-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا نحذّر من التشيّع؟

سلطان بركاني
  • 5179
  • 0
لماذا نحذّر من التشيّع؟

كلّما جرّد كاتب غيور على دينه وأمّته قلمه لتحذير شباب الأمّة من التشيّع الذي كان ولا يزال مباءةً للعقائد الدّخيلة على دين الله جلّ وعلا، وملاذا لكلّ متآمر على مصادر الدّين حانق على سادة الأمّة وعظمائها، فوجئ ببعض المتحمّسين وبعض المترفين فكريا يستهجنون موقفه ويتّهمونه بالمبالغة في التّخويف من مذهب يمكن التّعايش معه كأيّ مذهب إسلاميّ آخر، وهؤلاء في الغالب هم ممّن لا يعرفون عن هذا المذهب غير ما تحمله التصريحات الموجّهة للاستهلاك الإعلاميّ، وما تحويه الكتابات الدعائيّة التي يدبجها بعض دعاة الشّيعة الذين تخصّصوا في تقديم نسخة معدّلة ومنقّحة للتشيّع لم يعرفها تاريخ هذا المذهب ولم تعرفها مصادره ولا كتب أساطينه التي تخصّصت في بيان أصوله وضرورياته، ولا يسمع عنها طلبة الحوزات العلميّة في قم والنّجف وكربلاء، ولا عامّة الشّيعة في الحسينيات، ولا تجد لها مكانا في المواقع والمنتديات.

التشيّع ليس مذهبا يُعنى بإصلاح حال الأمّة وجبر كسرها، بل هو مذهب يقدَّم بديلاً لدين الأمّة؛ يتمدّد ويتوسّع على حساب الأمّة المسلمة، ولا يرى له عزا وتمكينا إلا في ضعفها وتشتّتها؛ مذهب يريد للأقلية أن تسود على الأكثرية، وللطّائفة أن تحلّ محلّ الأمّة، وتُمكّن من تحريف تاريخها وطمس مفاخرها ومحو مآثر عظمائها، والاستئثار بحاضرها، ورهن مستقبلها لخرافات وأمنيات لا تتحقّق حتى يلج الجمل في سَمّ الخياط.

مذهب يقوم على هدم دين الأمّة

دعاة هذا المذهب وأتباعُه، لا يجرؤون على عرض نسخته الأصلية والدّعوة إلى أصوله الأساسية، لأنّهم لا يجدون فيها ما يمكن أن يُغري العقلاء، لذلك يعمدون إلى إثارة الشّبهات حول دين الأمّة، وتشويه الحقّ أمام حامليه، بالنبش في ركام الموضوعات والنّفخ في المتشابهات، فإذا أفقدوا الشّباب الثّقة في دينهم قدّموا إليهم التشيّع في صورة كاذبة خادعة، وأغروهم بأنّه مذهب أهل البيت رضي الله عنهم وبرّأهم، وشغلوهم عن اكتشاف حقيقته بتوجيه هممهم للبحث في مثالب الصّحابة وكبوات التاريخ!.

مذهب لا يهتمّ حمَلتُه بدعوة غير المسلمين لاعتناق دين الله الحقّ، ولا يَمدّون أيديهم لشباب الأمّة الذين تركوا الصّلوات واتّبعوا الشّهوات لردّهم إلى الجادّة، لكنّهم يستهدفون شباب الأمّة السّائرين على طريق الطّاعة المتحمّسين لدينهم ممّن لا يملكون حظا كافيا من العلم الشّرعيّ، ليُرْدوهم وليلبسوا عليهم دينهم، ويشكّكوهم في مصادر دينهم وتاريخ أمّتهم، وليملؤوا قلوبهم حقدا على سادة هذه الأمّة من الصحابة المرضيين والهداة الفاتحين.

مذهبٌ يعلم دعاتُه أنّه لا بقاء لكيانهم إلا بالفتّ في عضد الأمّة والفتنة بين جماعاتها، وصناعة أعداء تُصرف إليهم الأنظار، فهم في كلّ عصر يصنعون أعداءَ جددًا ينسبون إليهم كلّ الموبقات ويحمّلونهم تبعات ما تعيشه أمّة خاتمة الرّسالات، وفي هذا الزّمان صنعوا للأمّة فزّاعة “الوهّابيّة”، ونسبوا إليها ما لم ينسبوه إلى إبليس، وشغلوا بها الأمّة عن اكتشاف حقيقة مذهبهم وفضح مآربهم وأهدافهم.

.. وعلى التقية الخادعة

المذهب الشّيعيّ الاثنا عشريّ مذهب يَدين أتباعه بأنّ التقية “المداراتيّة” مع أمّة الإسلام فرض من أهمّ الفرائض وقربة من أعظم القربات، ويروون عن أئمّة أهل البيت –برّأهم الله- أنّهم قالوا إنّ تسعة أعشار الدّين في التقية ولا دين لمن لا تقية له، وينسبون إلى أولئك الأطهار أنّهم قالوا للشّيعة بأنّهم على دينٍ من كتمه أعزّه الله ومن أذاعه أذلّه الله!، وهي العقيدة الخادعة التي تسوّغ للشّيعة والمتشيّعين إعمال مبدأ “تمسكنْ حتّى تتمكّن” في البلدان التي يكونون أقلية بين أهلها؛ فيتظاهرون بالاعتدال ونبذ التطرّف والبراءة من سبّ رموز الأمّة، مستدلّين بتصريحاتٍ أدلى بها بعض علمائهم وُجّهت للاستهلاك الإعلاميّ وليس للتّطبيق العمليّ، ويُظهرون الولاء للأنظمة الحاكمة، ويتظاهرون بالعلمانية ويقدّمون أنفسهم بديلا للتطرّف والمتطرّفين، حتّى إذا تمكّنوا ألقوا الأقنعة وأظهروا مكنونات صدورهم، وأعلنوا التمرّد، وأنشؤوا الجماعات المسلّحة، وكشفوا عن ولائهم وتبعيتهم لنظام ولاية الفقيه. 

أكبر مذهب تكفيريّ ابتُليت به الأمّة

المذهب الشّيعيّ الاثنا عشريّ هو أكبر مذهب تكفيريّ عرفته الأمّة في تاريخها، فاق في غلوّه وشططه مذهب الخوارج، يتلذّذ أتباعه بتكفير ولعن صفوة هذه الأمّة بعد نبيّها وتكفير كلّ من لا يرضى تكفيرهم ولعنهم. مذهب تؤصّل مصادره لتكفير جماهير الصحابة وتتّهمهم –باستثناء قلّة قليلة منهم- بالردّة عن دين الله جلّ وعلا، وتخصّ الخلفاء الرّاشدين والقادة الفاتحين وأمّي المؤمنين عائشة وحفصة بمزيد من اللّعن والطّعن، وقد وصل الأمر بأساطين هذا المذهب إلى حدٍّ جعل علامتهم الملقّب عندهم بـ”شيخ الإسلام” محمد باقر المجلسي يقول في كتابه “الاعتقادات، ص90-91” وهو يبيّن عقيدة الشّيعة في خيار الصحابة: “وممّا عُدّ من ضروريّات دين الإماميّة: استحلال المتعة، وحجّ التّمتّع، والبراءة من الثّلاثة”، وبلغت به الجرأة إلى حدٍّ جعله يعقد في موسوعته بحار الأنوار بابًا بعنوان “باب كفر الثّلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبرّي منهم ولعنهم” (بحار الأنوار: 30/ 145)، ويقصد بالثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان!!!.

مذهب يجعل تفضيلَ أبي بكر وعمر على سائر الصّحابة كفرًا يخلّد صاحبه في النّار، يقول المجلسي: “اعلم أنّ إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمّة من ولده وفضّل عليهم غيرهم يدلّ على أنّهم كفار مخلّدون في النار” (بحار الأنوار: 23/ 390).

مذهبٌ تذهب تقريرات بعض علمائه إلى نفي الإيمان عن أهل السنّة، والحكم بخلودهم في النّار، فهذا مثلا زعيم حوزة النّجف في زمانه، أبو القاسم الخوئي (ت 1992م) يقول: “فالصّحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثني عشرية وإسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم، وإن كان جميعهم في الحقيقة كافرين، وهم الذين سمّيناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة” (كتاب الطهارة: 02/ 87)، ويذهب الخوئي بعيدا إلى حدّ التّرغيب في الدّعاء على موتى المسلمين من أهل السنّة، مقتفيا في ذلك أثر شيخ الشّيعة في زمانه محمّد بن محمّد بن النّعمان الملقّب بالمفيد (ت 413هـ) الذي قال: “ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسّل مخالفا للحقّ في الولاء ولا يصلّي عليه إلا أن تدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية، فيغسّله تغسيل أهل الخلاف ولا يترك معه جريدة، وإذا صلّى عليه لعنه في صلاته ولم يدْعُ له فيها”. (المقنعة: ص85)!!!، بل ويذهب أحد أساطين هذا المذهب إلى حدّ القول بأنّ الشّيعة لا يجتمعون مع أهل السنّة “على إله ولا على نبيّ ولا على إمام، وذلك أنّهم (أهل السنّة) يقولون إنّ ربّهم هو الذي كان محمّد نبيّه، وخليفته من بعدُ أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الربّ ولا بذلك النبيّ، بل نقول: إنّ الربّ الذي خليفة نبيّه أبو بكر ليس ربّنا ولا ذلك النّبيّ نبيّنا” (نعمة الله الجزائري، الأنوار النّعمانيّة: 02/ 278)!!!.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!