-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لم تصر الفتيات على إذلال أنفسهن بإتخاذهن أخدانا ؟

لم تصر الفتيات على إذلال أنفسهن بإتخاذهن أخدانا ؟

“الصحوبية” في المجتمع الجزائري . فكرة أوحت لنا بها حادثة ضرب مبرح أدت إلى كسور و جروح في مناطق مختلة من جسد فتاة كانت ترقد بمصلحة الإستعجالات بمصحة في أحد احياء الشرقية للعاصمة في ليلة خريفية باردة ، ليتبين فيما بعد ان شقيقها من قام بضربها بتلك الطريقة بعد أن وجدها تحادث شابا في ساعة متأخرة من الليل . فكان إصرار بعض الفتيات على الدخول في علاقات مع شباب يكون فيها ضرها أكبر من نفعها، ناهيك عن حرمتها التي لا يجهلها أحد منا الموضوع الذي إقتنصته ” الشروق العربي ” من تلك الحادثة لتحقيق جديد في ظاهرة غزت مجتمعنا المحافظ بالأساس.

الفتاة الجزائرية اليوم …بين ضغوط الأسرة و ترصد المجتمع لأدنى زلاتها

قالت الأخصائية النفسانية سامية فكراش، مديرة الأبحاث و التطبيقات النفسية أن السبب الرئيس لظاهرة إتخاذ الفتيات لخلان و الدخول في علاقات معهم خارج أطر العرف و الدين مرده في الأساس إلى الضغوط التي يمارسها المجتمع على الفتاة التي تنشا ” مبرمجة ”  منذ مراهقتها على فكرة أن عليها تأسيس بيت و إنجاب اطفال في سن معينة، و مادامت إستطاعت أن تجد لها مكانة في المجتمع و تنجح في دراستها وعملها فعليها تتويج ذلك النجاح بالحصول على عريس، إذ ان هناك من العائلات من “يبارك” مثل هذا النوع من العلاقات – تقول الأخصائية النفسية –  دون مراعاة لأدنى الشروط ما يحدث خللا في القيم و المبادئ مستشهدة بنسب الطلاق الكبيرة المسجلة بين أزواج إرتبطوا عن حب و التي تدل أن إختيار شريك الحياة أصبح هشا بعد أن صار المعيار في الإختيار يحتكم إلى أسس مادية بحتة بعيدة عن القيم أو المبادئ الروحية السليمة .

فتيات ” تاكتيفي” للظفر بعريس

تكفي زيارة واحدة إلى أروقة المحاكم للوقوف على الإرتفاع المتزايد لحالات الطلاق المسجلة خصوصا عند حالات كان الزواج فيها تتويجا لقصة حب عاشها الطرفان حتى قبل فترة الخطوبة تقفيا للمسار الذي سطره أمير الشعراء قديما في بيته الشهير : نظرة فإبتسامة فموعد فلقاء، حيث تسير معظم علاقات الفتيات بالشباب في أيامنا، فمنها ما يؤول إلى نهاية حزينة عادة ما تكون الفتاة اكثر المتضررين نفسيا و إجتماعيا منها و قليلا ما تتوج بزواج يكون مصيره هو الاخر إلى الفشل حسب شهادات رصدتها “الشروق العربي “من واقعنا وكأن لسان حال تلك الزيجات يقول بان “ما بني على باطل فهو باطل”.

رانية، شابة في ربيعها الثاني طالبة سنة ثانية بكلية الحقوق بالعاصمة على علاقة مع شاب منذ سنتين، تقول بشأن إصرار الفتيات على إذلال أنفسهن بالدخول في علاقات محرمة مع شباب دون روابط شرعية أو إجتماعية “أن العصر يقتضي ذلك فنحن نعيش في زمن غير زمن أمهاتنا و جداتنا حيث كان الزواج يتم بطرق تقليدية ولا يرى الطرفان بعضهما إلا ليلة العرس، لقد تغيرت العقليات في أيامنا، و إن لم ناكتيفي فلن نحصل على شيء “. و في السياق تقول أمينة بأنها تعرفت على زوجها أيام دراستها الجامعية ليعيشا قصة حب تكللت بزواج لم يدم طويلا، و على الرغم من معرفتها أن علاقات الفتيات بالشباب خارج أطر الشريعة محرمة إلا أنها لم تر مانعا في خوض التجربة مع زميل أعجبت به فأرادت خوض غمار تجربة معه، غير انها إنتهت بالطلاق رغم قصة الحب التي جمعتهما ” لازلت غير متقبلة لما حدث لي إلى اليوم، فبعد قصة حب و صحوبية دامت ثلاث سنوات وخطبة إنتهت قصتي بطلاق حتى قبل الدخول ليختتم الأمر بخطأ إداري في تحرير وثيقة طلاقي ” .

كل الطرق متاحة في سبيل.. الفستان الابيض

أما ” فطيمة ” صاحبة الثلاثة و العشرين عاما، عاملة بصالون حلاقة بالحراش، فلا ترى في موضوع الإرتباط بالشباب خارج أطر العرف الجزائري و الديني حرجا ” مادامت نيتي صافية، فأنا حاليا على علاقة مع أستاذ بجامعة باب الزوار، و امل أن تؤول العلاقة إلى نهاية تسعدني ” .

غير بعيد عن رأي الحلاقة فطيمة، قالت مها صاحبة الواحد و الثلاثين ربيعا، إطار دولة بمؤسسة إعلامية بأن ” كل الطرق و الوسائل متاحة في سبيل الحصول على عريس منها التعرف خارج أطر الخطوبة و الزواج ” بعدما مر العمر بها على حين غفلة منها و هي منكبة على اداء مهامها. رأي شاركتها فيه ” جميلة” التي ذهبت في علاقتها مع خليلها بعيدا حيث قالت بأنها كانت تعيش معه في نفس البيت بحكم بعدها عن منزل الأسرة فهي طالبة مقيمة بالحي الجامعي للإناث بالعاصمة ” مع الوقت توطدت علاقتنا و صرنا أكثر قربا من بعضنا فإنتقلت للعيش معه معتقدة ان التقرب منه و جعل العلاقة أكثر حميمية سيمكنها من كسب قلبه وبالتالي كسب لقبه العائلي . أما احلام فقد بدت أكثر حسرة من كل من صادفتهن الشروق العربي، حيث قالت انها تعرفت على الكثير من الشباب في حياتها، حيث لم تكن تنهي علاقة إلا و تدخل في علاقة أخرى ” بحثا مني عن الامان و الإستقرار، املة في كل مرة أن أجد فارس أحلامي” غير أنها لم تجن غير السمعة السيئة التي لازمتها بعد أن رآها العديد من الجيران و الأصدقاء رفقة شاب في كل مرة فكان كلام الناس سببا في طلاقها بعد زواج عن حب لم يدم اكثر من سنة.

الملاحظ في كلام من تحدثت إليهن ” الشروق العربي” أن القاسم المشترك لهن كان إعتقادهن أن خوض مثل هذه العلاقات و حتى التضحية بأعز ما تملكه الفتاة مباحا في سبيل حلم يراود كل فتاة منذ مراهقتها .. إرتداء الفستان الابيض .

الحب في الإسلام يكون بعد الزواج

في سبيل الإلمام بالموضوع من كل الجوانب، إتصلت الشروق العربي بالشيخ حجاج إمام مسجد عثمان بن عفان بإسطاوالي الذي أوضح أن الأساس غير الشرعي الذي تبنى عليه مثل هذه العلاقات هو ما يفسر حالات الطلاق التي تحدث في معظم الزيجات عن حب ” فالأصل في علاقات الزواج هو الديمومة و النية و هو ما تفتقر إليه غيرها من العلاقات” موضحا أن الله أحل النكاح و حرم السفاح ليروي للشروق العربي حالة فتاة كانت على علاقة مع شاب لمدة ستة سنوات إتنتهت بإفقاده عذريتها و رفضه الزواج منها بعد ذلك، نفس الحالة عاشتها إحدى الجارات حيث قال الشيخ ان جارها أراد ان يسترها بعد ان علم بأنها غير عذراء لتكتشف بعد الزواج أنه سكير فإنتهى زواجها بطلاق بعد ان كشف امرها أمام أهلها. ما أدى بالإمام حجاج إلى التذكير أن الدين الإسلامي أقر أسسا و قواعد للشباب بغية إكمال نصف الدين في الحلال و بما يرضي الله إذ يكفى بالإسلام رقيا في التشريع رقيه بالبشر إلى منزلة حصرها انفراد الإنسان بعبوديته وكفى بالخالق تكريما للمرأة إعلاءه لمكانتها في حديثه صلى الله عليه و سلم : ” ما اكرمهن إلا كريم و ما اهانهن إلا لئيم “،و قوله ” رفقا بالقوارير” و عليه على بناتنا عدم إذلال أنفسهن بعد ان كرمهن رب العباد من فوق سبع سماوات .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!