-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدروس القادمة من أوروبا لا يأخذ منها أحد

مباريات نهاية الموسم تثير الشكوك والجدل في الجزائر

الشروق الرياضي
  • 1036
  • 0
مباريات نهاية الموسم تثير الشكوك والجدل في الجزائر
أرشيف

أنهى الدوري الجزائري حلقته الأخيرة بكثير من الجدل كعادة كل نهاية، حيث يشتكي كل من خاب مما يسمّيه ظلما، ويصرّ كل من فاز بأنه حقق انتصاراته بعرق الجبين، وما أثارته مباراة اتحاد العاصمة في قسنطينة أمام الفريق المحلي الشباب من جدل على مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين، يؤكد بأن الكرة الجزائرية مريضة ليس بإدارتها ومسؤوليها ولاعبيها ومدربيها فقط، وإنما أيضا بجماهير الكرة التي لا ترى سوى الأسود وصارت تشك في كل شيء حتى ولو سارت المباراة بطريقة نظيفة، وأحيانا تتدخل هي من أجل مساعدة هذا الفريق أو قهر ذاك الفريق.

شباب قسنطينة الذي لم يخسر على أرضه منذ سنة ونصف في المنافسات المحلية، خسر بثلاثية مقابل واحد أمام اتحاد العاصمة، وبالرغم من القسم الذي رفعه كل اللاعبين على أنهم لم يرفعوا الأرجل في المباراة، إلا أن الجمهور القسنطيني في غالبيته، قبل القبائلي رفض التصديق بالرغم من أن الاتحاد لعب من أجل اللقب والمنح التي رُصدت للاعبيه من أجل الفوز كانت ضخمة، وعدم أهمية المباراة بالنسبة للشباب وعدم رصد أية منحة فوز للاعبيه، تجعل من سير المباراة بذاك الريتم منطقي إذ جرت بين لاعب ينتظر الحصول على مئات الملايين إن فاز ولقب بطولة في سيرته الذاتية، وفريق يلعب من أجل إكمال مهمة إدارية وفقط وعقله في عطلته الصيفية بعد موسم من الجهد، كما هو الشأن بالنسبة للسنافر الذين لعبوا مباريات كثيرة على كل الجبهات.

وحتى مباراة شبيبة القبائل أمام أهلي برج بوعريريج بدت للمنتقدين بأنها مسرحية ستنتهي بفوز الشبيبة وبسهولة، ولن تقاوم برج بوعريريج وهذا منطقي لأن المباراة لا تعنيها كما تعني الفريق المحلي المحكوم عليه بالفوز أمام عشرات الآلاف من أنصاره، ولا يمكن لفريق أهلي البرج إفساد فرحة المحليين ولا أحد تصور فوز السنافر أمام سوسطارة وتعادل الشبيبة على أرضها أمام أهلي برج بوعريريج.

مرض الكرة الجزائرية قديم جدا فقد فازت شبيبة القبائل بأول لقب لها في بداية سبيعينات القرن الماضي، وثارت ثائرة فريق مولودية قسنطينة الذي اتهم الشبيبة بدفع الأموال لبعض لاعبي وداد بوفاريك عندما فازوا عليه في عقر داره بهدف نظيف، وفي منتصف التسعينات اتهم فريق مولودية وهران شباب قسنطينة واتحاد العاصمة بالتآمر عليه وحرمانه من اللقب على مرتين، الأولى في سنة 1996 عندما فاز الاتحاد في قسنطينة على حساب الشباب وحصل على اللقب أمام المطارد مولودية وهران وفي الثانية سنة 1997 عندما فاز الشباب في بولوغين على حساب الاتحاد وفاز باللقب أمام المطارد نفسه أي مولودية وهران، ومن ذلك الوقت لم يعد أي تتويج يوصف بالمستحق مهما كانت أحقية الفائز، وتنتشر الإشاعات والاتهامات، وتعجز الهيئات الكروية عن توقيف سواء الذين يبيعون ويشترون المباريات واللاعبين والحكام والإداريين، أو الذين يثيرون الإشاعات ومنهم رؤساء الأندية الذين يتهمون أطرافا من دون تقديم أي دليل.

الجزائريون بالمقابل تابعوا الكثير من مباريات نهاية الموسم الحالي في أوروبا وشاهدوا اللعب النظيف والأداء النزيه، وباستثناء مباراة فيورنتينا التي تعادلت على أرضها أمام جنوة بدون أهداف في مباراة باردة كان كل فريق فيها يبحث عن نقطة تعادل لأجل تفادي السقوط، والدفع بإمبولي إلى الدرجة الثانية وهو ما حصل في النهاية، باستثناء هذه المباراة فإن بقية المباريات في كامل الدوريات الأوروبية، لُعبت في أجواء حماسية كما حدث في مباراة رين الذي لعب بقوة وأطاح بفريق ليل ثاني الترتيب، أو مباراة نيس الذي كافح فيها رفقاء يوسف عطال وهم ليسوا في حاجة إلى المباراة من أجل هزم موناكو، وفازوا عليه وكاد فريق الإمارة ينزل إلى الدرجة الثانية.

المشكل غير مطروح إطلاقا في ألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وحتى في بقية الدوريات المتوسط في اسكتلندا وبلجيكا وسويسرا والبرتغال، حيث المباريات الودية تشبه المباريات الرسمية واللاعبين يؤدون على نفس الريتم مهما كان الخصم، ومهما كان المبتغى من المباراة، التي يؤديها اللاعبون.

لا توجد قوانين تمنع اللعب السلبي في عالم الكرة، ويمكن وضع أداء شباب قسنطينة وأهلي البرج في مباراتيهما الأخيرتين ضمن اللعب السلبي، فكل العالم أدان الأداء الباهت لألمانيا وللنمسا في مباراة التآمر الشهيرة في إسبانيا 1982 على “الخضر”، ولم يجدوا أي طريقة لتجريم الفريقين، وبقيت الكثير من المباريات تٌقصف انتقادا واتهامات من دون تجريم ولا محاسبة.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!