-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جشع البقاء في الرئاسة الفرنسية يحطم كل ما بناه

ماكرون يعيد العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى نقطة الصفر

محمد مسلم
  • 30910
  • 25
ماكرون يعيد العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى نقطة الصفر
أرشيف

أعاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى مربع البداية، بتصريحات مستفزة، في خطوة فاجأت المراقبين، مثلما كشفت مدى هشاشة العلاقات الثنائية الموبوءة بالعديد من الملفات المسمومة.

الرئيس الفرنسي، وفي اليوم الذي أعلنت فيه الخارجية الجزائرية استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر، فرانسوا غوييت، احتجاجا على تخفيض التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف، خرج بتصريحات تعتبر في منظور الأعراف الدبلوماسية، تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة سيدة، وفق ما أوردته صحيفة “لوموند” الفرنسية.

الرد الجزائري لم يتأخر، فقد تم استدعاء سفير الجزائر بباريس، محمد عنتر داود “من أجل التشاور”، وفق ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية، قال إن حيثيات الاستدعاء سيصدر لاحقا. غير أن توقيت الاستدعاء يؤشر على أن المسألة تتعلق بالتصريحات المستفزة التي صدرت عن الرئيس الفرنسي وأوردتها الصحيفة السالف ذكرها.

ماكرون ولأول مرة منذ تربعه على دفة قصر الإيليزي قبل أكثر من أربع سنوات، لم يتجرأ على توصيف السلطات الجزائرية بتلك العبارات التي وظفها في لقائه بـ18 شابا من أصول جزائرية ومن أحفاد “الحركى” و”الأقدام السوداء”، في إطار حملته الانتخابية غير الرسمية للانتخابات الرئاسية المرتقبة ربيع العام المقبل.

وفي “خرجة” غير معهودة، أقدم الرئيس الفرنسي على توظيف عبارات غير مسؤولة، عندما وصف السلطات الجزائرية بـ”النظام السياسي العسكري”، وكذا الإمعان في زرع الفتنة بين مكونات صناع القرار، من خلال التفريق بين المكون المدني والعسكري، وهي سابقة قد تكون لها تبعات خطيرة على العلاقات الثنائية مستقبلا.

وكان واضحا من خلال كلام الرئيس الفرنسي، أن مشروعه الموسوم بـ”تهدئة صراع الذاكرة”، والذي أوكله للمؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، لم يؤت أكله لحد الآن، وهو الذي راهن عليه منذ انتخابه في عام 2017، لأن الطرف الجزائري لم يساير الخطوات الفرنسية التي بقيت من جانب واحد، فيما بدا تحفظا عن المشروع وعما قام به ستورا على صعيد الذاكرة، الذي يعتبر ملفا جد حساس بالنسبة للجزائريين.

ما يعزز هذه القراءة، هو وجود قناعة لدى الرئيس الفرنسي بأن ملف الذاكرة، أو بالأحرى هزيمة فرنسا عسكريا وأخلاقيا أمام الجزائر في حرب مدمرة، يغذي أنفة وطنية غير قابلة للتنازل أو للمساومة، تحت أي مبرر كان، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمستعمرة السابقة، التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لسحب هذه الورقة من الطرف الجزائري.

الأخطر من كل هذا، هو انحدار الرئيس الفرنسي إلى مستوى سحيق من الانحراف في النقاش، بشكل جعله يشكك حتى في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي في عام 1830، وكأن الجزائر كانت أرضا مستباحة، عندما راح يتساءل: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال”، تصريح تفوح منه رائحة اللا مسؤولية من مسؤول يرغب في استرضاء شرذمة من اليمينيين، من أجل البقاء في قصر الإيليزي، ولو على حساب قيم الجمهورية الفرنسية، ومبادئ الاحترام المتبادل بين الدول.

ماكرون لم يتوقف عند هذا الحد، بل راح يقارن بين الاحتلال الفرنسي بالوجود العثماني في الجزائر، وهي مقارنة في غير محلها، لأن مخلفات الاحتلال الفرنسي تتحدث عن نفسها (1.5 مليون شهيد جزائري في سبع سنوات فقط)، في حين أن كتب التاريخ لم تسرد للجزائر وللعالم جرائم الوجود التركي في الجزائر، والذي له ما له وعليه ما عليه.

وكان لافتا في كلام الرئيس الفرنسي، أنه يبحث عن “مناول من الباطن”، للوقوف أمام التقارب الجزائري التركي الذي بات يزحف على حساب الإرث الفرنسي المتهالك، وان هذا المناول لا يمكن أن يقوم به إلا الجزائريون أنفسهم، وهو أمل يبقى في خانة الوهم، لأن الجزائر تميز جيدا بين الصديق والعدو، ولا تنتظر أي نصيحة من أحد.

كلام الرئيس الفرنسي أمام أولئك الشبان، يحمل اعترافا أيضا، بفشل المشروع الفرنسي، في إقناع الجزائريين بوضع الوجود العثماني في الجزائر والاحتلال الفرنسي لها، في كفة واحدة، عندما قال: “أنا مفتون بقدرة تركيا على جعل الناس ينسون تمامًا الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها، وبالمقابل يبقى الفرنسيون هم المستعمرون الوحيدون. وهو أمر يصدقه الجزائريون”، كما قال ماكرون بحسرة.

وفي ظرف أقل من أسبوع، استدعت الجزائر السفير الفرنسي لديها، ثم عادت واستدعت سفيرها لدى باريس، وهي الحادثة التي لم تسجل منذ أمد، ما يؤشر على أن العلاقات الثنائية عادت إلى نقطة الصفر، ويتحمل الطرف الفرنسي، برأي المتابعين، كامل المسؤولية، بسبب تغليبه الحسابات الضيقة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية على ملف استراتيجي كالعلاقات الثنائية، التي لطالما راهن عليها ماكرون ذاته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
25
  • فريد

    المخازنة المرراركة يصوتون ضد الجزائر والجزائريين يتصفحون جرائدنا و مجلاتنا ومواقعنا لكن نحن الجزائرين نقول الحق عليه نور و الباطل مآله الزوال.

  • محمد

    لا مكرون ولا غيره من الحكام الفرنسيين تقبلوا إلى اليوم فقدانهم للجزائر التي أرادوا جعلها جزءا من فرنسا وهي لم تكن ولن تكون أرضا فرنسية ولا حتى مسيحية كما يتوهمون.تكونت الأمة الجزائرية العربية المسلمة منذ قرون واختلطت دماء مواطنيها عبر التاريخ مثلما تكون الشعب الفرنسي من عدة روافد بشرية مختلفة الأصول واللغات وهي إلى الآن ذات ثقافات متطاحنة.التاريخ بعناصره هو الذي ينشئ الدول فلا نتعلم من فرنسا أصالتنا وقد لقنها مجاهدونا الدروس المتلاحقة.هذه الجرأة التي يستعملها الحكام الفرنسيون في كل ما يخص بلدنا مردها تعامل ساستنا معهم إذ يبدون لهم ارتباطهم الحميم في كل ما يخص التبادل التجاري وسياسة التعليم لفائدة فرنسا إذ ما زالوا يتشبثون باستعمال لغة المستعمر على حساب لغة حضارتنا العربية الإسلامية.الدفاع عن كرامتنا واستقلالنا لا يجب أن ينحصر في الدفاع عن نظام الحكم لدينا.الاستقلال كل لا يتجزأ.

  • Azer

    هل لا زال البعض يعتبر ماكرون بالتصديق.

  • Nassim

    العين بالعين و السن بالسن و الرئيس بالرئيس....في أزمة اليونان مع تركيا...أراد ماكرون هذا أن يستفز العملاق التركي أردغان...فوبخه و مرغه و أنزله إلى الأرض اردغان نفسه و ليس خارجيته....فلم يعد ماكرون الماكر الحاقد من يومها ينطق بكلمة إتجاه تركيا.... الشعب يريد من رئيس جمهوريتما فخامة الر ئيس تبون أن يقف شامخا مثل شموخ جرجرة و الونسؤيس و بومدين الثائر و ينزل و يقزم هذا الحاقد العنصري عند حده بدلا من التخفي و الهروب وراء الخارجية و خسارة كل الفرنييين....القائد هو كل شيئ في أي امة... هذه فرصة الرئيس رئيسنا و قاىدنا تبون حفظه الله أن يصبح كل الصغير و الكبير ينادي به في كل ناد...... و شكرا الشروق غلى النشر

  • Said

    غدا سنرى ان الجزائر تفطع العلاقة مع فرنسا تغلق المجال الجوي عليها

  • غيور

    بعد كل الخرجات التي قامت بها فرنسا ضد النظام والسيادة الجزائرية، هل يجرئ الحكام بالجزائر بقطع العلاقات مع ماما فرنسا

  • محمد رضا

    هؤلاء لا يفهمون إلا لغة النقود، لا شراء من فرنسا ولاعقود، دعوا قمحهم ليأكله الدود.

  • ahmed

    il faut couper les relations et les vols avec la france aussi

  • جزائري

    نحن أمة عريقة بعربها و أمازيغها و أتراكها و جزء من أمة عريقة هي خير أمة أخرجت للناس. يربط شعبها دين واحد و لغة واحدة و لهجات رضعت من ثدي واحد. نحن أمة لأننا دفعنا مهر هذه الأرض على مر العصور. نحن أمة لأنكم لم تغتصبوا أرضنا إلا على أشلاء قوافل المجاهدين في كل شبر و عبر عشرات السنين. نحن أمة لأننا استجمعنا شتاتنا و قاتلناكم قتالا لا هوادة فيه و دحرناكم الى غير رجعة. نحن أمة مجد لأن الأمم المجيدة فقط من تدفع ملايين الشهداء مهرا لحريتنا و ليس كفرنسا التي حررها الحلفاء. نحن أمة مجيدة و عريقة و سنبقى الى الأبد يا " فرنسا أم الخبائث".

  • أستاذ

    عنصري انتهازي اراد ان ينظم لقافلة البرجوازيين النبلاء الذين استعبدوا الجزائريين منذ 1830 وزوجته حفيدتهم انها. حملة انتخابية غير معلنة نفسها نفس قانون ابادة الارمن لو تتذكرون اي خطاب كره للمشرق والمسلمين باختصار فرنسا تتجه زحو أزمة اقتصادية بعد توقف منابع الثروات من افريقيا والجزائر هذا ما في الامر بعد طرد شركاتها الناهبة لخيراتنا

  • ارض-ارض--

    ماكرون يتبادل الادوار مع المخزن في سياسة مفضوحة

  • امين

    يجب قطع العلاقات مع فرنسا و غلق المجال الجوي على الطائرات الفرنسية و فتحها امام طائرات الجمهورية الصحراوية

  • يوسف بن تاشفين

    انا متاكد ان الجزائر ستقطع علاقاتها مع فرنسا و ينحدر مجالها الجوي على الطائرات الفرنسية

  • Iyadyaser

    إذا لم ناخذ السلطات ردا شافيا ومزلزلا أمام المقرون ، فأعلم أنا أُكِلنا يوم أُكِل الثور الأبيض

  • غي أنا

    ليس لي ما أقول إلا عبارة واحدة فقط ...مزين فراقهم...

  • خالد

    والآن ماذا انتم فاعلون ؟ الغوا الفرنسية من الادارة ومن المدرسة وسترون النتائج المبهرة . لا يوجد رد غير هذا .

  • ماكرون

    وأيضا تصريحات ماكرون ، المخزن هو السبب.؟!

  • abdo

    وهل ستقطعون العلاقة وقطع تحليق الطائرات الفرنسية مثلما فعلتم مع المخزن ؟

  • RABI

    هل ستقطعون علاقاتكم بفرنسا كما فعل المغرب مع إسبانيا؟

  • Ammour Hamid

    «قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ»

  • benchikh

    وقيلة ما شبعش البيض??يحوس على البيض العرب الصحيح !!!

  • احمد

    منذ ضرب الداي القنصل الفرنسي قبل قرن ونصف والعلاقات الجزائرية الفرنسية في الصفر

  • آدم

    هل تستطيع الجزائر قطع العلاقات مع فرنسا وإغلاق المجال الجوي أمام طائراتها؟ لا أظن ذلك

  • امين

    قومو بقطع العلاقات الدبلوماسية وقطع المجال الجوي على فرنسا كما فعلتم مع المغرب

  • بو بردع

    اغليقو الاجواء على الطيران الفرنسي