-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تضامن دولي واستنكار رسمي من أعلى مستوى

معلمة وهران.. أهانها الوالي فاحتضنها الملايين

كريمة خلاص
  • 5868
  • 10
معلمة وهران.. أهانها الوالي فاحتضنها الملايين
ح.م

دخلت الأستاذة سيديا مرابط، معلمة ابتدائية بن زرجب بولاية وهران، التاريخ من بابه الواسع، بعدما أهانها والي وهران لدى زيارته إلى المؤسسة منذ أيام، حيث “انقلب السحر على الساحر” وحقّقت قضيتها تفاعلا وطنيا ودوليا وسجلت تضامن ملايين الجزائريين الذين كرّموها وشكروها على حرقتها وتشريفها الأسرة التربوية لدفاعها عن مصلحة التلميذ، وتحرّك لأجلها المسؤولون والوزراء، معبرين عن احترامهم للمعلمة ومكانتها التي لا يقبل المساس بها أبدا تحت أي ظرف…

حققت قضية معلمة ابتدائية بن زرجب تفاعلا غير مسبوق وتداولت حيثياتها وتفاصيلها وسائل إعلام أجنبية عديدة، حيث انتصر لها الملايين بعد أن أدار لها والي وهران ظهره لمجرد أن عبارة “طاولات منذ عهد الاستعمار “لم تعجبه، لكنه للأسف لم يتوقف أبدا عندما قالت له أنها وزملاءها ظلوا إلى غاية الـ11 ليلا ينظفون المدرسة ويعقمونها لاستقبال آمن للتلاميذ.. لم يتوقف أبدا عندما قالت له ان ولي تلميذ سدد تكاليف صيانة المراحيض وأظهر “رجولته” على معلمة تحدثت بحرقة عن واقع مرير ومؤلم يأبى هذا المسؤول وأمثاله التصريح به ويفضلون الذين يثنون على سقطاتهم ويغطون الشمس بالغربال وينافقونهم بامتياز.

المعلمة عرّت كثيرا من الحقائق لمؤسسة ليس لها منظفات ولا حارس دائم مؤسسة يزيد عمر طاولاتها عن 30 عاما وتتواجد في حالة كارثية ومسؤولون استقبلوا مختلف الشكاوى المرفوعة إليهم بجواب واحد متكرر “لا نمتلك ميزانية كافة لتلبية انشغالاتكم”.

“بروتوكول” الوالي للمعلمة “تيزي فو”

أثارت عبارة “تيزي فو” التي وجهها مسؤول التشريفات الخاص بالوالي أو ما يعرف “بالبروتوكول” للمعلمة استياء وامتعاض الجميع والمعنية على وجه الخصوص.

وأكدت المعلمة أن البروتوكول خاطبها عندما حاولت إثارة الانشغالات التي تعاني منها المؤسسة، بالقول “تيزي فو” بالفرنسية وهو ما معناه بالعربية “أسكتي”.

وتطرقت المعلمة إلى عديد المشاكل التي تعرفها الابتدائية في غياب النظافة في الأقسام وعدم وجود منظفة قارة منذ 10 سنوات كاملة حيث يتم الاستعانة بمنظفات في إطار التعاقد، حيث يضطر الأساتذة إلى التنظيف بأنفسهن.

الوزير الأول ينتصر للمعلمة ويأمر بتأثيث جديد للمدرسة

كتب الوزير الأول عبد العزيز جرّاد ، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” “أرفض رفضاً قاطعاً إهانة المعلم وهو يدافع عن مستقبل أبنائنا.. تحية شكر وتقدير للمعلمة السيدة سيديا مرابط من مدرسة بن زرجب بوهران، التي فضحت الممارسات القديمة” ووعد الوزير الأول بتحديث أثاث جميع المدارس القديمة على مستوى الوطن.

وبعد تغريدة الوزير الأولى بساعات وصلت شاحنات محملة بالطاولات الجديدة لمدرسة بن زرجب بوهران وبهذا تحولت إهانة الأستاذة إلى خير وبركة على جميع المدارس بعدما وعد الوزير الأول بإعادة تأثير جميع المدارس التي تعني من العتاد المهترئ والقديم ..

وزير الداخلية ينصف المعلمة ويرفض الإهانة

بدوره أعلن كمال بلجود وزير الداخلية والجماعات المحلية عن رفضه القاطع لإهانة المعلم وهو يدافع عن مستقبل أبنائنا، داعيا كل المسؤولين في قطاعه للترفع عن هذه الممارسات، حيث أفاد “أرفض إهانة المعلم وهو يدافع عن مستقبل أبنائنا وتحية شكر للمعلمة التي فضحت الممارسات القديمة ونقول لها “واصلي عملك”، وسيتم وضع برنامج لتحديث الطاولات عبر مختلف ولايات الوطن.”

وقال بلجود “بكل صراحة الأستاذة المحترمة تكلّمت بعفوية وبقلب مفتوح وقالت حقيقة عن مدرستها التي قضت فيها أكثر من 32 سنة وقالت هذا الشيء أمام المسؤول الأول للولاية”.

وأضاف بلجود “الوالي لاحظ ميدانيا وضعية الطاولات وكان من الأجدر عليه أن يتخذ إجراءات لتغييرها أو يعطي تعليمة صارمة لتغييرها”.

والي وهران يبرّر سقطته دون اعتذار

حاول والي وهران مسعود جاري الرد على السيل الهائل من الانتقادات التي تعرض لها بشكل غير مباشر لتوضيح رؤيته، خاصة وأنه لم يكن يتصور أن تصل الأمور إلى هذا المستوى.

وجاء في بيان صادر عن ولاية وهران “تداولتْ بعض مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للسيد والي ولاية وهران خلال تفقده لظروف الدخول المدرسي ببعض مدارس بلدية وهران يشير في أحد مقاطعه إلى تدخل الأستاذة الكريمة ر . سيديا بمدرسة بن زرجب التي صرحت – أثناء عرضها لمختلف الانشغالات – بأنّ الطاولات تعود ” إلى عهد الاستعمار ” .

وأضاف البيان أن الوالي الذي تابع عرض الأستاذة بكل اهتمام، اضطر – عند هذا الوصف – للتوضيح بصفته ممثلا للدولة بأنّهَ وصفٌ غيرُ ملائم وأنه لا يعكسُ – لا حقيقةً ولا واقعًا – المجهودات التي قامت بها الدولة الجزائرية منذ الاستقلال في جميع القطاعات، وأوّلُها في قطاع التربية الوطنية. بل إنَّ هذا المصطلح يذكرُ الجزائريين والجزائريات بما زرعه النظام الاستعماري من تجهيل وتفقير وأميةٍ وظلمٍ وسلبٍ لكرامة الإنسان”.

 النائب البرلماني عمراوي: أصبحنا فضيحة بين الدول

أكد النائب البرلماني مسعود عمراوي عن لجنة التربية والتعليم العالي في تصريح للشروق أنّ تصرف الوالي غير طبيعي، خاصة وأنه جاء في اليوم الأول من الدخول المدرسي وهو يدل أن المسؤولين في بلادنا لم يغيروا أساليبهم، موضحا أنه إذا أردنا جزائر جديدة فعلينا تغيير الأساليب القديمة البليدة وعلى المسؤولين أن يحسنوا التواصل بأساليب راقية مع المواطنين وأن يتخلوا عن عنجهيتهم وتعجرفهم.

واستطرد عمراوي قائلا “تعامل الوالي مع المعلمة أثار الاستياء وأصبحنا فضيحة أمام العالم بعد تداول الخبر في مختلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، فمن العيب أن يثور مسؤول في وجهه مربية الأجيال”

وتساءل النائب البرلماني”إذا كان هذا تصرف الوالي مع نخبة الوطن ومعلميه، فكيف سيكون مع مواطن عادي قد يخطئ في انتقاء عباراته أو مفرداته”.

وخلاصة القول، يضيف عمراوي، أنّ الجزائر لا تبنى بالشعارات، بل بالممارسات بدء من واجهة الدولة الممثلة في مسؤوليها المحليين، فكيف يكون حال الآخرون وكيف ستكون سلوكاتهم في عالم بات قرية كل ما يحدث هنا يشاهد ويتناقله الدول”.

قصف مدوّ لوالي وهران وفايسبوكيون يمطرونه بالانتقاد

أمطر الفايسبوكيون وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي والي وهران بالانتقاد والذم واستحضروا في زلّته مواقف رداءة التسيير في الجزائر وسقطات غيره من المسؤولين.

وعبر الفايسبوكيون عن امتعاضهم الشديد من المعاملة المهينة للمعلمة التي أبانت عن شجاعة وكاريزمة قوية لم تهتز لها شعرة وهي تنقل النقائص لمسؤول يفترض انه جاء ليطلع على الواقع وليس ليسمع عبارات المدح والثناء.

وتحولت الابتدائية إلى قبلة لعديد من سكان الولايات المجاورة الذين قصدوها باحثين عن المعلمة والتقطوا معها صورا تذكارية، فيما أهداها آخرون باقات من الورد امتنانا وعرفانا.

وكتب رواد الفايسبوك وتويتر تعليقات عديدة أنصفت المعلمة ورفعت شأنها عاليا تفاعل معها العالم ومنها ما ورد على لسان أحدهم “لقاها سبة باش يتهرب منها لان الأستاذة حطاتو في موقف محرج وماعرفش كيفاش يخرج منها وكي قالها زيدي واش عندك مشاكل كان يريد أن تقع في زلة لسان ويصطاد في المياه العكرة ويبحث عن فرصة لتقزيم الأستاذة أمام الناس وإحراجها وتقزيم شكواها ويكون بهذا انتصر عليها….وهذا طبعا كما يظن هو ولغبائه ولكن للأسف أمثال هؤلاء في مناصب حساسة ويعتبر من النخبة والى الله المشتكى ولهم من الله ما يستحقون”.

وكتبت أخرى “لها كل ورود مدينة الورود.. سيدة فاضلة واعية مربية قوية في الحق .. أراد أن يهينك لكن الله أعزك أنت وأهانه”.

وأضاف تعليق آخر “ينزعجون من الحقيقة.. مسؤولونا عندما يترأسون منصب لا يحبون سماع الحقيقة” وكذا “الأصبع الذي كنت ترفعه كي تستأذن منها لتعطي الإجابة ترفعه الآن أمام الملأ رافع صوتك مهينا لها”

وكتبت أخرى “يا سيدي يفترض أن تقبل رأسها وأن توفر لها ظروف جيدة للعمل..طاولات من عهد الاستعمار ولا من عهد الفراعنة المهم أنها لا تصلح للاستعمال” وكذا “المسؤول عندما يفقد الإجابة يتصيد الكلمات ليهرب ويمارس البيروقراطية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • الأمين

    لاحظوا أن البلدان التي يزور فيها مسؤول مدرسة أو مصنع أو.....مع البروتوكول تاع الخرطي و يدوروا به الناس دائما متخلفة
    هذه عادات الدول الدكتاتورية المتخلفة
    في بلد (عادي) المسؤول عارف واش كائن و لا يزور إلا عند الإنجازات الكبرى ، المفتش الذي يزور

  • farida

    شكرا استاذة انت انصفت الوالي وقدمتي توضيح للعبارة وتفهمتي غضبه وابواق القتن والمطبلين لازالو يطبلون اقدر فيك اخلاقك الفضيلةكما يؤسفني عدم اعارت الاهتمام لبيان الوالي الذي عين من شهروالمعروف بالصرامة والحزم والسرعة في حل المشاكل وكان منالمغضوبين عليهم في العهدة الماضية باستدارة واحدة وفي لحظة غضب من العبارة والوضع المزري اصبح كل شيء في خبر كان هل تعتقدون انفسكم معصومون واي مذهب تعتنقون

  • larbi

    جزائر جديدة بوجوه قديمة عجبا من الوضع الذي وصلنا ‘ إليه مع هؤلاء السخشيات الذين يسيرون البلاد
    لا احترام لا ثقافة لا نظام ....
    وزير يصرح قائلا : إننا في وهران و ليس الصحراء
    والي يقول اضربوا يعرف مضربو
    وزير يقول لمعجبهش الحال غير البلاد
    و ختمها والي وهران و بروتوكله بهذه الفضيحة المدوية ولا تحرك من الرئيس
    و المعلمة كانت على حق عندما قالت أن الطاولات منذ الاستعمار لأن تلك الطاولات فيها أماكن لوضع المحابر لآن في تلك الفترة كانت الكتابة بالريشة مقارنة بالطاولات الحديثة لأن الوالي لم يعش تلك الفترة
    و مدرسة ابن زرجب بناها المستعمر ......

  • مداني الجزائري

    هذا الوالي رغم تنديد الوزير الأول بوقاحته وكذلك وزير الداخلية وملايين المواطنين في التراب الوطني وخارجه
    لا يزال في منصبه يمارس مهامه أو بالأخرى يمارس تعجرفه
    لماذا لم يُتّخذ في حقه أي إجراء
    وأقل إجراء يجب أن يُتّخذ في حقه هو تنظيف مراحيض كل مدارس المنطقة
    حتى إعتذار بسيط لم يصدر منه
    الله المستعان

  • نصيرة الحق

    شكرا لفخامة الشعب الجزائري الذي احتضن هذه الاستاذة و أطلب من فخامة الشعب الجزائري احتضان قضيتي حيث مازلت أكتب لكل الجهات في قضية النقل التعسفي الاستعراضي في حقي استاذ مكون 35 سنة خدمة و لا يجد مدير التربية للجزائر شرق مشكل أن يمضي تحويلي بعد أن قدمت حياتي للأجيال و بجرة قلم أحول مرتين في شهرين و كأنها ملكية خاصة مستغلين الظرف الذي تمر به البلاد لتصفية حسابات شخصية عنواني في الفايسبوك nacizouzou شكرا لفخامة الشعب الجزائري

  • محمد....................ط

    الشعب الجزائري لا ينزعج من كلمة الاستعمار لا لشىء الا اننا لنا تاريخ طويل مع هذا المستدمر وحاربناه بكل ما اوتي من ترسنة وفرنسا كانت تمثل الحلف الاطلسي الشعب الجزائري قاوم فرنسا ويا حبذ ونحن على ابواب فاتح عظيم انه فاتح نوفمبر الذي تهتز له فرنسا ويفتخر به الشعب الجزائري انه نوفمبر الشهداء انه اول صرخة في وجه كلمة فرنسا من اجل ان يرفرف علم بلادي انهاحبيبتي التي اعشقها التي يدوي اسمها في كل العالم انها الجزائر

  • خليفة

    يجب القطيعة التامة مع المماراسات القديمة للمسوولين الذين يشغلون مناصب حساسة في الدولة ،نحن في دولة ديمقراطية حرة ،كفانا من التصرفات المستعلية للمسوولين كفانا من تجبر و تكبر المسوول على المواطن ،كان يجب على هذا الوالي ان يستمع بادب لهذه المعلمة و يرد عليها بادب ،و عندما يعجز على تسيير مشاكل الولاية كان عليه ان يقدم استقالته ،و لكن للاسف المسوول في وطني لا يستقيل ،بل ينتظر ان يقال،لقد نصر الله المعلمة و اعزها و تفاعل معها القريب و البعيد و اذل الله الوالي،فتحية تقدير و احترام لهذه المعلمة التي شرفت التربية و التعليم و شرفت نفسها و مجتمعها،لقد دافعت عن المصلحة العامة و بهذا دخلت التاريخ .

  • عماد

    كيف تريدون جزائر جديدة ومازال المسؤولين متفرعنين على المواطن يجب طرد الوالي ومع وزير الرياضة

  • amine.oran

    دائما ثضع حكومتنا الشخص الغير المناسب في المكان الغير المناسب كل المسؤولين عندنا في البلاد يحسبون ان المسؤولية تشريف و ليس تكليف يعني الزوخ و التباهي 98 في المائة و العمل 2 في المائة ويحسبون انفسهم انهم حاكمين السماء و الارض ان لا تسقط علينا و في الحقيقة هم الا دميات يتلاعبون بهم من هم في محيطهم

  • miloud

    نعم و ماذا بعد .الوالي لا يزال يمارس وظيفته بشكل عادي. لو كنا في بلد آخر لاستقال هذا الوالي مع البروتوكول خجلا من أنفسهم فورا ,أو يقالون في 24 ساعة.ليكونو عبرة لغيرهم.