-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لن نتخطى حدود المنافسة…

لن نتخطى حدود المنافسة…

سننتخب بعد غد إن شاء الله كما انتخب إخواننا في المهجر وفي البوادي بسلام، وستمر الانتخابات الرئاسية القادمة من غير أية اضطرابات تُذكر، وسيفرح الجزائريون بالرئيس الجديد الذي سيُنتخب، أيا كان هذا الرئيس، ولن تسود الفوضى بلادنا ولن نعود إلى سنين الدم والدموع مرة أخرى..

بداخل كل جزائري وعي تام بحدود المنافسة وحدود الاختلاف، لن يتعداها أبدا حتى ولو سعت بعض الأطراف إلى ذلك، حتى الذين غضبوا من البعض ورفضوهم ليسوا من السذاجة بمكان أن تتم المناورة بهم أو من خلالهم، أو يتم الزج بهم في أية متاهة من المتاهات.

أبسط جزائري اليوم يعي مسؤولياته، ويعرف حدود الحركة لديه، ويدرك احتمالات التلاعب بمصيره. ذكاء الجزائري لا حدود له في هذه المسألة مهما بدا أنه غير ملم بخصائص الساحة السياسية أو غير مهتم بما يدور حوله وسهل الانقياد لمن يزعمون التخطيط لإقحامه في سيناريو غير السيناريو الذي يريد.

لم تعد الخطب العاطفية هي التي تجره، ولا أصبحت الفبركات الإعلامية هي التي تقوده، ولا الوعود الكاذبة من أي كان هي التي تُقنعه، ولا حتى شراء الذمم هي التي تنفع معه.

لقد بدا لي في أكثر من موقع أنه أسمى من كل هذا نتيجة الخبرة التي امتلكها منذ ثورة التحرير وإلى اليوم، وأن محاولات دفعه إلى فعل ما لا يريد لا يمكنها أن تحقق سوى غايات محدودة، لأنه في آخر المطاف سيعود إلى الحركة ضمن حدود المنافسة وضمن حدود الاختلاف.

لعل هذه هي أكبر قوة أصبحت كامنة في الجزائريين اليوم، لا يُدركها إلا من عاصر جميع تطورات الموقف الشعبي من الأحداث في الـ25 سنة الأخيرة وحتى قبل ذلك.

 

لقد أصبح الجزائري يميز جيدا بين الألوان، ويدرك بالسليقة الأبيض من الأحمر من الأخضر. لقد انطلت عليه الحيلة مرة واحدة ولن تنطلي مرة ثانية، وضحكت على اقتتاله الأمم في التسعينيات، ولن تضحك مرة أخرى، وتم التلاعب بعواطفه وعقوله من غير أن يدري ولن يتكرر ذلك. واليوم قد بدأ بوعي تام يختار من سيقوده فيالمهجر وفي البادية ضمن الهدوء والسكينة، وغدا سيختار في باقي الوطن من يقوده بنفس الكيفية، ولن أتصور قط أن هناك من لا يعي رهان مثل هذه الانتخابات، وحتى وإن نسي البعض للحظة حدود المنافسة والخلاف… فسيعودون إلي اللعب داخل الحدود مرة أخرى وكأن شيئا لم يقع، وتلك مساحة الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!