-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل صنع البشير الاختراق؟

صالح عوض
  • 979
  • 2
هل صنع البشير الاختراق؟

في لحظة سكون سياسي حول الشأن السوري جاءت زيارة الرئيس السوداني تقرع في الأذهان لتعيد قراءة الواقع السياسي ونتائج التطورات الحاصلة في المنطقة.. فالشأن السوري مرتبط مع كل هذا الغليان وتبدّل المواقع في المنطقة والعالم، وستكون مآلاته إلى حد بعيد مرتبطة بنتائج التطورات الحاصلة.
من هنا يمكن اعتبار زيارة البشير إلى دمشق بوابة لمرحلة سياسية بدأت ملامحها ترتسم، ويكون الرئيس السوداني قد التقط اللحظة التاريخية المناسبة فطار إلى دمشق التي طالما كانت مع السودان في معاركه وضد حصاره وتؤيده ضد المتمردين والانفصاليين.. فكانت سرعة تحركه تأكيدا عميقا بأن نأيه لم يكن جذريا ولا اقتناعا ولكنها القيود والظروف القاهرة التي بدأت الآن في التفسخ والانهيار.
زيارة البشير هي ملخص للتطورات الإقليمية والدولية؛ فإقليميا تنشغل المملكة السعودية، وهي أحد رعاة الحرب على سورية، بتداعيات قضية قتل خاشقجي وتقطيع جسده، التي فتحت عليها باب جهنم في أمريكا والغرب جملة فأصبحت مرغمة على تقديم تنازلات كبيرة استراتيجية في ملفات حساسة منها اليمن وترتيب البيت الملكي، وقطر التي كان وزيرُ خارجيتها يتباهى بأنها دفعت مئة وخمسين مليار دولار لإسقاط النظام السوري، هاهي تعاني من حصار دول الخليج إلى درجة خانقة ولولا تدخل تركيا وحلف الناتو لابتلعتها السعودية، أما الإمارات فوضعُها الاقتصادي المتهتك نتيجة حربها في اليمن يجعلها الآن في حالة كمون سياسي، وفي الأردن حيث كانت القواعد البريطانية والأمريكية لتجهيز المقاتلين من “داعش” و”النصرة” على قدم وساق هاهو الأردن يتجرع غصص الجوع والعطش والتمزق السياسي المنذر بانهيارات كبيرة.. وفي أمريكا يكتشف الأمريكان أن سورية ليست البلد الذي سيكون سهلا لتشكيله وأن هناك استدعاءات لقوى إقليمية ودولية تجعل من التفرد بسورية أمرا مستحيلا..
الوضع الإقليمي والدولي لم يعد بمقدوره مواصلة هجومه على سورية التي تستعيد نفسها أرضا وشعبا وواصلت مع كل ما بها من جراح خطابا هادئا وليس استعدائيا ضد أحد في الإقليم وكانت باستمرار تطرح إمكانات التوصل إلى تفاهمات مع الدول التي رعت العدوان عليها.
وعلى الصعيد الداخلي ورغم كل الأذى والألم والخراب والدمار صمدت الدولة السورية وتقوت وتمكنت أواصر العلاقات بين أجهزتها وأجزائها وأدت ما عليها بدقة وصبر كبيرين الأمر الذي توج بانتصارات ميدانية ساحقة ضد المجموعات المسلحة..
زيارة البشير هي الثقب الكبير في الحصار العربي الرسمي وهي إشارة جلية إلى مرحلة على الأبواب؛ إذ ستتوالى زيارات المسؤولين العرب الذين سيجدون دمشق عاصمتهم التي لا تغلق أبوابها في وجه عربي.. والحمد لله الذي هزم الأحزاب وحده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبد النور

    والله إنها بركة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) رواه البخاري (1037) ومسلم (2905)
    والله سوريا أثبتت صمودها وقوتها ، أما البشير (الذي كان سابقا يهدد بإرسال قوات إليها) فليس سوى دمية في يد النظام السعودي وقد أرسله خوفا من تمدد تركيا ولمحاولة سحب الخبراء الإيرانيين خدمة للكيان مقابل مساعدات.

  • وائل

    نصف مليون قتيل، أكثر من عشرة ملايين مشرد ومهجر في شتى بقاع العالم، 50 بالمائة من البتى التحتية دمرت . يا له من انتصار تدعيه لهذا المعتوه بشار الكمياوي