-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مهرجانات وتظاهرات .. فأين الثمار؟

الشروق أونلاين
  • 3961
  • 7
مهرجانات وتظاهرات .. فأين الثمار؟

دعونا نعترف بأننا نجحنا في السنوات الأخيرة من خطف شرف احتضان الكثير من التظاهرات الثقافية ذات المغزى الكبير، مثل تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وسنة الجزائر في فرنسا، وتلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية.. ودعونا في المقابل نقرّ بأننا فشلنا في استثمار هاته التظاهرات على وزن رسالتها، فكانت النتيجة تبذير المال الكثير وجني القليل من الثمار.

  • عندما احتضنت الجزائر منذ عشر سنوات المهرجان العالمي للشباب والطلبة في صائفة 2001 كانت الأسطوانة السائدة خلال تلك الأيام التي زارنا فيها الآلاف من بقايا المعسكر الشرقي هو أن الهدف من تنظيم هذا المهرجان الأحمر هو إيصال الصورة الآمنة للجزائر في كامل المعمورة، وإعادة السياح الأجانب إلى مدننا رغم أن الشيوعيين لم يحدث أن كانوا سياحا في تاريخ وجودهم، ومرت الأشهر والسنوات ولم تسجل السياحة عندنا أي نقطة تبرر ما قيل حينها من لعاب وما بُذر خلالها من مال، وعندما صرفت الجزائر الملايير في مختلف المهرجانات من تيمڤاد إلى جميلة إلى الأهقار قيل أيضا إن الهدف منها هو بعث المشهد الثقافي في أنحاء الوطن، ولكن للأسف مرت المهرجانات وتوالت ولا شيء تحقق من الوعود الكلامية، وعندما تمكنت الجزائر من خطف سنة كاملة في فرنسا ظننا أنها ستخطف انشغال الفرنسيين وتُمكّن لمغتربينا في هذا البلد، فمرت السنة بفصولها الأربعة، ولكن زمهرير الشتاء الذي يعيشه مغتربونا لم يتغير، وبقي الجزائري رهن التأشيرة والمطاردة، وأكثر من ذلك سعت فرنسا بعد أن استقبلتنا لمدة سنة لنزع حجاب نسائنا وطرد المنقبات منهن، ثم انتقلت الجزائر بعد هذا إلى مهرجانات ذات بُعد حضاري، فكانت العاصمة على مدار سنة كاملة عاصمة للثقافة العربية، ولكنها الآن غائبة عن كل المشاهد العربية، ونخشى أن يكون مصير تلمسان مجرد مشهد مسرحي ينتهي مع نزول الستارة كما انتهت بقية المشاهد.
  • في كل دول العالم لا توجد تظاهرة من دون أن تجني منها الدولة التي تحتضنها ثمارا مادية ومعنوية، فتونس حوّلت قرطاجها إلى بترول يجلب السياح، والأردن جعلت من جرشها أياما لجني الاستثمارات، فتنافست المهرجانات الكبرى بين مختلف البلدان وبين المدن الكثيرة في البلد الواحد، أما أن تبقى الدولة تُنفق كل هاته الملايير من أجل أن تكون هته المدينة أو تلك عاصمة آنية تتحول بمجرد انتهاء السنة إلى كآبة الأرياف وكأن شيئا لم يكن، بل إنه فعلا لم يكن هناك شيء في الكثير من المشاهد التي أصبحت أشبه بقرع الطبول في جنازة ينتهي فيها الاستعراض بعد عملية الدفن.. ما زلنا نصرّ على أن تكون مدينة عزيزة علينا عاصمة للثقافة الإسلامية، وما أدراك ما الثقافة الإسلامية؟!، هو شرف لنا جميعا ونصرّ أيضا على أن لا يذهب ريح هذا المال الكثير المُنفق على التظاهرة بعد آخر ثانية من عمرها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • جميلة

    المشكل عندنا هو اننا مهمشون اعلاميا بحيث ليس لدينا اعلام ولا يهتم بنا الاعلام الخارجي .حيث الاشقاء العرب لا يتحدثون عن الجزائر الا قاعدة وارهاب واغلاق حدود وجزائر فقيرة غني شعبها وجزائر مفرنسة..................

  • حنان

    لا فض فوك سيدي أين هي الثقافة الاسلامية لايوجد مظهر واحد يدل عليها الأولى على الوزيرة أن تحترم اللباس الشرعي للثقافة الاسلامية أولا فهي أشبه بالغربيات منه للمسلمات...................................................مؤسف

  • جزائري

    تظاهرات مهرجانات الخ ... لمن هذه ؟ العامة وان قلت العامة الشباب لم يستفد منها
    فلو صرفت تكلفة التظاهرات على استصلاح اراض بالهضاب ومنحت للشباب لكان خيرا
    من الشطيح والرديح والكلام الذي ما هوش مليح.

  • الصادق

    هذه المهرجانات التي تقام في الجزائر عبارة عل زرد ولا وجود لثقافة سياحية في الجزائر رغم ما تزخر به الجزائر والسبب ان مسؤولينا لا تهمهم السياحة او الثقافة بل يكرهون المثقف ولا يرون في المهرجانات الا وسيلة لالهاء الناس وربما ربح الاموال من وراء المقاولين المشاركين في تهيئة المهرجان

  • علي

    دار موح كول وروح

  • الثابتي

    "عاصمة الثقافة الاسلامية"، قلتم !!!
    من البديهي ، و لا يمكن لاثنين ان يختلفا على هذا ، ان التواصل في مثل هذه التظاهرات "الاسلامية " خاصة في بلد عربي و صاحب المليون و نصف المليون من الشهداء لا بد ان يكون التواصل و التخاطب باللغة "الوطنية"!! فكيف يصح لنا ان نتكلم عن " ثقافة اسلامية" و معظم المشاركين ،كبيرهم و صغيرهم ، انثاهم و ذكراهم ، "خاصهم" و عامهم يتحدث لغة المستعمر و يحتقر لغة القرآن و لغة الشهداء و لغة الوطن و لغة الثقافة الاسلامية ؟ انه هدر للمال العام ! وبداية "جيدة" للاصلاحات المرتقبة !!

  • مربي حر

    شكرا جزيلا على المقال