معاناة النساء مع الزوج البخيل

الشائع، في السنوات القليلة الأخيرة، أن العديد من الخلافات التي تحدث بين الأزواج، وقد يصل صداها أروقة المحاكم، سببها الرئيس هو المال. فغالبية الرجال الذين يفضلون الارتباط بسيدة عاملة، يطمعون في أن تقاسمهم مصاريف البيت. وجل اللواتي يخترن رجلا ثريا للارتباط، هدفهن العيش في بحبوحة ورخاء. لكن واقع عدم الاتفاق على الأمور المالية غالبا ما يحدث شرخا اجتماعيا، ولا يمكن هاهنا للسخاء العاطفي تعويض البخل المادي.

عندما يعجز الحب عن حجب عيوب الشريك

عندما تخرجت ياسمين من الجامعة، وبدأت العمل أستاذة تعليم أساسي، تقدم لخطبتها عشرات الرجال ميسوري الحال.. لم يكن يهمها الرخاء المادي، بقدر ما بحثت عن السخاء العاطفي. تروي قصتها: “حدث أن انجذبت إلى زوجي، الذي يرسل إلي قصائد حب، ويغدقني بالرومنسية والكلمات الجميلة، يعاملني كأنثى عبر الهاتف، لم أنتبه إلى بخله المادي، بينما أغرق في بحر من عاطفته الجياشة نحوي. كنت أفكر أحيانا في كونه لا يجلب إلي هدايا قيمة، ولا ينفق ولو دينارا على مشاويرنا معا، لكنني كنت أعذره، بحجة أن مدخوله ضعيف، وبأنه يدخر لزفافنا في أقرب وقت..” ياسمين، كالكثير من السيدات ذوات الطبيعة غير المادية، انصدمت بواقع مر بعد الزواج، “.. ظل زوجي يمدحني ويشعرني بالحب، ولكن ذلك لم يتعد حدود الكلمات وتحضير القهوة، والاهتمام بتفاصيلي الصغيرة، حتى أصبح الأمر يصيبني بالغثيان، خاصة عندما اكتشفت أن أنوثتي تتبخر في وقت أفكر فيه كيف أسدد فواتير الإيجار والكهرباء، وكيف علي أن أستيقظ باكرا لأحضر له وجبة الغداء، لأنه لا ينفق على الطعام خارجا..”.

تعويض الحرمان هل يبدد البخل؟

نورهان، أم لثلاثة أطفال، تزوجت بأسلوب تقليدي، منذ 12 سنة، حاولت كل بالسبل لجعل زوجها الميسور ينفق عليها وعلى أولاده، خاصة أنها ماكثة في البيت، ومن المستحيل أن تمارس أي مهنة مع تربيتها لثلاثة صغار، وإقامتها بعيدا عن قلب المدينة. خلال بحث نورهان عن سبل جديدة لذلك، وجدت إرشادات خبراء نفسانيين ينصحون بتقديم مقابل عاطفي للزوج، حتى يصبح سخيا، تقول: “تحليت بالكثير من الصبر، وحاولت مرارا التغيير من طباعه السيئة، فقد نصحني البعض بأن أمنح زوجي رعاية عاطفية فريدة، وأغدق عليه بالحب والحنان، ذلك أن بخله المادي ناتج عن عيشه يتيما، يعاني من الحرمان العاطفي والمادي، لكن النتائج ذاتها، حتى إن زوجي بدأ يبادلني المشاعر الجميلة والرومنسية في البداية، ثم راح يتهمني بتمثيل الحب أمامه للحصول على المال، ولتبديد ثروته الصغيرة”.

أزواج يبحثون عن الحجة والدليل

زينب، ابنت عائلة مرموقة، تشغل منصب مسؤولة مبيعات بشركة عمها، تزوجت من رجل بخيل، ولم تنتبه إلى الأمر منذ البداية، تقول: “عندما كان زوجي يجلب لي هدايا في أعياد الميلاد، أو المناسبات السعيدة، كنت أصاب بالسخط بدل الفرح، فهو لا ينفق أكثر من ألف دينار على شراء هدية بسيطة جدا، عطر أو مكياج مقلد، أو ملابس معروضة تحت التخفيض لا تناسب الموضة.. لهذا، أتذمر أمامه، وأعتبر تصرفه قلة تقدير وحب لي، خاصة أن راتبه ممتاز..” بعد مدة، بدأ زوج زينب يقلل من نفقاته، ويتظاهر بأنه ينسى المناسبات، لكي لا يجلب الهدايا، صديقاتها ألقين اللوم عليها، لأنها كانت لا تبدي سعادة ولو مزيفة حيال ما يجلبه، ولا تشعره بالتقدير، فغيرت من طباعها، ولكن زوجها ظل يتمادى في بخله، ويجعلها تنفق من راتبها على مستلزمات البيت، من دون أن يساعدها. وتضيف زينب أنه يخفي بخله الشديد خلف حجة كوني لا أسعد بما يقدمه ولا ألقي له اهتماما.