-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نعم لإعادة توزيع القرار

نعم لإعادة توزيع القرار

لم يعد لديّ شك في أن الجزائر اليوم في حاجة إلى تجديد، إلى إصلاح، إلى وجوه جديدة تُسيِّر الشأن العام.. إلى إعادة توزيع القرار. بقاء الوضع على حاله من شأنه أن يُضيِّق على فسحة الأمل القائمة. إعادة انتخاب نفس الأشخاص على المستوى المركزي أو المحلي من شأنه أن يُبقي على الوضع كما هو عليه، يُضيِّق الآفاق ويحبس التطلعات.

القوة الكامنة لدى الجزائريين لا حدود لها لأجل الانطلاق نحو المستقبل. أحلام الشباب لم تعد تَسعها تلك الرؤى الضيقة لمسؤولين ما فتئوا يجددون الثوب منذ عقود غابرة. تطلعاتهم لتفجير قدراتهم الكامنة تقضي عليها أحيانا سلطة محلية في يدها القدرة على اتخاذ القرار أو سلطة مركزية تمنعها من امتلاك حرية المبادرة أو الفكر أو العمل وترفض توزيع القرار.

حدّثني مهندس شاب من عين صالح عن مشروع طموح يريد أن ينجزه في بلدته، مجمع سياحي عائلي للجزائريين، واضح في ذهنه بكل التفاصيل، وتتوفر لديه كل الوسائل لإنجازه بما في ذلك المالية. تصوروا معي ما الذي يعرقله؟ قال: مشكلة العقار.. هل يعقل أن تكون في عين صالح مشكلة عقار وهي التي تزيد مساحتها على بعض الدول الأوربية؟

وعبّر إطار آخر من تمنراست أمامي عن حيرته وهو يتساءل: لماذا قامت الدولة بصرف مليار ونصف مليار دولار على ما سمته مشروع القرن: الأنبوب المائي من عين صالح إلى تمنراست.. ثم لما أنجزته وقُضي الأمر، اكتشفت أن الماء لا يصلح لا للشرب ولا للفلاحة ولا حتى لغسل السيارات؟

هل يعقل أن كفاءاتنا الوطنية كانت عاجزة إلى هذه الدرجة في استباق حل لهذه المشكلة؟ أيعقل أنه لم تكن لدى مهندسينا في الري والجيولوجيا القدرة على إيجاد حلول لمثل هذا المشكلة؟ أم أن هناك من يمنعهم من ذلك ويقضي على المبادرة بداخلهم بإشهار ورقة احتكار سلطة اتخاذ القرار؟

لا أظن أننا لا نمتلك القدرة، أو الكفاءات اللازمة في كل القطاعات، وأثق تمام الثقة في أن الإطارات الشابة الجزائرية قادرة على إحداث نقلة نوعية في جميع المجالات لو تم تحريرها من قيود السيطرة غير المشروعة وغير الشرعية المركزية والمحلية على اتخاذ القرار، سيطرة ما فتئت تكتم الأنفاس وتقتل المبادرة وتمنع التطور.

ولعل هذا ما يجعلني أقول إن الانتخابات الرئاسية الحالية إذا كان ينبغي أن يكون لها شعار فينبغي أن يكون: نعم لإعادة توزيع القرار ولا لاحتكاره، إن من شخص أو فئة أو جهة أو جماعة… وذلك هو الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • korichi

    .. هل يعقل أن تكون في عين صالح مشكلة عقار وهي التي تزيد مساحتها على بعض الدول الأوربية؟

    المشكل ليس في العقار ..... لسبب بسيط....... المشكل في التشيبة

  • عبدالقادر المازوني

    اشاطرك الراي اخي سليم ولكن ضف الى معلوماتك شيء اخر الا وهو عندما تكون لك فكرة مشروع جيد لا يكون له منافسين وتعرضه على البنكيي/مدير البنك/ يقولك سؤشاركك فيه مناصفة او اكثر او حتى منك الفكرة والمشروع
    اما اذا كان المشروع له منافسيه وغير مضمون فيقولك يمول مشروعك ولكن ب 10بالمائة عمولة او اكثر .العدو من امامكم والبحر من ورائكم.فاين المفر4335

  • سمسومة

    ليت الأمل يعودا يوما حاملا معه أحلى وسام لدنيا الأمل يارب احفظ الجزائر من كل مكروه قولوا آمين

  • يوسف

    بارك الله فيك ، وسؤالي لك : لماذا لا تترشح للرئاسيات يا أستاذ فأمثالك أجدر بها .

  • حكيم

    ليس هناك قلة في العقار ،فالبلاد واسعة ماشاء الله،هناك قلة في العقل والوعي وحب الوطن الذي هو من الإيمان ، مادام المسؤولين وجهتهم أوروبا ،فلن يفكروا في الداخل وتحسينه،ليس لهم غيرة على البلد،وعندما يزورون دول متطورة،لا تتحرك في قلوبهم غيرة لإنجاز مماثل في بلدانهم