-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لص في بيتنا…

لص في بيتنا…

الذي يسرق أصوات الناخبين كاللّص الذي يدخل بيتا على مرأى ومسمع من أهله، يفعل ما يريد ويأخذ ما يريد دون أن يمنعه أحد… يبدو أنه حال الذين يرفعون اليوم الراية البيضاء وكأنهم يقولون بأننا نعرف اللص ونعرف أنه سيدخل بيوتنا ونعرف بأنه سيقوم بسرقة ما يريد… ولكننا لن نحرك ساكنا…لماذا؟ فقط لأن هذا اللص تَعوَّد على ذلك، ونحن تعوّدنا أن نقبل به: يفعل ما يشاء، ولا نتجرأ حتى على قول ما نشاء لنمنعه من القيام بذلك أو على الأقل لنخيفه فيرتدع…

مبالاة البعض بالعملية الانتخابية تدفع إلى القول بأن هذا السيناريو يمكن أن يتحقق، كما كان يتحقق في كل مرة، إلا  أن رفع البعض الآخر سلاح رد الفعل إذا ما حدث التزوير، سيكون كافيا ليُخيف اللص من الدخول إلى البيت، بل سيردعه عن الدخول.. أما ما سيمنعه من ذلك بحق، فهو استباق أي فعل منه قبل وقوعه، وقبل أن يكون قد فات الأوان.

وقد طرحت بعض الشخصيات السياسية بمناسبة الحملة الانتخابية الحالية أساليب عدة لاستباق هذا الحدث، والاحتياط له قبل وقوعه… وتلك هي أفضل وسيلة عجزنا عن استخدامها في كل مرة، سواء عندما فضلنا مواقف ردود الفعل بعد إعلان النتائج من خلال إصدار بيانات التنديد التي تنتهي بقبول الأمر الواقع كما العادة، أو عندما تبنينا مواقف اللامبالاة القاتلة وقمنا بتوفير أفضل جو لسارق أصواتنا يُتم مهمته بالكيفية التي يريد، وفي الوقت الذي يريد.

لعل الوعي اليوم بدأ يتبدل، لأننا بدأنا نطرح بعض الأسئلة الصحيحة: هل نحن أكثر عددا أم اللصوص؟ هل نحن أكثر ذكاء أم اللصوص؟ ألم تكن لامبالاتنا هي سبب انفراد لص الأصوات بالصناديق والقيام بما يريد؟

بلى الأمر كذلك، وليس أمامنا اليوم سوى أن نُعلن أننا لن نترك لصوصا يدخلون ديارنا بعد اليوم، إذا كنا بالفعل قد أدركنا أن هؤلاء اللصوص عندما دخلوا أول مرة ولم يتم ردعهم وصدّهم عند سرقة أصواتنا، لم يكتفوا بذلك بل تطاولت أيديهم إلى كل شيء في البيت، مالنا وثرواتنا ومتاعنا وموارد عيشنا بل حتى أخلاقنا وقيمنا….

أي أن سرقة الشرعية الانتخابية مِنَّا، أدت إلى سرقة جميع أنواع الشرعيات الأخرى… وبدل أن يعيش اللص بيننا خائفا أصبحنا اليوم نحن الذين نعيش منه خائفين.. فهل سنكسر حاجز الخوف ونمنع اللص من دخول بيوتنا؟ ذلك هو السؤال… وذلك هو الأمل…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • kamal

    اذا كان هذا اللص يسرق القاضى والحارس وهم على علم به بل يحمون هذا اللص فكيف لنا نحن ان نمنع اللص من دخول بيتنا وسرقة اصواتنا بل هو موجود فى كل المجالات ويسرق كل شيئ من حريتنا الى حقوقنا الى اموالنا ولم نتحرك يوما خوفا من القاضى والشرطى