-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نذر الحرب الأهلية

الشروق أونلاين
  • 1616
  • 0
نذر الحرب الأهلية

رشيد ولد بوسيافة

كل المعطيات على الساحة اللبنانية الداخلية تشير إلى انفجار وشيك للوضع الأمني والسياسي، بعد أن عصفت حادثة اغتيال النائب المسيحي أنطوان غانم المحسوب على الأكثرية النيابية بمبادرة نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، الذي دعا الأطراف المتصارعة إلى التوافق على شخصية لشغل منصب رئيس الجمهورية خلفا لإميل لحود المنتهية عهدته.اللبنانيون فشلوا إلى الآن في بلورة تصور مشترك لتسيير شؤون بلادهم، والأسباب معروفة ، ففضلا عن التناقض الموجود في المجتمع اللبناني ذو التركيبة الطائفية التي تتسم بتعدد الو لاءات وتضارب المصالح، فإن العامل الخارجي كان له الدور الحاسم في تأجيج الصراع والقضاء على كل فرص التوافق، وإلا كيف يفسر توقيت اغتيال نائب الأكثرية قبيل جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية؟
وفي ظل رفض حزب الله وأحزاب معارضة أخرى حضور جلسة اليوم ما لم يتم التوافق على شخصية معينة، فإن الكرة الآن هي في مرمى الأكثرية النيابية أو ما يسمى بتيار 14 مارس، هذا الأخير بإمكانه أن يتريث ويدفع نحو التوافق من خلال عدم التسرع في الانتخاب بالأغلبية البسيطة، أما إذا فضل الذهاب بعيدا في طريق التحدي والمكابرة فإن الخاسر الأكبر سيكون لبنان الذي استعاد عافيته لسنوات قبل أن تشتعل نيران الفتنة من جديد.
إن التردي الحاصل في المشهد السياسي اللبناني هو نتيجة منطقية للنفوذ المتزايد للسفارات الأجنبية، التي تحولت من مهمتها الأصلية إلى فاعل رئيسي في التطورات المتلاحقة، فإلى غاية اليوم لا زال مصير اللبنانيين بأيديهم، لكن ما يحمله المستقبل خطير وخطير جدا على مستقبل اللبنانيين لأن التسويات الخارجية لن تخدم إلا مصالح الأطراف المشاركة فيها، وقد يصنع مستقبل اللبنانيين نفس الأطراف الخارجية التي خلقت الأزمة وعمقتها بمسلسل الاغتيالات الغامضة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!