-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل ضُربت الذِّلة والمسكنة على المسلمين؟

حسين لقرع
  • 2103
  • 0
هل ضُربت الذِّلة والمسكنة على المسلمين؟

المعروف أن اليهود قد ضُربت عليهم الذلة والمسكنة جزاءً لهم عن لجاجتهم وكثرة عصيانهم ومخالفتهم أنبياءهم.. ولكن يبدو أن هذا الوصف يليق أيضاً بأمة المليار التي ترى قبلتها الأولى تُدنّس وتهان كل يوم، ولا تخرج حتى للتظاهر والاحتجاج، وذلك أضعفُ الإيمان.

 كان الأملُ كبيراً في أن يُغرق ملايين العرب والمسلمين الشوارع والساحات العامة، أمس، فور انقضاء صلاة الجمعة، للتظاهر وإظهار الغضب على ما يتعرّض له ثالث الحرمين وأولى القبلتين من جبروت صهيوني، وانتهاكات يومية للمقدسات، وقمع للمرابطين والمرابطات، بلغ إلى درجة ترخيص حكومة الاحتلال العنصرية لجيشها بإطلاق النار على المتظاهرين وتشكيل وحدة خاصّة بقنصهم، فضلاً عن فرض غرامات باهظة على عائلات الأطفال الذين يلقون حجارة على قوات الاحتلال ولو كانوا في الخامسة من أعمارهم.. لكن ما شاهدناه أمس من إحجام عن النزول، ولو على استحياء، إلى شوارع مختلف العواصم والمدن العربية والإسلامية، عدا الأردن وعدد قليل من العواصم والمدن، لا يشرّف أمة المليار التي أصبحت كثرةً لا خير فيها، تماماً كغثاء السيل.

ماذا يعني أن تعرِّض عشراتُ النساء المرابِطات أنفسهن لشتى الأخطار وهن يواجهن بشجاعة قوات الاحتلال من دون سلاح دفاعاً عن الأقصى، في حين يركن 1 .6 مليار مسلم إلى القيلولة بعد صلاة الجمعة عوض أن يقتطعوا من وقتهم ولو ساعة واحدة للتظاهر والتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين؟

هو تضامنٌ “كلامي”.. نعرف هذا، وهذه المظاهرات لن تغيّر الوضع ولن تجبر الصهاينة على إيقاف انتهاكاتهم للأقصى وعزمهم على تقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، هذا صحيحٌ أيضاً، ولكن كل ذلك لا يبرّر هذا التقاعس واللامبالاة بخطورة الوضع وبمعاناة المرابطين والمرابطات في الأقصى الشريف، عوض الشدّ على أيديهم والتأكيد لهم على أن قلوب المسلمين معهم اليوم وأسلحتهم ستكون معهم غداً.

أما ما يحزّ في النفس أكثر، فهو قيام “قلب العروبة النابض” بإغراق أنفاق غزة بمياه البحر المتوسط، في اليوم نفسه الذي كان فيه الفلسطينيون ينتظرون من أشقائهم الخروج في “جمعة الغضب” نصرة للأقصى، ومن نظامهم مراجعة موقفه وإنهاء شهر العسل مع الكيان الصهيوني.. هل يُعقل أن يتمّ إغراق ما تبقى من الأنفاق في “جمعة الغضب”؟ هل يمكن أن يكون هذا التزامن مجرد صدفة؟!

قد يكون العجزُ الرسمي عن نصرة الأقصى وفلسطين مفهوماً، وهو أمرٌ شائع منذ عقود ولم يعُد يفاجئ أحداً، ولكن ما معنى ضرب الفلسطينيين في هذا اليوم بالذات؟ لماذا لا يكفّ العربُ شرّهم عن “أشقائهم” إذا لم يستطيعوا دعمهم وشدّ إزرهم؟ بالأمس يتآمرون مع العدوّ على المقاومة في غزة في عزّ الحرب الجائرة عليها، واليوم يُغرِقون أنفاقَها وأهلُها منشغلون بالتظاهر احتجاجاً على تدنيس الأقصى.

إغراقُ ما بقي من أنفاق غزة في “جمعة الغضب” هو ضوءٌ أخضر غير مباشر للعدوّ لمواصلة تنفيذ مخططاته لتهويد القدس والأقصى من دون حرج؛ فالشغلُ الشاغل لأكبر بلدٍ عربي هو فقط كيفية إحكام الحصار على غزة بأي وسيلة وليس في أجندته همّ اسمه المسجد الأقصى، وباقي العرب والمسلمين لا يخرجون حتى في مظاهرة رمزية لنصرته، وليس هناك ظرفٌ أفضل من هذا لتنفيذ مخطط تقويض الأقصى وبناء الهيكل الثالث. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الشاوي2

    المغرب العربي ! تقصد العرب الموجودون بشمال افريقيا
    لماذا هل يوجد فرق بين عربي سعودي او يمني وعربي من شمال افريقيا !
    او كعادتكم تنتظرون من الامازيغ او اجناس غير عربية محاربة اعداءكم ثم تقولون نحن من فعل

  • علمدار

    لكن ما أراه هو أننا نحن المسلمين من ضربت عليهم الذلة و المسكنة.

  • بدون اسم

    بسم الله الرحمن الرحيم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم

  • ammarov

    ضربت الذلة والمسكنة على المسلمين وبأوا بغضب من الله تذكروا جيدا واحفظوا عن ظهر قصيدة مظفرالنواب القدس عروسنا وارسلوا نسخ منها لكل حاكم عربي ملتصقا بكرسى الحكم

  • الشاوي2

    انصح عرب الجزائر وخاصة المثقفون لما يتكلمو على مصر او دولة عربية استعمال عرب مصر وعرب الخليج وعرب الجزائر و.... ليفهموا ان لا يوجد فرق بينهم وكلكم في الهوا سوا
    السيسي عربي وخادم الحرمين عربي وحسام حسن عربي وكاتب المقال عربي والقرضاوي عربي والعريفي عربي وانتم 300مليون عربي
    استعمال كلمة المصريون والسعوديون لما الاخبار سيئة ولما تكون الاخبار سارة تستعملون كلمة العرب
    لست ادري ان تفهمني ام لا
    لا فرق بين عربي على عربي كي عرب مصر كي عرب اليمن كي عرب قطر قع كيف كيف
    اصبحتم تحشمو

  • rida214

    هل الواقع الحال حالة مرضية أم هي حالة صحية؟
    إذا نظرنا بعين الدنيا بأننا في هوان وذل وضعف في جميع مجالات الدنيا فإننا في حالة مرض شديد، وذل شديد.
    لكن إن نظرنا إليها بعين العقل والدين فإننا في حالة صحية، لأن كل هذا بلاء من الله فهو وحده القادر على تغيير الحال وتقليبه بما كسبت أيدينا لأنه في الأخير نحن أمة آخرة والمسلم عليه أن يكترث لآخرته قبل دنياه.
    فكل هذه الصراعات وهذه الحروب والنزاعات تحضير لجيل يعبد الله حق عبادته ويبدل نفسه قبل ماله في سبيل الله فهل منا من يفعل ذلك؟

  • rida214

    الجيل القائم على الدول ليس بجيل تغيير، لأنه ركن إلى عبادة المال والرجال، بعد صحوة كاذبة خلال سنوات الثمانينات والتسعينات، هذا الجيل لن يغير شيئا لأنه كثيرالنفاق والكذب.
    ربما يبعث الله من أصلابهم من يعبدونه، ربما يأتي جيل من رحم المعانات التي سيخلفها هذا الجيل يعبد الله حق عبادته يومها سيكون هناك أمل في التغيير بعد أن تتغير النفوس ويعبد الله وحده لا شريك له.
    حالنا اليوم إجمالا ليس بحال، لكن هذا أمر الله وهذا واقع نحمد الله عليه، ليميز الخبيث من الطيب، ويبلولنا بالخير والشر فتنة لعلنا مرجع إليه.

  • علي

    لدي قناعة ان من يمكنه محاربة الغرب و اليهود هو المغرب العربي لو يتحد هكذا نصبح قوة لكن قبل هذا يجب ان تزاح هذه الانظمة العفنة ووقتها سترد القدس

  • Siad

    Good Subject, thanks Hussein Lagra

  • bess mad

    لماذا غضيت الطرف عن الحروب بالنيابة التي تشنها دول الخليج على رافضي التطبيع؟ لماذا لم تربط أحداث اليوم بالأمس؟ كان أهل الجاهلية يرجون قدوم رسول فحدث فأعاد الأعراب إلى الحضارة و صناعة التاريخ, أما اليوم فمن يعيدهم إلى الدين السوي و يجمع شعثهم و يبدل أولوياتهم .فيوجهون سيوفهم نحو عدوهم الأبدي, هكذا ضاعت الأندلس و كان سببها حكام مثل هؤلاء يتقاتلون ويتآمرون على مع عدوهم على إخوانهم. أحداث الجزائر ثم لبنان و بعدها تونس و ليبيا ثم مصر وسوريا و اليمن و قبل ما فعلوه في العراق. ألم يحن غضب الرب؟ رحماك.