-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أضافها المرضى إلى وصفة معاناتهم في المستشفيات:

هل الممرضة “مسمومة” حقا؟

صالح عزوز
  • 3153
  • 9
هل الممرضة “مسمومة” حقا؟
بريشة: فاتح بارة

لا يختلف اثنان، في كون مستشفياتنا اليوم أصبحت للكثير منا كابوسا، نتيجة لسوء المعاملة والإهمال، كما أن الأكيد، أن صاحبة المئزر الأبيض، أو الممرضة، التي كانت توصف في ما مضى، بالحمامة البيضاء التي تحوم على المرضى بالرعاية والاهتمام، تحولت اليوم إلى معاناة للمريض ولزائره، في نفس الوقت، بل إلى شخص عدائي في بعض الأحيان.. لهذا، تسمع الكثير ممن يزورون المستشفيات يسألون بعضهم، في أروقة المستشفى: “علاش الفرملية مسمومة”.

الغريب أن هذا السؤال أصبح يحتل حيزا كبيرا في الوسائط الاجتماعية، وتحول إلى محور نقاش يأخذ القسط الكبير من الوقت، في الحديث بين الأشخاص، كل يدلي بدلوه في موضوع الممرضة في مستشفياتنا، وعن المعاملة التي يعاملون بها من طرفها، ولماذا هي بالذات وليس شخص آخر على غرار الطبيب؟ بل يعترف بعض الأشخاص بأنه أصبح لا يبالي بالمعاناة الأخرى التي يتلقاها في مستشفياتنا، من إهمال وتأخير وفوضى وأوساخ متراكمة في كل زواياه وأجنحته، بقدر معاناتهم مع الممرضة، التي تتطاول في كلامها ومعاملاتها معهم، وتحولت إلى عدائية جدا مع بعض المرضى والزائرين.

في مشاهد وصور للترفيه يطلقها الكثير من رواد الوسائط الاجتماعية، يقارنون بين الممرضة في العيادة الخاصة، وبين من هي في المستشفيات العمومية، يعتبرون الأولى كمن ذهب لخطبتها، والثانية كمن تزوج عليها أو طلقها، الأول التقى بها صدفة، فتعامله معاملة سيئة انتقاما منه أو كرها له. بالرغم من كونها صورا تشبيهية من أجل المزاح والضحك في هذا الفضاء، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الدلائل، والحجج على الممرضة في المستشفى وعن المعاملة التي تنتظر كل من كتب الله له الذهاب إلى المراكز الاستشفائية العمومية.

لن نكون منصفين، حينما نتكلم عن الممرضات أو عن بعض الممرضات، لكي لا نعمم، وسوء معاملتهن للمرضى والزائرين في المستشفيات، إذا لم نأخذ رأي الممرضة في الموضوع.. فقد أقر بعضهن، بأنهن يعرفن ويسمعن كل ما يقال في غيابهن، أو حتى في حضرتهن، من طرف الكثير من الأشخاص، ويتعرضن للمضايقات بهذا الكلام، ولم ينكر بعضهن في نفس الوقت، أن بعض صديقات العمل يتجاوزن الحدود مع بعض الأشخاص، وهو أمر حقيقي، لكن هذا لا يبرئ المريض أو الزائر في المستشفى، تقول إحداهن: نحن نتعرض للمضايقات وللمعاكسات يوميا، من طرف حتى من هو مريض وعلى فراش المرض، فما بالك بزائره، بالإضافة إلى هذا، فبعض الأشخاص لا يلتزمون بقانون المستشفى عند زيارة المريض، وحين نمنعهم من تجاوز بعض الخطوط يعتقدون أن الممرضة “مسمومة”، ونحن في الكثير من الأحيان نفضل أن نطبق القانون على أن نوبّخ من طرف المسؤولين.. وهذا أمر طبيعي، فلا يمكن بحال من الأحوال أن أكون ممرضة طيبة على حساب عملي والتزاماتي في المستشفى، تقول إحداهن، بل أقر بعضهن بأنهن في بعض الأحيان يقدمن خدمات إضافية أو خارجة عن القانون الداخلي للمستشفى، وحين يكتشف الأمر، لا يستطيع المريض أو الزائر إليه، أن يدافع عنهن وتكون له الجرأة في قول الحقيقة، ونوبخ من أجلهم.

بين ما يراه المريض أو زائره من تصرفات الممرضة، وبين ما تراه هي وتعتبره التزاما بواجبها ولا يمكن أن ترضي الأشخاص على حساب عملها، يوجد خط رفيع، لا يمكن الفصل فيه، غير أن الحقيقة والواقع يعكسان أمرا واحدا، وللأسف لا يمكن الحكم عليه، وهو أنها أضيفت هي كذلك إلى معاناة الزائر إلى المستشفى اليوم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • إليك

    إلى أمينة
    في عهد عصابة النهب والفساد حيث يتعطل الفكر وينعدم الضمير يصبح العمل الوطني الشريف والقيام بالواجب أمر أستثنائ

  • حسان

    هذه مهنة نبيلة و إنسانية و أخلاقية و مسؤوليتها كبيرة فأرجوا و اتمنى من كل رجل أو امرأة لا يحب هذه المهنة ان لا يعمل فيها و اتركوا المجال بمن يحبها أرجوكم

  • امينة

    99% مسمومات بل متوحشات ولا مبرر لهن مادمن يتقاضين راتبا ومنصبا هن من رغبن فيه وهذا ينطبق على كل القطاعات اذا لم تكن على قدر من الإنسانية أولا والمسؤولية أمام الله وعباده فلا تعمل عملا لا تتقنه

  • سي الهادي

    لاعلاقة لي بالصحة ولا بالتعليم ومع ذلك أحاول إبداء وجهة نظر محايدة بغض النظر على ماورد في مقال الأستاذ عزوز من حقائق مؤكدة . سوء المعاملة المتبادل الذي لايقتصر على اللممرض والموظف بل يشمل حتى المسؤول على أعلى هرم السلطة # عصابة بوتفليقة للظلم والنهب دليل غير قابل للدحض # الضغط الشديد الذي تعانيه الممرضة والممرض لايعلم به إلا الله والمعني كذلك المعلمة (50 تلميذ في القسم ومرتب لايسد الحد الأدني من الضروريات )والأخطر الذهنية الذكورية التي التي تجعل المرأة تعاني الأمرين داخل الأسرة وفي العمل وفي المحيط , عوامل تفرض تغير المزاج وتحول الخروف إلى ....شرس (اللسان إلى منشار والأسنان إلى مطحنة)

  • قناص

    80% نعم !!!

  • Samir

    Il y a des malades mal élevés, j'ai vu plusieurs fois des jeunes et meme des vieux malades qui draguent des infirmières mariées et meme des femmes médecins d'un certain age, et il y a des malades qui ont agressé les infirmières physiquement et verbalement avec des insultes et tout. C'est une honte de la part de citoyens algériens qui disent etre des musulmans,et qui croient que les infirmières sont payées 4 douros pour leur faire plaisir. Imaginez que cette infirmière ou médecin est votre soeur, vous accepteriez cela pour elle? Sallou 3la ennebi

  • احمد

    الناس كذلك اصبحت ماشي متربية.غير قال مستشفى تاع الدولة دير واش تحب

  • كريم

    شر البلية مايضحك كبنا مسؤولون امام الله على الاخلاص في اعمالنا الشعب كله اصبح يتهاون في عمله ناهيك عن انحطاط الاخلاق

  • dzair

    قولولها الممرضة لال يا يلال....