-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكاديميون مختصون يتحدثون عن فيلسوف الحضارة لـ"الشروق":

مالك بن نبي ورّث فكرًا والفكرة لا تموت

منير ركاب
  • 455
  • 0
مالك بن نبي ورّث فكرًا والفكرة لا تموت
أرشيف

أجمع مفكرون وأكاديميون على أن فكر مالك بن نبي الثقافي قد وقع أسيرا لآماله وطموحاته، وأن أغلب المنتقدين له لم يفهموا فكره الثقافي بعد، في وقت بقيت لغته ذات بعد حضاري عميق وأصيل دافع من خلالها عن الجزائر، مستعملا اللغة الفرنسية كوسيلة وليس غاية، فضلا عن كون الشغل الشاغل لديه كان مسألة الثقافة وتحضّر العالم الإسلامي والتي نظر إليها نظرة الوظيفة.

وعلى هامش فعاليات “مسألة الثقافة والحضارة” لدى مالك بن نبي، خلال منتدى حول سيرة المفكر، بالموازاة مع حفل تسليم جوائز البطولة الوطنية للقراءة، المنظم من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، الخميس بقصر الثقافة مفدي زكريا، أكد عميد جامع الجزائر، محمد مأمون القاسمي الحسيني، في تصريح لـ”الشروق”، أن الأمم الواعية هي التي تعرف علماءها ومفكريها ليكونوا مثالا صالحا يقتدى به للأجيال.

وأضاف شيخ الزاوية القاسمية والرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، أن مالك بن نبي استلهم فكره من القرآن، ليثبت أن بداية ونهاية الحضارة والثقافة هي الدين، حيث كان حديثه، يقول القاسمي، لما “تشرفت بزيارته للزاوية القاسمية مرتين سنتي 1966 و1969 بأن إشكالية الأصالة والمعاصرة تكمن في التمسك بالثوابت الدينية ومسايرة التطور الحضاري الحاصل”، مشيرا أنّ بن نبي كان مرنا في التعامل مع المتغيرات التي تحتاج لها الأمة.

وقال القاسمي ان الجزائر كغيرها من البلدان في العالم تعيش هيمنة العولمة التي لا تقيم وزنا للمجتمعات وليس هناك أضر على الأمة من قتل الأفكار من خلال مشاريع تقام هنا وهناك، مضيفا أننا “اليوم يجب أن نقف وقفة اعتبار وتأمل وقراءة جيدة لفكر مالك بن نبي الذي ما يزال حيا وتحتاج إليه الأمة، إذ من المفروض أن تبني على أفكاره وتضيف إليها”.

ومن جانبه، أشار عمار طالبي أن بن نبي كان يعاني من متابعات المخابرات الفرنسية، لأنهم كانوا يخشون من أفكاره التي أسست لعلم سمي بعلم الأفكار والصراع الفكري، مضيفا بأنه “إذا أردنا التحرر علينا أن نعنى بسلاح الأفكار”. بالمقابل، قال طالبي إن وصف بن نبي بأنه باحث إسلاموي هو تحريف مقصود، موضحا أن “محور دراساته تعلق بالفكرة الدينية ولم يستفد منه الإسلاميون فقط بل كان فكره عامّا، لأنه كان رجل علم يصبو إلى بناء حضارة إسلامية متفتحة، وهدفه واضح هو الذهاب إلى حضارة عالمية، وليس فقط إسلامية”.

وعقب في الوقت نفسه على أصحاب مقولة إن فكر بن نبي قد ولى عليه الزمن، بالقول “بن نبي بقيت أفكاره متواصلة في عصر اتسم بالتسارع والتطور وأن رسالة مالك بن نبي تأبى الموت”.
ومن جهته، قال بومدين بوزيد، الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، في حديثه مع “الشروق”، إنه كان على منظمي المنتدى دعوة المختصين في ترجمة أعمال المفكر بن نبي، مضيفا أن “السؤال الجوهري القائم هو كيفية توظيف أفكار هذا الأخير وإخراجها من التوظيف الإيديولوجي والتحزب الديني إلى الفكر المتعدد الأقطاب والاهتمام بعالمية فكرة وعدم اختزالها”.

ورأت الدكتورة يمينة شيكو، أستاذة الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة في بوزريعة، أن البعد الحضاري لثقافة مالك بن نبي كانت له أبعاد اجتماعية عملية توجه بها إلى المجتمع الإسلامي بشكل عام والجزائر بشكل خاص بسبب ما لاحظه من نقائص في كل التوجهات نحو النهضة.
وأضاف الدكتور لعموري عليش من جامعة الجزائر أن طرح بن نبي يعود إلى معاينة التخلف في المجتمع الإسلامي بعد تراجع التطور والازدهار الذي عرف في مجتمع الموحدين، مذكرا في ذات السياق بالأسباب التي جعلت العالم الإسلامي يسير نحو التخلف، وقال إن الدين كان مصدر بن نبي بينما كان عمله ثقافيا.
وعن مدى توظيف النظريات الأنثروبولوجية في فكر بن نبي، حيث أعطى للفكرة الدينية أهمية في التفسير الحضاري، تساءل توفيق شابو، أستاذ كلية الآداب بجامعة البليدة، عن موضع مالك بن نبي داخل بعض القراءات التي دارت حول أفكاره الثقافية، حيث خصه بعض الناقدين بثنائية التقليد والتجديد، بمعنى أن مسألة الثقافة لديه استوحاها من إعادة بناء لأفكاره السابقة، في حين يطرح آخرون فكرة إبقاء أفكاره الثقافية والحضارية داخل المرجعية الدينية باعتبارها قاعدة رئيسية انبنت عليها جل أفكاره وأطروحاته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!