-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هكذا ينبغي للمسلم أن يتعامل مع أضحيته

سلطان بركاني
  • 8096
  • 0
هكذا ينبغي للمسلم أن يتعامل مع أضحيته
الأرشيف

المشروع في حقّ الأضحية أن يراعي المضحّي الإخلاص في ثمنها وحجمها، وأن يقصد بها –ابتداءً- التقرّب إلى الله لا المباهاة أمام الجيران والأقارب والخلان، ولا مجرّد إدخال السّرور على قلوب الولدان. نعم، إدخال البهجة والسّرور على قلوب الأهل والأبناء من حِكم ومقاصد الأضحية، لكنّه لا ينبغي أبدا أن يكون المقصد الأوّل والأخير.

كما ينبغي للمسلم أن يحرص على الإحسان إلى الأضحية قبل الذّبح وأثناءه وبعده، عملا بوصية الحبيب المصطفى –صلّى الله عليه وآله وسلّم- حينما قال: “إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته وليُرِح ذبيحته”؛ فلا يجزّ صوف أضحيته قبل ذبحها بمدّة قصيرة، ولا يحدّ سكّينه وهي تلحَظه، أو يذبح أضحية أخرى بحضرتها، فتموت في جلدها قبل أن تذبح، ولا يربط أرجلها أثناء ذبحها، ولا يوكل نحرها إلى من لا يحسن الذّبح ولا يراعي آدابه.

وينبغي له أن يضجعها على جنبها الأيسر برفق مستقبلا بها القبلة، واضعا قدمه أو ركبته على صفحة عنقها بعيدا عن موضع النّحر، داعيا بما هو مأثور: “بسم الله، والله أكبر، اللهمّ إنّ هذا منك ولك، اللهمّ تقبّل منّي”، ملتمسا راحتها ما أمكن، بأن يستعمل سكينا حادّة كبيرة تقطع الحلقوم والودجين بسرعة في فور واحد ليسهل خروج روحها، كما لا ينسى أن يحرص على أن تكون اللّوزة إلى جهة الرّأس.

بعد الذّبح ينبغي له أن يطلق أرجلها تضطرب بكلّ حرية، لتُخرج الدّم من كامل جسدها، فإذا سكنت تماما وتوقّف خروج الدّم، شرع له أن يغسل مذبحها، ويبدأ بسلخها من أيّ جهة تيسّرت له، وإن قصد البدء بالجهة اليمنى كان أفضل، كما يجوز له أن يقطع رأسها مع بداية السّلخ والأفضل أن يتركه إلى آخره، فإذا أتمّ سلخها شرع له أن يخرج أحشاءها، لينقيها ويأكل ما تشتهيه نفسه منها، وإن أكل من كبدها اقتداءً بالنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- كان أفضل، كما يجوز له أن يأكل من لحم أضحيته في أيّ وقت، خلافا لظنّ بعض النّاس أنّه لا يشرع الأكل من لحمها إلا بعد مرور ساعات أو ليلة كاملة على ذبحها، وله أن يتخيّر ما اشتهى من أجزائها خلافا لما جرت عليه عادة بعض الجزائريين من تقسيم أعضائها على أيام معيّنة، ويستحبّ له أن يتصدّق ويهدي من لحمها، ولا يجوز له أن يبيع شيئا منه أو يعطي منه أجرة لمن تولّى ذبح أضحيته وسلخها، ويشرع له أن يستفيد من جلدها وصوفها أو يتصدّق بهما لأيّ جهة أراد، ولا يجوز له بيعهما أو إعطاؤهما أجرة للجزّار.

هذا هو المشروع في التّعامل مع الأضحية قبل وأثناء وبعد ذبحها، وما عداه من العادات التي توارثها بعض النّاس، ممّا لم يقم عليه دليل شرعيّ، هي أقرب إلى الذّنب المغفور منها إلى السّعي المشكور. والله تعالى أعلى وأعلم.

* إمام مسجد ابن تيمية، قسنطينة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!