-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يحول إلى التهريب بطرق ملتوية

نزيف حاد في مادة الوقود بالمناطق الحدودية مع ليبيا

الشروق أونلاين
  • 5160
  • 0
نزيف حاد في مادة الوقود بالمناطق الحدودية مع ليبيا

تعرف مادة البنزين حالة نزيف حاد في بعض المدن الحدودية بجنوب البلاد هذه الأيام، وتتجلى صورة ذلك من خلال الأعداد الكبيرة من سيارات الدفع الرباعي التي تتزود ببراميل من هذه المادة يتم شحنها داخل السيارات على مستوى محطات الخدمات بالمنطقة، ورغم أن الأجهزة الأمنية تخوض حربا بدون هوادة ضد تهريب هذه المادة، على غرار المناطق الأخرى من حدود البلاد، مثلما يجري في الحدود مع المغرب وتونس، فإن الأمر مختلف تماما في حدود أقصى الجنوب .

  • فقد أصبحت هذه المادة في حد ذاتها سلعة للتهريب، حيث تسببت الظاهرة في تنامي السوق الموازية لبيع البنزين من طرف الأشخاص، ويبدو حتى الآن أن السلطات وعلى كل المستويات تغض الطرف عن الظاهرة التي تجري بصورة عادية ولا تثير اكتراث أي جهة كانت، إلا أن الكثير من الأوساط بهذه المدن أوضحت أن الظاهرة أصبحت خارج السيطرة، وعواقبها قد تكون وخيمة، لكون الكميات الكبيرة التي يتم بيعها من هذه المادة في هذه الأيام على مستوى محطات “نفطال” بالمدن الحدودية بولاية إيليزي، خصوصا بمنطقتي الدبداب وجانت المحاذية للحدود الليبية، هي في متناول الراغبين في اقتنائها قصد الاتجار بها على مستوى الشريط الحدودي مع الجماهيرية.
  • ويشاع على نطاق واسع أن الظاهرة تنعش سوق التهريب المختلف تماما للصورة البادية لما هو جار الآن، حيث تصف هذه الأوساط أن العملية تديرها شبكات التهريب في أعز أيامها بالسماح لها بالتزود بمادة البنزين بدون حسيب ولا رقيب، كما كان عليه الأمر فيما سبق.
  • ومع الضبابية والغموض الذي يسود الظاهرة لاشيء يؤكد أين تذهب كل تلك الكميات الهائلة من هذه المادة، وهو ما يقوي يوما بعد آخر فرضية تحول جزء منها إلى وجهات تنعش مسارات التهريب العابر للقارات، خصوصا على مستوى المنطقة المعروفة بمثلث التهريب بأقصى الحدود الجزائرية مع النيجر وليبيا، حيث يعمد المهربون إلى تخزين هذه المادة في الصحراء في أماكن يصعب الوصول إليها أو اكتشافها، لتستعمل في أوقات الحاجة.
  • ويتساءل سكان المنطقة العاديين، الذين وجدوا أنفسهم خارج ما أصبح يسمى بـ”لعبة البنزين”، عن المصير الذي ستنتهي إليه الظاهرة، رغم تحولها في الوقت الحاضر إلى مصدر للرزق للكثير من العاطلين عن العمل، خصوصا من فئة الشباب، حيث يجري الحديث بلوغ سعر برميل سعة 200 لتر من البنزين إلى أكثر من 24 ألف دينار جزائري.
  • وفي كل الأحوال، فإن البسطاء من المواطنين بالجهة يصفون ما يجري بالخطير إذا لم تتدخل الجهات المعنية لتنظيم سوق هذه المادة، التي تتجه يوما بعد آخر إلى تعقيد الوضع بالمدن الحدودية، خصوصا ما تعلق بتوفر المواد الطاقوية التي أصبحت ضمن المواد التي مستها الندرة، بعد أن عرفت المواد الغذائية الأساسية والعجائن ذات المصير منذ اندلاع الأحداث بليبيا مع مرور الأيام أسعار ملتهبة.
  • حركة عادية بمركز الدبداب الحدودي بإيليزي والعلم الأخضر مازال برفرف على مقر حرس الحدود الليبية
  • يشهد معبر الدبداب الحدودي، الواقع على بعد 500 كلم عن عاصمة الولاية، حركة شبه يومية ولم تسجل أية حالة نزوح للرعايا الليبيين المتوجهين نحو الجزائر منذ سقوط طرابلس في يد الثوار.
  •  فلايزال الى حد كتابة هذه الأسطر العلم الليبي الأخضر يرفرف فوق مقري حرس الحدود والجمارك الليبية التي تسيطر عليها بعض قوات القذافي، علما أن الأيام الفارطة عرفت إقبالا كبيرا من قبل الليبيين على الشريط الحدودي المذكور لاقتناء الحاجيات الأساسية، سيما المواد الغذائية، التي تشهد نقصا حادا داخل ليبيا بفعل الأوضاع الأمنية المتدهورة، الأمر الذي دفع بعض العائلات الى البقاء في منطقة الدبداب بعدما قامت بتأجير منازل للإقامة فيها، بينما لجأت عائلات أخرى إلى الإقامة لدى أقاربها بالمنطقة ذاتها إلى غاية إستتباب الوضع.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!