-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل نعتذر لفرنسا عن ثورة 1 نوفمبر؟

حسين لقرع
  • 2719
  • 18
هل نعتذر لفرنسا عن ثورة 1 نوفمبر؟

خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة عبد المالك سلال إلى فرنسا منذ أيام قليلة، طرح الجانبُ الفرنسي مجدداً مسألة تعويض مئات الآلاف من المعمّرين عن “أملاكهم؟” التي تركوها في الجزائر فور الاستقلال، من سكنات ومحالّ تجارية وورشات وغيرها…

وعوض أن يسرع سلال إلى إغلاق الملف منذ البداية بكل حزم وثبات ويرفض مناقشته أصلاً، أعلن إحالته إلى “لجنة مشتركة” بين البلدين، ما يعني أن رئيس حكومتنا يعترف ضمنياً بـ”حق” المعمّرين في المطالبة بـ”أملاكهم” المزعومة في الجزائر، وبقي فقط تحديد كيفية التعويض وقيمته.

 كنا ننتظر على الأقل أن يجيب سلال الفرنسيين بمطالبتهم بأن يعوّضوا، بالمقابل، للجزائر عن قرن وثلث قرن من الاحتلال، قتلوا خلاله ملايين الشهداء، وارتكبوا بحق الجزائريين جرائمَ ضد الانسانية، ونهبوا أراضيهم وثرواتهم الباطنية والظاهرة، واستعبدوهم وساموهم سوء العذاب… لكن سلالاً جزّأ الموضوع ولم يثر سوى مسألة التعويضلضحايا التجارب النووية، وسكت عن ملايين الضحايا…

 لو طلب سكان جزيرة بولينزيا من فرنسا تعويضهم عن الأضرار التي خلّفتها تجاربُها النووية في جزيرتهم الهادئة، لتفهّمنا الأمر، فربّما لم يرتكب الاستعمارُ بحقهم غير هذه الجريمة، أما في الجزائر فالجرائم الاستعمارية لا تُحصى، فكيف تتناساها الحكومة وتكتفي فقط بالحديث عن ضحايا تجارب رڤان النووية؟

 البلدان التي تحترم نفسها وتضحيات شعوبها من أجل الحرية تصرّ دون كلل أو ملل على مطالبة مستعمريها السابقين بالاعتراف بجرائمهم بحقها والاعتذار الصريح عنها ودفع تعويضات لها قبل غلق صفحة الماضي، وقد انتزعت بلدانٌ عديدة الاعتراف والاعتذار والتعويض من جلاديها ومنها ليبيا منذ سنوات قليلة مع إيطاليا، أمّا الجزائر فقدشذت عن القاعدة وسكتت عن المسألة بشكل مريب؛ فبعد أن تدخلت يدٌ خفية لسحب مقترح قانون تجريم الاستعمار الذي طُرح ردا على قانون تمجيد الاستعمار الذي وضعته فرنسا بكل وقاحة في 21 فيفري 2005، ها هي الآن تقبل بطرح مسألة تعويض المستعمرين عن “أملاكهم” المزعومة بالجزائر للنقاش، عوض أن تطالب فرنسا بأن تعوّضناعن احتلالها وجرائمها واستغلالها أراضينا وخيراتنا طيلة 132 سنة كاملة…

 وإذا استمرّ تصاغرُنا أمام فرنسا بهذا الشكل المُهين، فقد يأتي اليوم الذي تجرؤ فيه على مطالبتنا بالاعتذار لها عن قيامنا بثورة 1 نوفمبر 1954 ضدّها، ودفع تعويضاتٍ مُجزية لها عن الآلاف من جنودها الذين قُتلوا خلال الثورة دفاعا عن “الجزائر الفرنسية” والتعويض عن السلاح والعتاد الذي خسرته خلالها، والتعويض لـ”الحركى” أيضاً وليسللمعمّرين فقط، بل قد تنصّب فرنسا نفسها محامياً عن نتنياهو وتتبنى مطالبته الجزائر بدفع تعويضاتٍ لـ120 ألف يهودي غادروها مع بقية المعمّرين الفرنسيين والأوربيين في 5 جويلية 1962، فمادام أداءُ سلطتنا قد بلغ هذا المستوى من الضعف والهزال أمام فرنسا، فلا يمكن استبعادُ أيّ فكرة، وما رأيناه في التسعينيات من إجبار الولايات المتحدة-تحت غطاء أممي- نظام صدام على دفع تعويضاتٍ ماليةٍ لها بذريعة أنه تسبّب في تكبيدها خسائرَ مالية ناجمة عن إرسال مئات الآلاف من جنودها إلى المنطقة لتحرير الكويت، قد يتكرّر بشكل آخر مع الجزائر إذا تواصل هذا الهوانُ المخزي أمام مستعمِر الأمس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • بدون اسم

    يا استاذنا الفاضل، القذافي ركَّع ايطاليا وحصل على اعتراف صريح بجرائمها وحصل على تعويضات مالية قُسِّمت على الشعب الليبي حيث أخذ كلٌّ نصيبه، وقال في احدى خطبه الشهيرة: اذا كانت أمريكا تخشى الارهاب ،فاللهم اجعلنا إرهابيين. ثم حط السلاح واستسلم عندما وجد نفسه وحيدا ضد العالم كله بما فيه أخوانه العرب والمسلمون.وأخيرا أُكِلَ كما أكل الثور الأبيض(قتل قتلة أبشع من قتلة صدام )

  • بدون اسم

    فرنسا لن ترحمنا ما دمنا ترتمي تحت ارجلها و نفضلها على غيرها من الامم في الصداقة و التعاملات التجارية و الاعانات الاقتصادية كرينو و الترحال و التجوال و المدواة و السكن للمسؤولين فيها ومنهم حتى من يدعون انهم مجاهدينالذين اغتصبوا الشرعية الثورية من الشعب الذي لولا احتظانه للثورة لما نالت الجزائر اساقلالها و خاصة في ظل من كانوا يبحثون عليها و لم يجيدون اسما لها حتى بين القبور و من كان يطلب الاندماج مع فرنسا او من كان حركي لدى فرنسا...الحقيقة مؤلمة لكن يجب ان تقال من جعل نفسه عظما نهشت لحمه الكلاب

  • بدون اسم

    نخشى ان تطالب فرنسا في يوم ما الحكومة الجزائرية للاعتراف بجريمة اندلاع ثورة اول نوفمبر والانتفاضات التي سبقتها من 1830 الى 1945.ونخشى ان يتم تجريم الامير عبد القادر وبوبغلة والمقراني ولالة نسومر وتوصف مجازر 1945وضحاياها بالارهابيين .نخشى ان تقبل حكومتنا بالاعتذار عن مقاومة فرنسا ومحاربتها

  • وحيد

    لو كان ذكيا. لقال لهم اخدتم أكثر من اللزوم نتيجة التسهيلات الجمركية لسلعكم و نفوذ لغتكم
    لكنه ذهب لتسويق نفسه كخلفية لبوتفليقة

  • محمد

    والله لن تغلق الصفحات الا باعتراف فرنسي صريح بجرائمها الاستعمارية. فما هو ذنبنا نحن الذين خسرنا اباءنا ولا نعرف لهم حتى اثرا صغيرا ومازلنا نبحث عن قبورهم وصورهم . وحتى ابناءنا حرموا من معرفة اجدادهم.
    فاي وقاحة هذه ممن يطالبون بتعويضات . فهل هذا معقول.
    فلنا الحق ان نطالب الدولة الفرنسية بتعويضات كبيرة على تعذيبنا الجسدي والنفسي.
    فمن يقبل تعويضهم فليفعل ذلك من جيبه لا من خزينة الدولة.

  • صالح/الجزائر

    5) ، الذي قال : إن الثورة ستقوم بكم أو بدونكم، وقد تقوم ضدكم، وستقوم ولو بقردة الشفة" ، وذكر آخرين كثيرين .
    لكن التاريخ ذكر أيضا : بوخوس ، الذي غدر بسهره يوغورطة وسلمه لروما ، ذكر " الجنرال ؟ !" محمد بلونيس ، ذكر بشاغا بوعلام ، وذكر آخرين غيرهم من " الحركى " القدامى .
    وسوف يذكر التاريخ القادم زملاءهم من " الحركى " الجدد .

  • صالح/الجزائر

    4) انتقم لشرفه المهان ، ذكر طارق ابن زياد ، رحمه الله ، الذي قال " البحر وراءكم والعدو أمامكم " ، فبل أن " يفتح " إسبانيا ، ويموت بعد ذالك معدما في شوارع دمشق ، ذكر عبد الحميد بن باديس ، رحمه الله ، الذي قال : " والله ، لو قالت لي فرنسا: قل: لا إله إلا الله، ما قلتها " ، ذكر مصالي الحاج ، رحمه الله ، الذي قال : " إن هذا التراب ليس للبيع " ، ذكر لعربي بن مهيدي ، رحمه الله ، الذي آمن بقوة الشعب وثقته به وقال : " ارمو الثورة للشارع يحتضنها الشعب " وصدق حدسه ، ذكر " سي الطيب الوطني " ، رحمه الله ،

  • صالح/الجزائر

    3) ألمانيا " ... في فرنسا ذاتها .
    الرئيس الفرنسي الأسبق كان يتعبد النموذج الألماني والاقتصاد الألماني وأمريكا وحروبها على العرب وعلى المسلمين ، وبأموال البترودولار الخليجي و خاصة أموال : (Qatar: les secrets du coffre-fort ) .
    التاريخ لا يذكر لنا إن كان الجزائريون " الأحرار " ندموا عن ثوراتهم ، المتتالية عبر التاريخ ، لصد الغزاة أو اعتذروا لهؤلاء الغزاة .
    بل إن التاريخ ذكر ماسنيسا الذي قال : " إفريقيا للأفارقة " ، ذكر يوغورطة الذي قال : " روما للبيع فمن يشتري " ، ذكر كسيلة ، رحمه الله ، الذي

  • صالح/الجزائر

    2) الذين يأتون إلى فرنسا في إطار عمل ، وفي خلال ذلك يسعون للحصول على الجنسية الفرنسية لأبنائهم ، بل ويترجونهم ، كما سبق وأن التقيت بعض المسؤولين في حقل الاقتصاد الفرنسي الذين أخبروني أن العديد من هؤلاء المسؤولين يقومون في خلال زيارتهم بتقصي أسعار الفنادق والمنشآت هناك لغرض شرائها ، واعتقد أن مثل هذه السلوكات هي بمثابة إهانة للجزائر بأكملها " .
    لكن لا ننسى أن " حزب فرنسا " في الجزائر ليس كله خيانة للوطن ، وإنما في بعضه رؤيا لحاضر ولمستقبل الوطن ، ثم إنه ليس استثناء ، فهناك " حزب أمريكا " و " حزب

  • صالح/الجزائر

    1) من يعتذر لفرنسا عن ثورة 1 نوفمبر ؟ .
    الذين خططوا للثورة ونفذوها ، من المخلصين للوطن ، للدين وللشعب ، إما استشهدوا مبكرا وإما همشوا من " المجاهدين المزورين " ومن " حزب فرنسا " وال " جانفيريست " .
    بالنسبة للطبقة الحاكمة ، مما يسمى " حزب فرنسا " ، فإن فرنسا لا تحتاج لاعتذارهم ، فهم يحكمون باسمها وبابتزازها المستمر لهم . الدليل ؟ .
    إقرأ ما قاله عبد الله زكري، عضو مجلس الديانة الإسلامية في باريس، في حوار مع " الشروق " : " وأريد أن أتحدث عن بعض المسؤولين السياسيين والعاملين في حقل الاقتصاد الذين

  • أبو رضا المعسكري

    لقد حصلت فرنسا على كل التعويضات وزيادة أم أين تضن ذهبت الاموال التي نهبت خلال 15 سنة هي الآن مستثمرة في الوطن الأم للناهبين وارجع معي قليلا للماضي القريب اليس نادي باريز هو الذي كان يستحوذ على60 % من ديون الجزائر وبعد ذلك ألم نسمع تبجح المسؤولين بدفع المديونية على آخر مليم أي بالفوائد وعوض أن نستغل مدتها الزمنية مثل البرازيل في استثمارها بما يعود بالخير على البلد تنازلنا عليها لفرنسا. كل ما نتمناه هو أن ينصرف عنا هؤلاء المنبطحين بما سرقوا وعلى الله العوض خير من محاسبتهم وتعريض الوطن للخطر.

  • عبدالله

    انهم يريدون فقط تعويض اليهود على ممتلكاتهم في الجزائر و الحديث قياس

  • نبيل

    لا حول ولا قوة الا بالله

  • med

    لدينا مسؤولون يبهدلو.. الله يبهدلهم .

  • أحمد

    وهل تشك في ذالك؟ أم أنك تغرد خارج السرب؟ إن مسألة الإعتذار إلي فرنسا قد تجاوزت ، ألم يقل وزير الخارجية السابق أمام الجمعية الفرنسية :لو أن الجزائر لم تسلك طريقا آ خر لكنا فرنسيين وكأن ثورة التحرير كانت خطأ أي اعتذار أكثر من هذا؟وإذا ما استمرت الأمور تسير بأمثال سلال فستري يوما محاكمة الذين ساهموا في الثورة وإن هرموا بحجة قيامهم بأعمال إرهابية ضد الدولة الفرنسية والشعب الفرنسي وهنا تحضرني وصية لقيط بن يعمر لقومه : في قصيدته الشهيرة: مالي أراكم نياما في بلهنيةوقد ترون شهاب الحربقدسطعا...

  • محمد

    شكرا لك ياأخي حسين فأنت على ألف حق
    لقد طالبت مصالح الارشيف الفرنسية تسليمي الارشيف الخاص بمقتل أبائي واجدادي على يد الجيش الفرنسي وعن مكان وجود قبورهم فسلموني إلا القليل والبقية لن تسلم لي قبل سنة 2033 اي بعدما اكون في عالم اخر ولن نعرف الحقيقة.
    فكيف إذن تسمح الحكومة بتعويض من استعمرونا وقتلونا ونهبوا خيراتنا وطمسوا هويتنا وحرمونا من معرفة أبائنا.
    فهذا حرام إن حدث... فحذاري ألف حذاري.....

  • محمد

    اننا نطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية في الجزائر وبتعويضات عن كل نفس زهقت وعن الدمار وعن التخلف الذي لحق بالجزائريين بدل ان تكافيء الحكومة فرنسا مؤخرا باتفاقيات اقتصادية ....
    إن أقدمت الحكومة على تعويض المعمرين فهي سترتكب خطأ فادحا في حق أبنائها الذين لم تندمل جروحهم بعد ومازالوا يبحثون عن هويتهم وقبور أبائهم . فحذاري ...

  • الجزائر حبي

    شكرا لك مقال رائع وصدقت في كل كلمةهؤلاء من خطفوا الوطن اكيد سيقتسمونه مع فرنسا وغيرها في غفلة من الشعب الجزائري هؤلاء سيقبلون بكل ما تقوله لهم وليس ببعيد ان يعوضوا فرنسا عن احتلالها للجزائر وليس ببعيد عليهم ان يعتذروا لها عن 1نوفمبر هؤلاء ياسيدي الكريم يحبون فرنسا حتى النخاع حتى لو تطلب فرنسا منهم عيونهم سيلبون