-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ملفـ (وف)

عمار يزلي
  • 2430
  • 3
ملفـ (وف)

أمام ووراء تفاقم رجس البيروقراطية والتضخم الملفاتي الملفت، و”تطور تخلف” الخدمات في كل القطاعات العامة، و”تزايد تناقص” الحس الوطني (إلا في كرة القدم! حيث ترفع الأعلام قبل وبعد الخسارة والربح!)، وجدت نفسي أغامر بتكوين ملف لتسوية وضعية سكني الذي أسكنه منذ 30 سنة بوثائق إدارية “مؤقتة”! بعد أن اتضح أن البلدية باعت لنا “رسيما”، أرضا هي ملك لديوان الأملاك العقارية، وبقي الملف ملفوفا! الناس بنوا، باعوا واشتروا، ثم اشتروا وباعوا مرتين وثلاث! والكل بوثائق “الدائمة المؤقت”. الكثير سوى وضعيته بطرق ملتوية.. بالدفع كاش.. وأقلية من سووا وضعيتهم عن طريق المحكمة. أما أنا فلا محكمة فوضت لها أمري، ولا مال عندي حكمت به الفوضى! وهذا قبل أن أقرر أخيرا تسوية الوضعية مخافة أن “ألوي” يوما وأترك الأبناء يتقاتلون كما لو كانوا في معظمية الشام!..

تقدمت إلى “فرع سياسة إدارة الدولة” (فساد)، التي قدمت لي شروط التسوية والملف(وف).. المطلوب! والذي يتضمن “مسخة” من “رخسة” البناء (سحبتها من “دائرة الآثار الرمانية”) والقرار الإداري المؤقت! ومجموعة وصولات دفع .. فقط! 14 وصلا! دفعت ألفي دينار “لقدور” في الطابق السفلي، وأعطاني وصل دفع موقع من طرفه. لما ذهبت به إلى “الڤيشي” عند “قويدر” في الطابق الأول، دفعت 4 آلاف دينار وسلمني فاتورة في شكل وصل بلا كاشي، ثم قال لي، باقي فاتورة “عبدقة”، هناك فوق. تقدمت لعبدقة، ودفعت له 8 آلاف التي طلبها مقابل وصل بختم غير دائري، ثم عرجت إلى السماوات العلا، وهناك بدأ الدفع عاليا: 16 ألف عند “قاديرو”.. ثم 32 ألف دينار عن “كادير” المسمى “كاكا”، وانتهى بي المطاف إلى الطابق 14، حيث دفعت ثمن الفاتورة الإجمالي الذي هو (62 سنة)… عندها، قيل لي أرجع إلى الطابق ما تحت السفلي، لأنك نسيت دفع رسم التسجيل لدى قادة البوا… نزلت إلى أسفل وسألت الرجل: هل أنت هو قادة البوال؟ قالي لي: البواب! “ستف روحك”.. أعطني ألف دينار وعاود طلع.. راني موجد لك “الروسي”(Reçu )! هاك، راهم هدروا معايا من فوق.. يالله عاود أطلع وحط “الدوسي” مع “الروسي” عند مادام قدار! (لا قدر الله). هناك، أخذت المدام كل الفواتير والوصولات ومزقت الكل أمامي: غير هذا القرار الإداري نتاع الملكية يكفي! هذا ما كان يخص في “الدوسي” (الفارغ إلا من هذه الوثيقة).

 

وأفيق وزوجتي تقول لي: أعطني مليون نوريك وين راني داسة مفتاح السيارة! (وأنا مقلق نخرج). 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • فاروق

    مسكين يا ابن شعيب لخديم من الزمن القديم والحديث ولو قصصت لك معاناتي مع معظم حكاياتي العمل والترقية والسكن والماء والكهرباء والدراسة وحال اولادي بعد نجاحهم في الدراسة وقد امرت في نهاية الامر ان اكلفهم بالحراسة في البيت حتى اعثر على مسعول له اكتاف عريضة ونافذة واسعة واسرق منه رحمة لادخالهم للعمل بكل كلل وملل .............الحاصل انني كغيري من المواطنين حاصل في كل هذه المشاكل التي يمكن ان تحل في ثوان لو اننا تمكنا من ايصال القادر الى مكانه في التسيير والتصرف لكن خدعتنا الانتخابات((النزيهة))...

  • أستاذة

    الله ينورلك أيامك.أنت تحكي معاناتنا المدمية للقلب والمبكية،لكن بحس فكاهي رائع.لقد دخت سبع دوخات على مدى ثلاثة شهور من أجل أن يرى مقالي النور على مجلة جامعية محكمة،لأتهأهل لمناقشة الدكتوراه.مع العلم أنني وضعته منذ ما يقارب الثلاث سنوات،وهو ينتظر النشر وقد حصل على رد ايجابي من الخبراء،ومع ذلك لم ينشر هو وغيره من عديد المقالات لزملائي.ان تعسف الادارة وبيروقراطية المسؤولين أنهكتني وجعلتني أكاد ألعن اليوم الذي تفوقت فيه على مستوى الماجستير وأكمل الدراسات العليا.

  • بدون اسم

    و هكذا فعلا تسير أمور "العيدرة" عفوا الإدارة؟ في هذا البلد مقلوب المنطق...الرجل في السماء و الرأس في الأرض؟