-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت..

حسين لقرع
  • 1306
  • 7
لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت..
أرشيف

عدالة البرازيل تحكم على رئيس الجمهورية السابق دي سيلفا (72 عاما)، بالسجن 12 سنة بتهمة تلقي رشاوى، وعدالة كوريا الجنوبية تحكم على الرئيسة السابقة بارك غيون هاي بالسجن 24 سنة كاملة، بتهمة استغلال نفوذ منصبها لممارسة المحاباة لمصلحة صديقةٍ لها تدير مؤسّسة؛ وإجبار شركاتٍ كورية عملاقة على إبرام صفقاتٍ ضخمة معها، ومنحها وابنتها هدايا غير مستحقة، علما أن الفضيحتين قد دفعتا برلمانيْ البلدين إلى الإطاحة بهما من الحكم.
أما عدالة فرنسا فتحقِّق مع الرئيس الأسبق ساركوزي في قضية تمويل القذافي لحملته الانتخابية، وقد تُحاكمه لاحقا وتحكم بسجنه. وحتى الكيان الصهيوني الذي طالما اشتهر بجرائمه وعنصريته مع الفلسطينيين والعرب، يساوي بين مواطنيه جميعا أمام القانون، فقد سجنَ رئيس وزرائه السابق إيهود أولمرت 3 سنوات بتهمة تلقي رشوة في مشروع سكني بالقدس، ويمكن أن يسجن نتنياهو لاحقا بعد أن حققت معه الشرطة 7 مرات منذ ديسمبر 2016 و”أوصت” منذ أسابيع بمحاكمته بتهم رشاوى وخيانة الأمانة.
في دول الغرب لا فرقَ أمام القانون بين حاكم ومحكوم، بين مواطن بسيط وأيِّ مسؤول سام في الدولة حتى لو كان بمنزلة رئيس جمهورية أو رئيس وزراء.. في الغرب القانون فوق الجميع فعلا ولا يحمله شعارا أجوف للضحك على ذقون شعوبها كما يحدث في الدول العربية والإسلامية.
بـ “القانون فوق الجميع”، يجسِّد الغرب ضمنيا الحديث النبوي “لو أن فاطمة بنت محمد سرقتْ لقطعتُ يدها”، ويضرب أروع الأمثلة في العدالة المطلقة بين مواطنيه؛ حكاما ومحكومين، أما العالم الإسلامي الذي من المفترض أن يكون الأولى بتطبيق حديث نبيّه الكريم، فهو يطبّقه على الوضيع لا الشريف، بعد أن أبتُلي بأنظمةٍ استبدادية فاسدة، حوّلت دولها إلى مزارع خاصة لها ولعائلاتها، وأمعنت في نهب ثروات شعوبها وخيراتها من دون رقيبٍ ولا حسيب.
في عالمنا العربي والإسلامي استشرت شتى أشكال الفساد وأضحت كابحا حقيقيا لتنمية الأوطان، وسببا رئيسا في هدر ثرواتها وتخلّفها وفقر شعوبها، ويكفي متابعة قوائم منظمة شفافية دولية كل سنة لنرى بوضوح أن أكثر البلدان فسادا في العالم هي الدول العربية والإسلامية، ومع ذلك كله لم نر – خارج دائرة تصفية الحسابات – حاكما واحدا يمثُل أمام القضاء ولا رئيسَ وزراء ولا وزيرا وكأنهم كلهم معصومون من الخطإ، وقد رأينا خلال محاكمة حسني مبارك وأبنائه بتهم الفساد والتربّح غير المشروع كيف تلاعب النظامُ الانقلابي بـ”العدالة” بشكل سافر وحوّلها إلى مهزلة، وهذا مجرد غيض من فيض..
في بلداننا العربية الحكامُ فوق القانون، لا أحد يحاسبهم أو يعاقبهم.. “العدالة” مكبّلة ومجرّد لعبة في يد السلطة التنفيذية، وهي تكتفي بتقديم كباش فداء في كل قضية يُتهم فيها عليّة القوم، لذلك فإن وصفها بـ”القضاء” هو الأدقّ ما دامت لا تستطيع تطبيق “العدالة” على الجميع، حكاما ومحكومين.
من الأسباب الرئيسة لتقدّم الغرب تحقيق ديمقراطيةٍ حقيقية تقوم على حرية اختيار شعوبه لحكامها وعزلهم، وإقامة مؤسسات رقابية قوية على المال العام، ومنها عدالة مستقلة تتابع أيّ مواطن يخالف القانون ولو كان بمنزلة رئيس جمهورية، وللأسف لا يتوفّر أي شيء من ذلك لبلداننا، وهذا من أكبر أسباب تخلفها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • سرحان الهادي

    السلطة على القطيع منذ القرن 19م. الفرق بيننا هو أنهم متحضرون ماديا ويتحكمون في العلوم والمعارف والتكنلوجيا والمهارات و قادرون اقتصاديا مما يتيح لهم توفير بعض الرفاهية والرضا للقطيع في حين أننا ومن يحكمنا عاجزون، لا حول لنا و لا قوة، قدراتنا محدودة، نعيش بفضل الطبيعة وحاجة الغرب إلى مواردنا الطبيعية ودولنا وممارستنا للسلطة ظلت كما كانت في عهد خلفاء القرون الغابرة. الحياة إذن في الغرب أسهل أما العدالة... من قتل ألدو مورو؟ من قتل أولوف بالم؟ لِمَ اغتيال رئيس الولايات المتحدة جون كندي وشقيقه المرشح للرئاسة روبرت؟ العدالة في العالم الآخر أما هنا في وادي الدموع فظلم وعدوان والضعيف "كلاه بوبي" .

  • سرحان الهادي

    للشعوب ويعتبرون أنفسهم فوق خلق الله. أين العدالة ومُلاك مخابر الأدوية يستطيعون طرح أدوية قاتلة إلى الأسواق وشراء ذمم الأطباء قصد وصفها للمرضى ويستمر ذلك سنوات ليجمع صانعوها الملايين رغم شكاوي وتحذيرات بعض الأطباء النزهاء و مع ذلك يسكت عن الأمر ولا يُحاسب أحد رغم موت العشرات؟ الوزير الأول في عهد الرئيس ميتران بيير بيريغوفوا أخرج من جيبه ورقة ولوّح بها في البرلمان أمام عدسات الكامرا مهددا ومتوعدا بكشف قائمة المسؤولين الضالعين في الفساد "لو أراد!!" فكان ثمن حماقته وسذاجته أن قُتِل و قيل أنه انتحر و انتهى الأمر. القانون في الغرب يُطبّق فقط إذا كان ذلك لا يمس بمصالح الأسياد الذين يتوارثون

  • سرحان الهادي

    من يصدّق أن في الغرب ديمقراطية أو عدالة مطلقة فهو أُذن ساذج يؤمن بالخرافات و بما تبثه وسائل الإعلام من دعاية و أكاذيب. الغرب تحكمه الأقلية الصهيونية و المنظمات السرية التي تدور في فلكها و وتسيّره كما يحلو لها و توجهه الوجهة التي تريد بما يتماشى مع مصالحها ويحقق رغباتها حتى إن كان ذلك يضر بمصالح الشعوب المغلوبة على أمرها. أما ما يروجه الإعلام من متابعات قضائية ضد هذا المسؤول السابق أو تلك الشخصية فمجرد ذر للرماد في العيون لإلهاء "الغاشي" وإقناعه بأنه يعيش في الديمقراطية ولكن الحقيقة هي أن المتحكمين في زمام الأمور أكثر تكبرا من الأرسطوقراطيين أيام الممالك المبنية على الحق الإلهي و أشد ازدراء

  • سليمان

    تعاليم ديننا الحنيف صالحة لجميع الناس ولو كانوا ملاحدة وسيعود عليهم بالنفع في الدنيا متل مبدء لو سرقت فاطمة..... وغيرها أما في الاخرة فلا ينفع أخذ جزء وترك الجزء الاخر هذا هو الاصل.
    لكن للاسف الشديد وبعد حقبة الخلفاء الراشدين تبدلت المفاهيم الاسلامية الصحيحة واستبدلت بمفاهيم تعارض صراحة المنطوق القرآني وهذا بتواطؤ علماء البلاط وهم موجودون كثيرا في هذا الزمان ومن أماراتهم ما يلي :
    1) طاعة ولي الامر واجبة وإن جلد ظهرك ووو....
    2) حديث البطاقة.... إعمل ما شئت فأنت من أهل الجنة المهم النطق بالشهادة
    3) ألاتكال على أحاديث الشفاعة دون العمل
    4) قذف جميع من يحارف هذه الثوابت ورميه بالتبديع وو..

  • ن

    من يريد تطبيق العدالة فعليه ان يدعو الى دولة مدنية يعلو فيها القانون فوق الجميع و ليس الى دولة "راشدة" مبنية على سادة و أرقاء و اماء و ما ملكت اليمين و يتزوج فيها البالغون القاصرين.

  • محمدي الأحمدي

    مادام هناك منزهوا ن من العذاب كما نسمع عن خليفة المؤمنين الذي تجب طاعته و عدم خروج الرعية (إي البهائ) .فهناك منعمون في الجنتين الدنوية و الأخروية و لا يسألون عما يفعلون . حكام طوعوا القرآن بقارئيه و مفتيه فتفننوا في جلد المستضعفين بالقضإ و القدر و كأنهما لا ينزلان بساحة المستضعفين . ملوك و رؤساء يتصرفون في أموال الشعوب حسب هواهم . تصوروا أن حاكما غربيا مدح و منح كما منح ملك خليجي لترامب دون العودة إلى برلمانهم (شعوبهم) ماذا كان يحدث؟ حكامنا يمسحون ديون دول و يمنحون أخرى و شعوبهم تأكل من المزابل هي المهازل . نعم ثم يشيد معلما ليكون له ذكرى نتمسح به لننال مسح الرأس لأنه صدقة . إنه الجبن .

  • محمد

    أين عدالتهم فيما يخص الصهيونية "كريستين لاغارد" ؟ أو فيما يخص شبكات الجوسسة الصهيونية التي تم إكتشافها في أمريكا قبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمر ، والصهاينة الستة عملاء الموساد الذين أمسكتهم الشرطة وهم يقودون شاحنة متفجرات معدة لعملية تفجير قرب جسر واشنطن وتم إخلاء سبيلهم في نفس يوم أحداث الحادي عشر من سبتمبر... هنا تعرف من يحكم حقيقة في الدول الغربية. الرؤساء الغربيون والعدالة مجرد دمى لدى اسيادهم الحقيقيين .