-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليس في الإمكان أبدع مما كان!!

الشروق أونلاين
  • 1218
  • 0
ليس في الإمكان أبدع مما كان!!

علي فضيل

تأتي الحكومات وتذهب، ويبقى المواطن الجزائري قابعا في مكانه يلفه اليأس والإحباط يواجه لوحده مشاكل الحياة اليومية وتعقيداتها، ويسمع أن الخزائن مملوءة ولكن جزءا كبيرا من هذا الشعب يتضور جوعا. تصم آذانه تصريحات المسؤولين ووعودهم المعسولة وأن البلد غني ومداخيله فاقت التوقعات والتقديرات ولكنه كالعير يكاد يقتلها الظمأ والماء على ظهرها محمول.لقد كانت نسبة المشاركة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة صادمة ومنبهة إلى حقيقة مرة وهي أن الشعب فقد تماما الثقة في السلطة الحاكمة ولم يعد يهتم بأجندة هذه السلطة أو الحكومة حتى وإن تعلق الأمر بمصيره الحياتي والمستقبلي كالإنتخابات التشريعية، ثم تأتي تشكيلة الحكومة لتزيد هذا المواطن يأسا وإحباطا وتشاؤما ولتؤكد وتثبت أن لامبالاة المواطن وعدم اهتمامه بالإنتخابات النيابية الأخيرة كانت صائبة ومؤسسة ودالة على واقع مرير تتجاهله السلطة وترفض الاعتراف به أو محاولة فهمه ومعالجته.

ولذلك كما كانت الانتخابات التشريعية بالنسبة للمواطن العادي “لاحدث”، فقد جاءت تشكيلة الحكومة الجديدة بالوجوه القديمة “لاحدث” هي الأخرى، بل لقد كانت بالنسبة للبعض صدمة أخرى وإن لم تكن صفعة تنضاف إلى الصدمات والصفعات الأخرى التي مافتئ يتلقاها المواطن منذ عقود.

إن أي مواطن عادي يطرح التساؤل التالي: ما هي الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة السابقة حتى يعاد تجديد الثقة فيها وتشكل من نفس العناصر، ماذا فعلت هذه الحكومة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، كيف تصرفت في المال العام، وما هي الاستثمارات الضخمة التي برمجتها لإخراج البلاد من كبوتها؟ أعتقد أن الإجابة واضحة وصريحة وهي أن هذه الحكومة أو الحكومات السابقة، بغض النظر عن رؤسائها، فإنها لم تقم إلا بتصريف الشؤون الجارية، وأن ليس بالإمكان أبدع مما كان بالنسبة للمستقبل.

وإذا لم يقم رئيس الجمهورية باتخاذ إجراءات وقرارات تاريخية تضع قاطرة البلد على سكتها السليمة، فإن اليأس والإحباط والتشاؤم تزداد وتيرة تصاعدها، وعندها لا يمكن التحكم في نتائج وانعكاسات عمليات التيئيس والإحباط التي تضرب المواطن منذ أكثر من 40 سنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!