-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من برندوت… إلى بن يحي

محمد عباس
  • 5452
  • 1
من برندوت… إلى بن يحي

استغل الفقيد البشير بومعزة علاقاته الحسنة بالقادة العراقيين ـ بدءاً بالرئيس الراحل صدام حسين ـ ليبحث عن جواب للغز إسقاط الطائرة التي كانت تقلّ وزير الخارجية محمد الصديق بن يحي وعدد من إطارات الوزارة فوق التراب الإيراني في 3 مايو 1982.

  •  
  • لكن قبل أن يلخص لنا(*) فحوى حديثه مع مسوؤل عراقي سام، أبى إلا أن يذكرنا ببعض الحقائق مثل:
  • 1 ـ استقبال الرئيس صدام في 17 أبريل 1982 وزير الخارجية الجزائري الذي نزل ببغداد لمعرفة حقيقة الموقف العراقي، وإعداد الشروط المثلى بناءً على ذلك لنجاح مهمة الوساطة الصعبة التي قبلت الجزائر القيام بها.
  • 2 ـ إسقاط الطائرة مساء 3 مايو 1982 بمجرد مغادرة المجال الجوي التركي ودخول المجال الإيراني، وتحديدا بناحية باشلي، على نحو 3 كلم من الحدود التركية بولاية أغري.
  • 3 ـ أن طهران بادرت بتوجيه أصابع الاتهام إلى بغداد قبل وصول المحققين الإيرانيين إلى مكان الحادث… وقد ظل الإعلام الإيراني يردد ذلك على مدى ساعات، متبوعا بالإعلام الدولي ـ بما في ذلك الجزائري.
  • وحسب الرواية الإيرانية في اليوم الموالي، أن طائرة الوفد الجزائري تكون صادفت معركة جوية بين طائرات عراقية وإيرانية ـ لكن هذه المعركة لم يذكر لها أثر في التحريات اللاحقة، اكتفى الجانب الإيراني بقرينة واحدة لإثبات إتهامه: وجود بقايا صاروخ مكان الحادث، يحمل علامات باللغة الروسية.
  • هذه القرينة بالذات رد عليها المسؤول السامي العراقي الذي تحدث إلى بومعزة بحجتين:
  • ـ أن العراق ليس الوحيد الذي يملك هذا النوع من الصواريخ، فما أسهل على إيران أن تحصل على مثلها من كوريا الشمالية مثلا، أو حتى من بعض حلفائها من الدول العربية!
  • ـ أن بقايا مثل هذا الصاروخ متواجدة بكثرة في مناطق مختلفة من إيران، بحكم أن الحرب في عامها الثاني…
  • ويضيف المسؤول الشامي، أن الطيران العراقي ينشط أكثر جنوب ووسط البلاد حيث تدور معظم المعارك، علما أن مكان الحادث يقع بعيدا مقابل كردستان العراق… ثم أن وقف الوساطة الجزائرية بتلك الطريقة، إنما يضر بالعراق الذي كان يرغب فعلا في وقف الحرب.
  • وبناءً على هذه الردود طرح بومعزة السؤال التقليدي في مثل هذه الوضعية: “من المستفيد من الجريمة”؟.
  • يذكر بومعزة في سياق البحث عن جواب فرضيتين(1):
  • ـ الأولى: لم يستبعد المشاركة الحاسمة من قوى خفية بإيران يهمها استمرار الحرب، ولجأت في ذلك إلى منفّذ مقتدر من خارج إيران لكن يعمل في نفس الاتجاه.
  • ـ الثانية: لا يستبعد إسرائيل التي كانت حاولت صرف الأنظار إلى إيران في محاولتها الأولى ـ الفاشلة ـ لتدمير مركب تموز النووي.
  • ويرجح بومعزة الفرضية الثانية، لأن نجاح الوساطة الجزائرية يعاكس استراتيجيتها ـ وحلفاءها ـ بالمنطقة إلى حد كبير. ويفهم من عنوان المقال الملحق بالكتاب، أن الذي قتل الوسيط الأممي الكونت برندوت سنة 1948 في فلسطين، لا يؤوده اغتيال الوسيط الجزائري بن يحي سنة 1982!
  • ويوجه أصابع الاتهام في هذا الصدد تحديدا إلى المخابرات الإسرائيلية بالتنسيق مع عملائها ـ وعملاء حليفتها أمريكا ـ في سلاح الطيران الإيراني الذي يعتبره الحلقة الضعيفة في منظومة الدفاع الإيرانية.
  • ــــــــــــــــــــــــ
  •  
  • (*) في كتابه الصادر عام 1984 بعنوان: “لا أمير… ولا آية الله”  ـ منشورات “كانا” (بالفرنسية) باريس.
  • (1)- من غريب الصدف أن هناك مستفيدين من الجريمة بالجزائر أيضا: أعداء تجربة بومدين التي كان الفقيد أحد رموزها. ويذهب الفقيد سليمان هوفمان في هذا الصدد، إلى حد اتهام أطراف جزائرية بالضلوع في هذه المؤامرة!.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • MESSAOUD BELMEDJEDOUBE

    هي مجرد أراء على كل حال والرأي لا يعتبر قناعة نهائية لأن صاحبه اتخذه حسب ما لديه من معطيات فاذا زادت أو اكتشف خطأ بعضها أو سوء فهمها أو خلل في تبليغله...الخ تغير الرأي طبقا للمعلومة الجديدة ...ثم السيد هوفمان يقول برأي والسيد بومعزة برأي اخر وربما هناك اراء لأخرى تجمع بين الاحتمالات وهكذا... بالاضافة أن مبدي الرأي قد تكون له مصالح ...أو اتجاه فكري يخدمه...لذلك حبذا لو أن الدولة نعم قلت الدولة تقوم بتحقيق معمق للكشف عن الحقيقة ...لأن الدولة ان أرادت استطاعت...وبكل المعايير والمقاييس خاصة ودون مبالغة ان كانت هذه الدولة جزائرية وعلها فعلت ولم ترد الكشف عن النتائج لأسباب مصلحية هي تعلمها...سيكشف عنها التاريخ في حينه...MANAOUA@YAHOO.FR