكذا الدراسات حول الظاهرة، أن الحماية من التحرش الجنسي لا يمكن أن تكون برنامجًا مضبوطا بسلوكيات معينة، وإنما هي ثقافة يكتسبها الطفل من المعاملات داخل منزله الأسري الصغير والتي حاولنا التطرق إلى بعض جوانبها.

الصراحة خير وقاية

كثيرا ما يواجه الأطفال مع صغر سنهم مشاكل ومآزق يصعب عليهم تدبرها، لأن تفكيرهم محدود مهما بلغت درجة ذكائهم، فيقابلونها بالكتمان، نتيجة الخجل أو خوفا من عقاب الأولياء، علما أن المعتدي يقوم بتهديد الطفل بفضحه او ضربه ما لم يستجب لنزواته ورغابته ويلتزم الصمت التام، وهو ما يؤدي إلى تسترهم عن التحرش الجنسي في بعض الأحيان، خاصة اذا كان الجاني من الأقارب أو الجيران، وهو ما واجهته مريم ذات الخمس سنوات، تقول والدتها: “تعرضت ابنتي للتحرش الجنسي مرات عدة من قبل ابن عمها ذو التاسع عشرة وأدركت ان ما تعرضت له تصرف مشين، وتخوفت من البوح به، لأنها أحست أنها طرف في الخطيئة، لذلك تسترت عليه، إلى أن اكتشفت ذلك صدفة، وكانت صدمتي لا توصف”، لهذا ينصح الأخصائيون النفسانيون الأم بتعويد طفلها الحديث عن كل المواقف التي يواجهها دون زجره أو معاقبته، وتربيته على الشفافية والصراحة حتى يتسنى لها حمايته، و لا يجب عليها التعامل مع الأمر بمنظور العادات والتقاليد وهذا عيب وذاك حرام، كونه الخطأ الكبير الذي تقع فيه العديد من الأمهات على غرار صفية، أم لثلاث بنات: “أجد حرجًا كبيرًا في مناقشة هكذا مواضيع مع بناتي، فقط أحاول حمايتهن بنفسي من خلال مرافقتي المستمرة لهن”، وغيرها كثيرات ممن يعتبرن الموضوع طابوها لا يصح الحديث فيه، فيما تتعدد الأساليب والمبررات التي عليهن تبنيها لإيصال ثقافة هادفة وبناءة للطفل من دون خدش الحياء او كسر حاجز الاحترام، كأن تمنحيه الامان الذي يكسبه الشجاعة الكافية ليسرد لك كل تفاصيل حياته بما فيها أدق ما يتعرض له من مواقف جديدة، ومن هنا يتسنى لك إبعاده عن دائرة الخطر من خلال معرفة محيطه ومنعه من مخالطة رفقاء السوء، وكذا اختيار الأماكن التي يرتادها حتى عند غيابك، كأن تنهيه عن اللعب في الأماكن المنعزلة من الحي حتى لا ينفرد به أحد، فكسر هذه الحواجز بين الأولياء والأطفال في حد ذاته أمان لهم.

ثقة طفلك في الغرباء قد تكون خطرًا عليه

الأطفال هم الشريحة الأكثر جهلا بخلفيات الأخر، لذلك من الضروري لدى كل أمٍ أن تتفطن لهذا الجانب، وتشدد في تحذير ابنها عن إلقاء ثقته التامة في كل الأفراد الذين يقابلهم في حياته اليومية، الاٌ بعد معرفتها أو والده بهم، وتنبيهه لكيفية التفرقة بين معاملة الآخر له من طريقة الكلام واللمس وبعض الأساليب المغرية، فالكثير من أبشع حوادث الاعتداءات الجنسية كانت نتيجة جهل الطفل بنية المعتدي، هذا الذي يستدرج فريسته بمال أو ألعاب أو حتى حلويات، كوسيلة للتقرب منه وكسب ثقته، وتقابلها وسيلة أخرى حسب الدراسات في هذا الحقل وهي استعمال العنف والخشونة، حيث يلجأ الجاني إلى تعنيف الطفل وإجباره على تصرفات وألفاظ خارجة، وفي كلتا الحالتين يكون هدفه الخلوة قصد بلوغ مراده، لذلك على كل أم تذكير طفلها مرارا بعدم الانسياق وراء الغرباء مهما كانت وجهتهم، وأمره بالانسحاب دون طلب إذن فور تعرضه للمس مشبوه أو أي عملية، ولا بد من متابعته وسؤاله عن مصدر كل هدية تحصل عليها مهما كانت قيمتها صغيرة أو كبيرة،  

لا للقبل.. لا للأحضان..

يحتاج الطفل إلى الشعور بأنه محبوب ومدلل والديه، وحتى بعض أقاربه، من خلال احتضانهم المتكرر له وعناقه وتقبيله، لكن هذا لا يمنع أبدًا من أن يبدي الطفل نفوره من مداعباتهم أحيانا، حتى الرضيع  لا يتعين عليه تحمل ذلك مرارا، لذلك تجده كثيرا ما يدير رأسه ويحني ظهره كأسلوب للتعبير عن نفوره عندما يضيق ذرعا بالعناق أو القبل، في هذه الحالة ليس على الأولياء الغضب من تصرفه ولا إساءة معاملته، فلا يحق لأحد إجبار الطفل على ذلك، بل عليهم تقبل رفضه للأمر والتعامل معه على أن جسمه ملكية خاصة به، من شأنه أن يقرر من يتقرب منه ومن يلمسه، وفي حالة أُجبر على ذلك عليه بالمقاومة بأي السبل التي يختار كالابتعاد أو الصراخ بصوت عال، فإذا تقبل الأولياء والأقارب هذه الطريقة، يكون الطفل قد تعلم قاعدة للتعامل مع الأشخاص الذين يلحون على مداعبته ومضايقته، واكتسب من خلالها الخبرة التي تساعده في مقاومتهم

مسألة الثقافة الجنسية تقتضي مراعاة السن والأحاسيس

هناك الكثير من الأمهات اللواتي يعتقدن أنه لا يجب الحديث في موضوع التحرش الجنسي مع اطفالهن، خاصة الصغار سنا، ظنا منهن ان الأمر خطأ يتنافى وتعاليم الدين الإسلامي، لهذا يقول الشيخ ياسين الجزائري إمام وخطيب، “تعليم ابنائنا الثقافة الجنسية التي تتلاءم وسنهم، ليس خطأً ولا حرامًا، المسألة تقتضي فقط مراعاة بعض الجوانب كعمر الطفل، وأحاسيسه. فلا يصح للأم أن تخاطب ابنتها التي لم تبلغ مرحلة الحيض بعد كما تخاطب شخصا راشدًا عن الأمور الجنسية، لكن هذا الامر لا يمنعها من توعية أطفالها وتنبيههم، لأنه اذا لم يأخذ الطفل هذه الثقافة من المنزل من خلال تعلمه الاغتسال وأمور أخرى تتعلق بالجسد، فليس هناك من يعطيه إياها إلا اذا تعلمها وفهمها بشكل خاطئ في الخارج”.

نصائح الأخصائيين لحماية طفلك من التحرش الجنسي

وبعد دراسات الأخصائيين النفسانية، في هذا الحقل، التي تتفق مع رأي الدين في نقاط عدة، تقدم الأخصائية النفسانية بشبكة ندى السيدة بارصا سليمة، بعض النصائح للأولياء التي تساعدهم على حماية أطفالهم من التحرش الجنسي:

التواصل المستمر بين الأبوين والطفل، وفتح أبواب الحوار معه.

الرقابة، من خلال معرفة تحركات الطفل والتعرف عل نوعية الصداقات التي يقيمها في محيط الحي أو المدرسة.

التفرغ لسماع مشاغله ومشاكله ومنحه الأمان التام أثناء الحديث وبعده.

عودوه على القوة والشجاعة للمواجهة، وعلموه كيف يقول لا لكل اللمسات والوضعيات غير المريحة، فور بلوغه سن الفهم.

التربية الجنسية، ضرورية في المنزل ومن دون أي حرج، لأنه لا يجدها في المدرسة، وقد يتلقاها من مصادر غير آمنة.

تعزيز الصفات الإيجابية لدى الطفل، كالثقة بالنفس، وتذكيره دائما بالقول: “أنت شجاع، أنت قوي…”.

الحماية، منع الطفل من الخروج ليلًا، أو التنقل الى مكان مجهول.

الاطلاع على كل ما يتلقاه الطفل عبر التلفاز أو الانترنت من أفلام وألعاب، لأنه اذا ما تعود على مشاهدة حركات جنسية، ستبدو له أمرا عاديا اذا ما مورست ضده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • hara

    bonjour a tous ce problème malheuresèment prend une grande ampleur en algèrie dans tout les endroit soit les ècoles mème au primaire au dans les bus et magazins emploiyèr comme des point de rende-vos et tout .ça je crois comme tout les familles algèriennes sont complice sauf un petite pourcentage je croie vos comprèz la question et soit vègilant khlasat el horma

  • نصيحة لله

    سلام عليكم
    توعية الأولاد وتحذيرهم ومراقبتهم أمور ضرورية من طرف الأولياءمن كل الأخطار المجهولة المحيطة بهم..ومسؤولية الدولة بالدرجة الأولى في حمايتهم وتوفير الأمن لهم في مقاعد الدراسة في كل المرافق الإجتماعيةوخاصة لابدتطبيق الحدود الإعدام وأقصى العقوبات على من يخدش كرامة بريء ..أحمل المسؤولين وعشاق الكراسي المسؤولية
    فالواقع المرير الذي نعيشه خير دليل على أن شباب الغذ في خطر..
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  • براضية عمر

    باختصار: حذري ابنك من اللعب في أماكن مهجورة، من مصاحبة الأشرار وعديمي التربية، من السهر والبقاء خارج البيت بعد صلاة المغرب، من المبيت بعيدا عن الديار.
    وحذري ابنتك من اللباس الفتان والطباع السيئة ومن مصاحبة المتفسخات ومجالستهن، كما علمي كل أبنائك الحشمة والحرمة والاحترام.
    هذا ما تربينا عليه من قبل أمهاتنا الأميات، فكيف لا تستطيع أم اليوم المتعلمة أن تجاري أم الأمس؟

  • HOCINE

    حماية الاطفال في وطننا ليست مسؤولية الاولياء لوحدهم بل هي مسؤولية الدولة و المجتمع