-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معادلة بأكثر من مجهول في “ثورة” السترات الصفر

حبيب راشدين
  • 1494
  • 8
معادلة بأكثر من مجهول في “ثورة” السترات الصفر
ح.م

تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم، فعاليات الاستعراض الرابع لـ”السترات الصفر” من غلابة فرنسا تحت أكثر من راية مجهولة، في مواجهة يسعى أكثر من طرف خفي يحرك خيوط لعبتها، ووكلاء يعملون بوجه سافر حتى من داخل الحكومة الفرنسية إلى تطوير الاحتجاج إلى صاعق لحرب أهلية، يجب أن نستبقها بتحذير الجالية المسلمة في فرنسا من مغبة الانخراط فيها حتى لا تكون حطب محرقتها الأولى.

حتى الساعة لم نلمس أي حراك من حكومات دول المغرب العربي في اتجاه الجالية المغاربية لتوعيتها بما هو على المحك، ونصحها بالوقوف على الحياد في مواجهة نراها تتطور نحو المجهول، وقد بدت فيها واضحة للعيان أساليب إدارة الفوضى الخلاقة للحروب الأهلية كما عهدناها في “ميادين” الثورات المخملية وربيع الشعوب تحت رايات اجتماعية تختلف في المطلب عن الرايات الكاذبة التي رفعت في الربيع العربي أو في ساحة “ميدان” الأكرانية لكنها تتقاطع معها في أدوات التحشيد والشحن وقيادة القطيع إلى المذبحة.

إلى هنا يبقى الحدث فرنسيا صرفا، قد يفسر بضيق صدر غلابة فرنسا وشعب جغرافية الفقر فيها من سلوك نخبة نيوليبرالية متعجرفة، تعمل تحت إملاءات خدمة الأوليغارشية المالية في الاتحاد الأوروبي، قد ضربت عرض الحائط بمبادئ الديموقراطية وراياتها الكاذبة الخاطئة ، وتريد الانتقال إلى ما سبق للأديب الأمريكي جاك لندن ان وصفه بـ “دكتاتورية العقب الحديدي” على يد الأوليغارشية من آل روتشيلد روكفلر وسوروس، لولا أننا معنيين بمآلات هذا الحراك الموجه عن بعد، وواجب استشراف فرضية توريط الجالية المسلمة من شباب الضاحية في مواجهة مرشحة للأنتقال السريع إلى حرب أهلية تنفذ فيها محرقة فظيعة لأبناء الجالية.

أكثر من شاهد في الطريقة التي سيرت بها الحكومة الفرنسية المواجهة حتى الآن، يؤكد وجود مناورة غامضة تعمل على تصعيد الاحتجاج ونقله إلى صدام دام  تتصاعد وتيرته من أسبوع إلى آخر، وتحضير المجتمع الفرنسي للدخول في ما يشبه الثورة، التي تبدأ بالاحتجاج على الضرائب (كما كان الحال في الثورة الفرنسية الأولى) لتنتقل إلى حرب شوارع ونصب للمتاريس وأخيرا الدخول في مرحلة قطع الرؤوس، ويراد لانخراط الجالية المسلمة فيها أن يكون صاعقها الأكبر، من جهة توظيف حجم العنف المتراكم عندها الذي قد يساعد بقية المجتمع الفرنسي الأبيض على الانخراط في العنف الكامن فيه منذ الثورة الفرنسية.

إلى جانب ذلك هنالك عامل خارجي يشتغل منذ عقود على التهيئة لمواجهة بين المجتمع المسيحي الأبيض ومجتمع التنوع من المهاجرين بأغلبيته المسلمة، كانت قد اشتغلت عليه النخبة الفرنسية المتصهينة في الإعلام ورواد الرأي في حملات اعلامية متواصلة زرعت بذور الكراهية للمسلمين، وتغذي في المقابل مشاعر الغضب وروح الانتقام عند أبناء الجالية المسلمة في أوروبا، حتى أن بعض حاخمات التيار التلمودي الصهوني لا يتردد في القول إن أبناء اسماعيل (الجالية من  العرب المسلمين) هم مكنسة بني اسرائيل وأداتهم في تنفيذ الانتقام من “إيدوم” أي مجتمع المسيحيين البيض.

لأجل ذلك وجب على حكوماتنا خاصة في المغرب العربي أن تسارع إلى تأطير الجالية والاقتراب منها حتى لا تسقط في الفخ الذي تنصبه لها القوى الصهيونية المتحكمة في النخب الحاكمة خاصة مع رئيس فرنسي تخرج من دار آل روتشيلد الصهيونية التلمودية، وتعضه نخبة فكرية وإعلامية تدير على مدار الساعة حملة مسعورة على كل ما له صلة بالإسلام والمسلمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عبدو

    السلطه الفرنسيه تعرف كيف تتحكم بالوضع و تعرف متى ترخي الحبل و متى تشده .
    و تأخر ظهور ماكرون لمخاطبه الشعب هو جزء من اللعبه فعندما تشتد الازمه و الكل ينادي بحل من ماكرون سيأتي ماكرون راكبا فرس مثلما هو حال فرسان القرون الوسطى لينقذ الشعب الملهوف فيقول زدكم 5% يا أصحاب الحد الادنى ( السميك ) فيفرح الشعب و يهلل كانه منتصر و بالغد يأخذها منهم ماكرون مع اول زياده للكهرباء و وقود السيارات !!
    الغرب الديمقراطي يجيد التلاعب بشعوبه و الشعوب راضيه

  • جزائري

    في الأصل هو حراك ضد الرأسمالية المتوحشة. لكن الوحوش متمرسون في الدخول على الخط وتحريف المسار عن إيذاء الرأسمالية. رأينا ذلك قبل سنوات في لندن وحتى في أمريكا نفسها. لا أعتقد أن هذه المرة ستكون استثناء لأن وحوش الرأسمالية متمرسون جدا في إدارة هكذا حراكات وتحريفها عن مسارها.

  • ahmed

    الحل هو تاميم البنوك كما فعل الاشتراكيون في الثمانينات مع متران وشيراك, اضافة الى استبدال القرض الربوي بالقرض الحسن دون فائدة. اذ انه حتى لولم تحدث هاته الاحتجاجات ففرنسا متجهة الى ازمة كساد مثل 1929 , اذ ان الطبقة الغنية جدا واللتي تعد على الاصابع لا يمكنها ان تستهلك الف تفاحة ولا الف سيارة في اليوم,والطبقة الفقيرة تتحمل تكاليفها الدولة, بقيت الطبقةالوسطى اللتي هي المحرك الفعلي للاقتصاد بالنظر الى كثرة عددها واستهلاكها الواسع. هاته الطبقة انهكتها فوائد القروض والضرائب لدرجة ان الكثير منهم يمتنع عن الاكل ليوفر دراهم الوقود كي يذهب الى عمله.

  • ahmed

    لا تخشى شيئا على الجالية يا استاذ , فهم احسن حالا من كثير الفرنسيين de souche من الطبقة الوسطى اللتي سحقها النظام الربوي كما في امريكا. اذ ان هؤلاء الفرنسيين يعانون من اثر العتبة effet de seuil. فهم ليسو فقراء جدا وبالتالي يستفيدون من التغطية الاجتماعية بما فيها السكن, وفرنسا لديها تغطية اجتماعية قوية, لكن ممنوعة على الطبقة الوسطى , ولا هم اغنياء بحيث يمكنهم تغطية تكاليف المعيشة بسبب الفوائد الربوية لقروضهم وارتفاع الضرائب. كثير منهم لديه سيارة ولا يستطيع الاكل . او ياكل وليس لديه سكن ...الخ

  • الطيب

    كيف لحكومات تصارع في بلدانها من أجل البقاء أن تسارع إلى الاقتراب من الجالية في فرنسا و تؤطرها ؟!!
    لا تنس يا أستاذ راشدين أنّ الجالية التي تتحدث عنها تحمل الجنسية الفرنسية و انضمامها أو عدم انضمامها إلى المحتجين يتوقف على معرفتها بالجهات التي تحرك هذه الاحتجاجات و أهدافها و ليس على ما تمليه عليها حكومات البؤس في الضفة الأخرى ...

  • شاوي

    حذرت الجالية المسلمة بعدم الإنخراط في مطالب *الغلابة* يعني الفقراء ؟؟ كلمة مصرية لايمكن إلصاقها بالشعب الفرنسي بل تليق فقط على عرب مصر..
    الفرنسيون رفعو سقف المطالب من لي طاكس على الغازأويل إلى عزل البنوك وفضح الأثرياء و حكم الصهيونية بفرنسا و..
    وقد تكون الشرارة الأولى لإنظمام الأروبيون إلى الفكرة ومنه سقوط المنظومة العالمية الجديدة التي تريد الصهيونية فرضها على العالم ومنه يجب على الجالية المسلمة والجالية البوذية والعلمانية و..الإنخرط
    إستعمال ـ المغرب العربي ؟! فيه سب لأجدادي وأصولي و..والإشادة بالإستعمار العربي وتقويته

  • عبد النور

    آل روتشيلد يحكمون فرنسا منذ 1789، لاشيء تغير مع ماكرون، هو فقط واجهة، كما كان ذات مرة نابوليون الفزاعة والأداة التي إستخدمتها العائلة لإسقاط بقية الدول في السيطرة والديون.
    منذ مدة قلت لك أستاذ حبيب، أن أفضل شيء قد يحدث قبل الإنتخابات الجزائرية هي ثورة أو إضطرابات بفرنسا، حتى نتجنب ولوبشكل بسيط تأثير فرنسا وعبيدها عليها، يبقى فقط أن يعرف الوطنيون إستغلال الظرف بكفاءة للمرور بالبلد إلى السيادة والحرية التامة
    الصهيونية والماسونية (أداتها في مجتمع الغويم) متغلغلة حتى النخاع في فرنسا، وعلى الفرنسيين إستهدافها بالدرجة الأولى
    أما الجالية فعليها إما العودة أو توجيه الأمور لصالحها حتى لاتقصى مستقبلا

  • abu

    أنا أشك في من يقف وراء هذا الحراك الفرنسي.....أجزم جزما قاطعا أن (الجزائرييــــن9 وراءه..ونارها التي تشتعل وستزداد اشتعالا...