-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

واجب معنوي؟!

الشروق أونلاين
  • 3037
  • 0
واجب معنوي؟!

مؤشرات عديدة حملها حفل ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة، وهي مؤشرات تتجاوز ربما التعهدات الثلاثة التي قطعها على نفسه ووعد الواثقين فيه بالعمل على تنفيذها خلال الخمس سنوات القادمة

  •  لتصل إلى حدود الكلمات التي استعملها في خطابه والرسائل المشفرة والمفتوحة التي بعث بها لهذا الطرف أو ذاك؟!
  • بوتفليقة قال إنه استجاب في ترشحه للنداءات الكثيرة التي وصلته من مختلف أرجاء الوطن، وهو يرى في استجابته تلك ممارسة “لواجبه المعنوي مع الشعب”، كما أنه قدّم نفسه باعتباره “مرشحا مستقلا”، وليس مرشّحا عن التحالف أو مرشحا للإجماع، وللاستقلالية أكثر من دلالة ومعنى في السلوك السياسي الجزائري، حيث دائما ما كانت حجّة التبعية لدوائر ضيقة في صناعة القرار والحكّام سُبّة أو دليل إدانة يلاحق المترشح الأقرب للفوز، ولعل بوتفليقة يريد القول أيضا إنه ليس في حاجة إلى تزكية مباشرة من طرف بعض المقربين، والمقررين، أو حتى من طرف ممارسي السياسة في الصالونات، فهو استجاب لنداء الشعب في دعوته للعهدة الثالثة، أي أنه يريد أن يكون تابعا لصوت النداء الشعبي ومستقلا عن الأحزاب المتصارعة على أبوته لها، كما وضع في خطابه حدودا واضحة بينه وبين الدوائر المهيمنة في صناعة الحكّام لسنوات؟!
  • هل جاء التأخر في الترشح للعهدة الثالثة بناء على مفاوضات عسيرة وضمانات بالمضي قُدما في البرنامج المسطر؟ يمكن نعم، ويمكن لا، لكن في كل الحالات، رمزية الاحتفال في القاعة البيضاوية أعطت مؤشرات ملموسة على رغبة النظام في التغيير، وما استيراد بعض نماذج وأشكال الدول الديمقراطية في التقديم بنمط غير تقليدي لصورة المرشحين للانتخابات، لدليل آخر على الوصول لمرتبة النضج التي تحتاج معها إلى ترجمة واقعية من خلال الفصل تماما بين مرشح في السلطة توجد تحت يديه كل مكونات الإدارة ومقدراتها ومرشح خارج السلطة التصقت به مسبقا صفة الأرنب الانتخابي، وهو مكمن التحدي الديمقراطي الذي قال عنه الرئيس الباحث عن الاستمرارية إنه يعود أولا وأخيرا لخيار الشعب ورغبته؟!
  • هل مارس المقاطعون للموعد الانتخابي القادم، أو الداعون للمقاطعة واجبهم المعنوي نحو الشعب؟ قد يصعب وضعهم جميعا في سلة واحدة، لكن الأكيد أنه من غير المنطقي وليس من الموضوعية بما كان، رمي السلطة بنقائص أوجدتها المعارضة من خلال ضعفها؟!..لماذا لم يخرج أحد المقاطعين ليعترف علنا وبكل جرأة وموضوعية أن قوة السلطة لم تتحقق، إلا لأنها تغذت من ضعف المعارضة وغيابها وعجزها عن تقديم البدائل والحلول…أم أن السكوت أصبح علامة الرضا حتى عند السياسيين المفتقدين للبرامج وغير القادرين على التغيير أيضا؟!

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!