-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تلاميذ تحت الصدمة والبعض حاول الانتحار

مختصون ينصحون بمرافقة الراسبين في الامتحانات النهائية

نادية سليماني
  • 833
  • 0
مختصون ينصحون بمرافقة الراسبين في الامتحانات النهائية
أرشيف

في وقت عمت الفرحة بيوت كثير من المواطنين، ممن نجح أولادهم في شهادة التعليم المتوسط، وتعالت الزغاريد، دخلت بيوت أخرى في حالة حزن وحتى صدمة، لأنهم كانوا يتوقعون النجاح، فخاب أملهم. ووصلت الصدمة درجة محاولة انتحار تلميذة راسبة، رمت بنفسها من الطابق الخامس للعمارة. والظاهرة خطيرة، لها أسباب عدة، بحسب تشريح مختصين في علم النفس التربوي.
لطالما حذر المختصون في علم النفس والاجتماع، وخبراء التربية، الأولياء من خطورة تحميل أبنائهم أكثر من طاقتهم، في ما يتعلق بالنجاح في الامتحانات، فالضغط الرهيب وتوقع النجاح دائما يؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة، حيث شكل إفراج وزارة التربية الوطنية، الأحد، عن نتائج شهادة “البيام” صدمة لدى كثير من الراسبين في الشهادة، وخاصة ممن توقعوا النجاح. ولأن أولياءهم أيضا لم يتقبلوا الخسارة، فأكثروا اللوم على الراسبين، وحتى مع سكوت العائلة، فإن تصرفاتها مع الراسب التي تنقلب رأسا على عقب، ولأن التلميذ الممتحن في شهادة التعليم النهائي، هو في الأصل مراهق، فقد لا يجيد التعامل مع انتقادات عائلته ومحيطه المقرب، ومع نجاح أصدقائه، فقد يفكر في أذية نفسه، وهو ما حصل لتلميذة رسبت في شهادة “البيام”، من حي واد الريحان بمدينة خميس مليانة، إذ حكى جيرانها في العمارة، أنه بمجرد بدء الإعلان عن نتائج البيام، سمعو بكاء شديدا وصراخا من المعنية، وبعد قرابة ساعة من الزمن، صعقوا بخبر رمي التلميذة بنفسها من شرفة شقتهم بالطابق الخامس للعمارة، وسط ذهول من السكان.

لا نقارنهم بزملائهم الناجحين..
وفي هذا الصدد، ينصح المختص في علم النفس التربوي، حسام زرمان، الأولياء الذين يرسب أولادهم في مختلف الامتحانات، بتجنب تذكيرهم كل مرة بخيبتهم وفشلهم، وتفادي إسماعهم عبارات مثل “قلنالك دير هكذا.. راسك يابس.. شفت الاستهزاء انتاعك وين وصلك، رانا خسرنا عليك دراهم كبار..”.
كما نصح المتحدث، في اتصال مع “الشروق”، العائلة بتجنب توبيخ الطفل الراسب مباشرة بعد ظهور النتائج، لأنه يكون تحت الصدمة، إذ لابد من الانتظار مثلا لمدة أسبوع، ثم التعامل معه بحكمة، لأنه مراهق وحساس، “ولا يجب كذلك مقارنة الطفل الراسب بنظرائه الناجحين، لأن هذا السلوك يولد الحقد في نفس هذا التلميذ، ويملأ قلبه بالغيرة من زملائه، ويدخل في حالة نفسية من تدني الذات، التي تليها الصدمة، وتتأزم حالته النفسية مع مرور الوقت”.

عدم حرمانهم من العطلة الصيفية عقابا
وقال زرمان: “العتاب لن يفيد، لأن التلميذ رسب وانتهى الأمر، بل يجب وضع النقاط على الحروف، والبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فشله، للعمل على إصلاحها مستقبلا”.
والأهم من كل ذلك، بحسب محدثنا، عدم حرمان الأطفال الراسبين من تمضية عطلتهم الصيفية بأريحية، كنوع من العقاب لهم، وتمضية اليوم في “معايرتهم بفشلهم”، بل نجعلهم مرتاحين ونتعامل معهم بحذر بسبب حالتهم النفسية الحساسة بعد الفشل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!