-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عيادات الطب البديل تنافس العيادات المتخصصة

موضة العلاج في الجزائر

نسيبة علال
  • 2913
  • 1
موضة العلاج في الجزائر
ح.م

تشكل عيادات الطب البديل، في الآونة الأخيرة، طفرة نوعية في ميدان العلاج في الجزائر. فقد باتت الحجامة والموكسا والإبر الصينية، وما يدعى بالفوطة النارية وغيرها، أكثر أساليب التداوي شيوعا، تستقطب إليها مختلف الفئات والأعمار، بعد أن كانت حكرا على فئة معينة، حتى إن هذا النوع من الطب البديل أصبح ينافس حتى ما تقدمه عيادات الطب المتخصص.

الإقبال الكبير، الذي تشهده عيادات الحجامة، في الآونة الأخيرة، راجع إلى رواج فكرة أن هذه الأخيرة هي علاج أوصى به النبي- صل الله عليه وسلم- على أنها مفيدة لغالبية العلل، بالإضافة إلى تداول الناس لفوائدها ومدى فاعليتها للتداوي من مشاكل صحية مختلفة، فضلا عن كون الحجامة قد تحولت خلال السنوات القليلة الأخيرة إلى موضة لدى مشاهير الفن والسينما العالمية، حيث ظهرت الكثير من المغنيات والممثلات العالميات بألبسة تكشف آثار الحجامة على أكتافهن وظهورهن، دون أدنى حرج أمام الكاميرات، ما ساعد في رواجها أكثر فأكثر في أوساط الشباب وبخاصة الفتيات، وكذلك الأمر بخصوص الإبر الصينية، والتداوي بسم النحل، وجلسات الاسترخاء بالموكسا، وتحريك طاقة الجسم وحرارته بتقنية الفوطة النارية، إذ شاع مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي تداول مقاطع الخضوع لها، ما دفع فئة واسعة أيضا إلى تجريبها.

علاج نفسي وجسدي

زرنا إحدى العيادات لخاصة، ومقرها بالبليدة، المتخصصة في الطب البديل، استقبلتنا على مشارفها روائح زكية لزيوت عطرية، تبين في ما بعد أنها تستعمل للتدليك، قاعة الانتظار تعج بالمرضى، على اختلاف عللهم التي يشتكون منها، يتفق الكل على أنهم حصلوا على الراحة الجسدية والنفسية أيضا، بعد خضوعهم للحجامة أو الموكسا والعلاجات الأخرى، تحدثنا إلى صاحبة العيادة، فأخبرتنا أن الطب البديل هو علاج العصر الذي يكتسب يوما بعد يوم ثقة المرضى، تقول: “بعدما اتجه الغرب إلى مثل هذه الطرق في التداوي، أدركنا كعرب أهميتها، فهي حتى وإن لم تكن نافعة، فإنها غير ضارة، وليس لها تداعيات جانبية على غرار الأدوية الكيميائية، وفي جميع الحالات تطهر الجسم وتزيل أعباءه النفسية..”.

الاسترخاء ورفع المناعة في عيادات الطب البديل مطلب الشخصيات المرموقة في الآونة الأخيرة

الأجواء الروحانية، وحيز الهدوء والاسترخاء الذي توفره العيادات العصرية للحجامة والطب البديل لزوارها، ساعدتها في أن تجلب إليها حتى فئات مرموقة من المجتمع، بعدما كانت الحجامة علاج “الزوالية” وأصحاب “النية”، فقد باتت الموكسا العلاج الأسيوي الشعبي، والإبر الصينية والحجامة المنزلقة، أكثر مطالب الرياضيين وسيدات الأعمال، للتخلص من ضغوط العمل والتدريبات وتراكمات الحياة اليومية، التي تمس بالصحة الجسدية. تقول السيدة دليلية، صاحبة سلسلة لمحلات الملابس الجاهزة وورشات الخياطة، التي التقيناها تهم بالدخول إلى جلسة تحجيم بموعد مسبق: “أنا لا أزور الطبيب مطلقا، منذ أن اكتشفت عيادات الحجامة أصبحت مدمنة عليها وعلى كل خدماتها التي تمنحني راحة جسدية ونفسية عالية، كلما شعرت بضعف في جسمي، استرقت بعض الوقت لأخضع للحجامة..”. وأضافت ممازحة: “أخاف الحجامة السائلة، لذلك أفضل المنزلقة والجافة، ومن الضروري أن أرفقها بجلسة للإبر الصينية أو الفوطة النارية أو الموكسا، حتى أشعر بأنني قد نلت علاجا وافيا..”.

إن الأمر الوحيد الذي يعيبه الخبراء بخصوص الانتشار الواسع لعيادات الطب البديل، أن أصحاب هذه العيادات هم في العادة أشخاص دخلاء على مهنة الطب، تمنح لهم شهادات ورخص لفتح عيادات بمجرد خضوعهم لتكوين مكثف مدفوع في مدارس خاصة، رغم عدم درايتهم بكيفية التعامل مع جسم الإنسان في الغالب، بالمقابل، الانتشار الرهيب لكوارث الحجامين، وإلحاق الضرر بزوار عياداتهم، لأجل هذا ترتفع الكثير من الأصوات في الآونة الأخيرة لإعادة النظر في الشهادات والتراخيص الخاصة بفتح عيادات الطب البديل، في حين يرتفع يوميا عدد روادها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري

    العلاج المعروف اثبت فشله. الامراض في تزايد. الادوية في تزايد . ومن يمرض لن يشفى بتلك الادوية اللتي لا تنتهي . لذلك يتجه الناس لشيىء اخر لعل وعسى خاصة وان الله هو الشافي ولا احد غيره.