-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الصلاة في المسجد فقط ليلة الرعد والزلزال..

مصلون يسارعون الى المحراب تحسبا لحسن الخاتمة!

الشروق أونلاين
  • 9549
  • 0
مصلون يسارعون الى المحراب تحسبا لحسن الخاتمة!

منذ فترة طويلة والأرض تهتز من تحت أقدامنا، ترج الجبال والسكنات رجا بين الحين والآخر، فترى الناس يهرولون إلى المساجد بعدها مباشرة، خوفا من أن ينزل الله بهم قارعة وهم نيام ليلا أو يلعبون نهارا، هي من الظواهر التي تشد الناظر اليوم بعد كل هزة أرض، مساجد خاوية على عروشها في الأيام الآمنة، لكنها بعد دقائق من الخوف تمتلئ عن آخرها حتى في الصلوات التي لم يكن يحضرها الكثير منا إلا في أيام معدودات.

 إنّ الحديث عن هذه الظاهرة، هو نتيجة لما نعيشه في السنوات الأخيرة من الهزات المتقاربة والمتتالية للأرض، حيث لم تهدأ الأرض منذ فترة طويلة، بل أصبحت عادة عند الجزائريين، فهم ينتظرونها في كل حين ولحظة في الليل كما في النهار، بل ويجتهد الكثير منهم في الأيام التي قد تحل فيها هذه الظاهرة، مثل ظهور الشمس الساطعة والحرارة الزائدة، أو سقوط المطر بغزارة، فهي من الأسباب على حسب رأيهم، التي يتبعها زلزال أو هزة أرض، نظريات شعبوية التصقت بالأذهان منذ فترة طويلة، لذا فقد أصبح أول ما يقوم به الكثير من الأشخاص في كل مرة تحدث فيه هذه الظاهرة، هو الهرولة إلى المساجد والتوبة من قريب دون تأجيل، حتى ترجع الأرض إلى موضعها، ومن بعدها يستسلم الكثير منا إلى التقاعس عن الصلاة، سواءً عن صلاة الجماعة في المساجد أو فرادى في البيوت، وأصبح هذا الانعكاس الشرطي، عادة اعتادها الكثير من الناس في كل مرة، حتى أصبحت تلفت الأنظار، لأن الأصل في العبادة هي في سائر الأيام وليس عند أوقات الذعر أو عند فترات قسوة الطبيعة عند حدوث مثل هذه الظواهر.

 ساهون عن الصلاة… أبصارهم خاشعة… يريدون الموت عند المحراب

 تلامس في الكثير منهم عندما تحل هذه الظاهرة، أنه يريد الالتحاق بجوار ربه وهو قائم يصلي عند المحراب، حتى وإن كان ممن هم عن صلاتهم ساهون طول أيام السنة، لكنه خاشع البصر اليوم، بعد الخوف والذعر الذي يعيشه بعد هذا الاهتزاز، يترقب الساعة لمجرد هزة أرض تدوم لثوان قليلة، لذا تراهم ركعا سجدا يطلبون الآخرة وأبصارهم خاشعة، لكن للأسف أن هذا النقاء والتقوى لا يدومان إلا لفترات وجيزة، فربما من يحضر منهم عند الصلاة التي تأتي بعد هذه الهزات مباشرة لا يأتي إلى صلاة أخرى من بعدها إلا بعد إشعار لاحق.

إنّ هذه الظاهرة في الوقت الذي نستحسنها فإننا نستنكرها، لأنه صحيح أنّ عمارة المساجد في كل أوقات الصلاة من دون استثناء تسر لها الأعين وتثلج بها الصدور، والرجوع إلى الله خوفا هو الأصل في هذه الظواهر، لكن في الوقت نفسه نستنكرها لكونها تحصل ماعدا بعد الخوف والذعر من مثل هذه الظواهر الطبيعية التي تأتي بغتة وعلى حين غرة من غير تحديد لا للمكان ولا للزمان، وكأن الكثير منا ينتظر الوعيد حتى يهرول إلى المسجد من أجل تأدية صلاته، هذه الصلاة التي كانت علينا كتابا موقوتا، وفي كل الظروف في الأمن وفي الفزع دون تمييز، غير أنّ البعض منا لا يؤديها إلا والأرض تنشق من تحت رجليه.

 هي إذا من الظواهر الغريبة التي نراها اليوم في المجتمع، مصلون لا يقفون بين يدي الله إلا والأرض ترتج تحت أقدامهم، والغريب أن الكثير منهم لا يعود إلى الله من بعد الظاهرة ويصبح من المصلين القائمين لصلاتهم، بل بمجرد زوال هذه الهزات حتى ينقطع عن المساجد ولا تراه إلا في صلوات معدودة، بل فيهم من لا يصلي في المسجد ماعدا صلاة الجمعة والأعياد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • mohamed

    les algeriens yedirou kouleche yesalou yekedbou yecherbou les boision alcoolique yedirou tout en méme temps ya khi ghachi

  • يوسف

    باسم الله الرحمن الرحيم .
    خلاصة القول ان في هدا الأمر شيء ايجابي ما دام هناك اناس يعترفون بقدرة و اندار من الله لكي يرجعو و يتوبو اليه.
    فل يبقو على هدا اعترافا بقوة الله سبحانه .

  • ما أسخف تفكيركم

    انما الأمم التي تموت في المساجد فان لم تمت في المساجد ذهبوا

  • amar

    شعب متخلف ...

  • تأبط شرا

    هذا كلام فارغ ، ومن يعتقد هذا الإعتقاد متخلف و مخبول .

  • cidasss

    ففرو إلى الله......اذا لم نلجأ إلى الله في أوقات الشدة لمن نلجأ .....في زلزال أو طوفان ...أو...أو...ربي يهديكم.

  • الاسم

    شكرا اخي بشير ماتقوله صحيح .سلام

  • بشير

    الجزائريون كلهم يصلون و متدينون و يهرولون الى المسجد في سائر الايام و في يوم الجمعة تكتض المساجج علما بان المساجد في الجزائر بالالاف، على سبيل المثل في الحي الذي اسكنه يوجد 3 مساجد و كبيرة و لا يوجد اكتضاض سكني لان معظم البنايات فيلات ،و مع هذا ترى الاكتضاض في 3 المساجد وهذا دلالة عن اهتمام الجزائريون بدينهم و بصلاتهم بدون اي تهاون،فان كان الجزائريون عن صلاتهم ساهون كما ذكر في المقال لما كثر انتشار المساجد بارقام خيالية
    فلا يجب الاستهزاء بعقيدة الاشخاص