-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موعد السنبلات اليابسات

الشروق أونلاين
  • 3001
  • 0
موعد السنبلات اليابسات

عندما تجتمع ثلاثة أحداث عالمية كبرى وهي العدوان الاسرائيلي على غزة وبلوغ درجة الحرارة في أوربا وأمريكا أقل من العشرين تحت الصفر وتعيين رئيس أمريكي جديد ويواصل سعر برميل النفط تدهوره إلى الثلاثينات من الدولارات

  • فمعنى ذلك أن الذين تكهنوا ببلوغ سعر النفط أقل من العشر دولارات كانوا صادقين، وأن الذين يطالبون بشد الحزام على بقايا رميم الهيكل العظمي لم يكونوا أبدا متشائمين وإنما واقعيين، لأننا أكدنا على مدار السنوات أننا أمة ترفض سن “البلوغ” والإتكال على إمكاناتها الحقيقية من خارطة رأسها يظل على أوربا ورجلاها مغروستان في أعماق افريقيا وجناحاها تطيران إلى أقصى الغرب وأقصى الشرق، وكنوزها الباطنية والثقافية والسياحية لاتضاهيها تحف الدنيا..
  • وصار قدرنا الرضاعة من أثداء حقول النفط إلى درجة أن أي جزائري يعلم يقينا سعر سلة التبرول ويصاب بالإسهال والشحوب والاكتئاب كلما تهاوت، وقد لا يعلم تفاصيل مرتبه الشهري وأحوال المؤسسة التي يشتغل فيها، لأجل ذلك يشعر حاليا بالرعب وسعر الذهب الأسود يزداد سوادا.
  • فقد ناطح سعر التبرول المئتي دولار وعجزنا عن الإقلاع فبقينا نقدم لأمواج البحر الأبيض المتوسط القرابين من شبابنا الباحث عن الضفة الشمالية، وبقي نزيف الأدمغة الباحثة عن أوضاع مهنية واجتماعية أحسن حتى في بلدان لا تمتلك قطرة بترول واحدة، وتعقدت أحوالنا الاجتماعية وظهرت جرائم وأوبئة لم تظهر لدى أفقر الأمم.
  • صعب الآن إقناع الشاب البطال والأسرة المعوزة والمريض اليائس والمهاجر الحالم بالعودة، بأننا أكلنا السنبلات الخضر وحان موعد التهام السنبلات اليابسات، وصعب أن نفتيه في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وبأن السنوات القادمة شداد يأكلن ما قدمنا لهن في سنوات الزرع.
  • المشكلة في حكاية شد الحزام ليست في الحزام وإنما في انعدام البطن الذي تشد به الحزام وهو ما يجعلنا نخشى أن يتحول الحزام إلى الرقبة في حكم بالشنق أو دعونا نقول.. الإنتحار!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!