-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا نامت أعين الجبناء

حسين لقرع
  • 1574
  • 0
لا نامت أعين الجبناء

أظهرت صورُ‮ ‬فرار جنود الاحتلال مذعورين خلال عملية بئر السبع التي‮ ‬نفذها قبل‮ ‬يومين شاب من فلسطينيي‮ ‬1948،‮ ‬مدى جبن هؤلاء الجنود وشعورهم بالرعب خلال أي‮ ‬مواجهة حقيقية مع الفلسطينيين‮.‬

اليهود لا‮ ‬يقاتلون إلا في‮ ‬قرى محصّنة أو من وراء جُدر،‮ ‬وهم عاجزون عن المواجهة وجها لوجه،‮ ‬مع أنهم نسجوا أسطورة حول جيشهم بعد أن أوهمهم انهيارُ‮ ‬الجيش المصري‮ ‬في‮ ‬سيناء بعد‮ ‬5‭ ‬ساعات فقط من المواجهة معه في‮ ‬5‮ ‬جوان‮ ‬1967،‮ ‬أنه‮ “‬لا‮ ‬يُقهر‮”.‬

اليوم تسقط صورة هذا الجيش تباعاً؛ فقد مُرّغ‮ ‬أنفه في‮ ‬التراب بجنوب لبنان وغزة مراراً،‮ ‬وها هم جنوده الآن‮ ‬يفرّون من شابّ‮ ‬فلسطيني‮ ‬في‮ ‬العشرين من العمر لم‮ ‬يكن‮ ‬يحمل في‮ ‬يده‮ “‬أر بي‮ ‬جي‮” ‬أو سلاحاً‮ ‬فتاكاً‮ ‬آخر ولا قنابلَ،‮ ‬بل كان‮ ‬يحمل فقط مسدسا آليا إفتكّه من جندي‮ ‬صهيوني‮ ‬قام بطعنه بسكين‮.‬

خلال حرب صيف‮ ‬2014‮ ‬التي‮ ‬دامت‮ ‬51‮ ‬يوماً،‮ ‬ألقى الجيشُ‮ ‬الصهيوني‮ ‬على‮ ‬غزة أكثر من‮ ‬2‮ ‬مليون طن من المتفجّرات،‮ ‬وقتل الكثير من النساء والأطفال‮.. ‬ولكنه في‮ ‬كل التحامٍ‮ ‬مباشر مع أسود المقاومة،‮ ‬كان‮ ‬يُفاجَأ بما لم‮ ‬يخطر ببال جنوده،‮ ‬وقد رأينا في‮ ‬إحدى العمليات كيف شلّ‮ ‬الرعبُ‮ ‬جنود الاحتلال وهم في‮ ‬معقلهم حينما فوجئوا بأسود المقاومة‮ ‬يقتحمونه،‮ ‬فلم‮ ‬يجرؤوا على استعمال أسلحتهم،‮ ‬ما مكّن المقاومين من الإثخان فيهم،‮ ‬وبعد نهاية الحرب اعترف بعض جنرالاتهم أن بسالة المقاومين فاجأتهم،‮ ‬ولولا التغطية النارية الكثيفة لسلاح الجو الصهيوني‮ ‬لما عاد أي‮ ‬جندي‮ ‬منهم حيا من‮ ‬غزة‮.‬

وإذا كان المئاتُ‮ ‬من الجنود الصهاينة العائدين من‮ ‬غزة قد أصبحوا‮ ‬يخضعون للعلاج النفسي‮ ‬في‮ ‬مِصحّاتٍ‮ ‬متخصصة لتجاوز الصدمات العنيفة التي‮ ‬سبّبتها لهم الأهوال التي‮ ‬لاقوها على‮ ‬يد أسود المقاومة،‮ ‬فيبدو أن الجنود الذين‮ ‬يتعرّضون الآن تباعاً‮ ‬للطعن على‮ ‬يد شبان‮ “‬انتفاضة السكاكين‮” ‬قصد محاولة‮ “‬غنم‮” ‬أسلحتهم،‮ ‬سيخضعون بدورهم لجلسات علاج نفسي‮ ‬قد تطول،‮ ‬ماداموا‮ ‬يفرّون‮ -‬على كثرتهم‮- ‬كالأرانب المذعورة من فلسطينيٍ‮ ‬واحد‮.‬

الجيش الذي‮ ‬أرعب الجيوش العربية ودفع أنظمتنا إلى الاستسلام ورفض خوض أي‮ ‬حرب منذ أكتوبر‮ ‬1973،‮ ‬ليس في‮ ‬الواقع سوى جيش من الجبناء الذين‮ ‬ينهارون عند الالتحام المباشر مع مجموعات مسلحة صغيرة العدّة والعتاد ولكنها مؤمنة بقضيتها،‮ ‬ثابتة في‮ ‬مقاومتها‮.. ‬هي‮ ‬حقيقة انجلت مراراً،‮ ‬وها هم شبّان‮ “‬انتفاضة السكاكين‮” ‬يرسّخونها،‮ ‬ولعلّهم الآن بصدد كتابة تاريخ جديدٍ‮ ‬لفلسطين والمنطقة تتغيّر معه خريطتُها كليا،‮ ‬ويكفي‮ ‬أن نذكر فقط أن أكثر من ثلثي‮ ‬اليهود الذين‮ ‬يحتلون القدس‮ ‬يؤيدون الانسحاب من ناحيتها الشرقية لتقليل الاحتكاك بالفلسطينيين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬تخفيض مخاطر التعرّض للطعن والدهس‮.‬

إذا ثبُت شبابُ‮ ‬الانتفاضة أشهراً‮ ‬قليلة،‮ ‬فلا شكّ‮ ‬أن الكثير من الأمور ستتغيّر رغم أنوف نتنياهو وكيري‮ ‬و”الأصدقاء العرب‮”.. ‬وعلى الأقل،‮ ‬ستتحوّل حياة الصهاينة المحتلين إلى جحيم لا‮ ‬يُطاق في‮ ‬القدس وحتى في‮ ‬الضفة بعد أن هنئوا بالأمن ورغد العيش طويلاً‮ ‬تحت حماية شرطة عباس تحت مسمى‮ “‬التنسيق الأمني‮”.. ‬لقد انتهى عهدُ‮ ‬السكوت مع ظهور الجيل الجديد من الفلسطينيين،‮ ‬ولا نامت أعينُ‮ ‬الجبناء‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • Zigotinao

    A l auteur de cet article :puisque les soldats israeliens sont des laches et terrorisés devant les résistants palestiniens et fuient à chaque affrontement avec eux pourquoi les arabes ne les aident pas à libérer leur pays la Palestine en allant combattre avec eux ?A vous de déduire qui sont les vrais laches

  • عادل تواتی

    باركك ربي أستاذ. ......
    وفي شبان غزة والضفة ومن أحبهم وسار على نهجهم

  • سيدعلي

    قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غير الإسلام، أذلنا الله"

  • محمد

    اللهم سدد رميتهم واقدف الرعب في قلوب اليهود الغاصبين. آمين