-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عن عمر تجاوز القرن

وفاة المؤرخ الشهير برنارد لويس

الشروق أونلاين
  • 2226
  • 8
وفاة المؤرخ الشهير برنارد لويس
أ ب
المؤرخ والباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط برنارد لويس في صورة تعود للعام 2002

توفي، السبت، المؤرخ والباحث الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط برنارد لويس، والذي يوصف بأنه ترك أبلغ الأثر في تشكيل نظرة الغرب إلى هذه المنطقة، عن عمر تجاوز المائة وعاماً.

وتصف موسوعة المؤرخين والكتابة التاريخية لويس بأنه “أكثر مؤرخي الإسلام والشرق الأوسط تأثيراً بعد الحرب العالمية الثانية”، وكانت آراؤه أثيرة لدى مجموعة السياسيين الأمريكيين المعروفين باسم “المحافظين الجدد”، وفق ما ذكر موقع “بي بي سي”.

وعرف لويس باهتمامه بالتاريخ الإسلامي والتفاعل بين الإسلام والغرب وقد ركزت أعماله على خطوط ومعالم تشكيل الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات العرقية، وصعود التطرف الإسلامي والنظم الاستبدادية، التي دعم الغرب بعضها.

وخلف لويس أكثر من 30 كتاباً ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة أخرى، كما اشتهر بتنقيباته في الأرشيف العثماني وكتاباته الغزيرة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.

تأثير

في حياته الطويلة التي امتدت لأكثر من قرن عايش لويس أبرز الأحداث والتحولات في الشرق الأوسط، ما بعد الثورة العربية مطلع القرن الماضي، كاكتشاف النفط، ونكبة فلسطين وقيام الكيان الصهيوني والحروب المتعددة بينها والدول العربية، وانتهاء بالربيع العربي، والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتجاوزت شهرة لويس الأوساط الأكاديمية واهتم بدراساته الكثير من مصادر صناعة القرار في الغرب، وفي واشنطن تحديداً في أعقاب انتقاله للعمل في جامعة برنستون في عام 1974.

وحظي بتكريم ورفقة كبار الشخصيات، على سبيل المثال لا الحصر، غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية التي استقبلته وأثنت على دعمه الكبير لـ”إسرائيل”، والبابا يوحنا بولص الثاني، وشاه إيران الراحل.

وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن صداقة لويس، وتقاربه الأيديولوجي مع السياسي الأمريكي وعضو مجلس الشيوخ هنري جاكسون، أحد صقور الحرب الباردة، فتحت أمامه أبواب صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاغون وأعطته لاحقاً مكانة أثيرة لديهم لا سيما في المرحلة التي سبقت غزو العراق في عام 2003.

ولم يكن لويس يتردد، حسب الصحيفة ذاتها، في تأييد اتخاذ سياسات صارمة إزاء الشرق الأوسط، على سبيل المثال مقولته الشهيرة “كن قاسياً أو أخرج” التي عرفت تحت اسم مبدأ لويس في “القسوة أو الخروج”.

بيد أن لويس نفى غير مرة تأييده لغزو العراق قائلاً إنه دافع عن تقديم مساعدة أكبر للأكراد في شمال العراق الذين وصفهم بأنهم حلفاء للغرب، كقوة موازية للنظام في بغداد.

انتقادات

واجه لويس انتقادات كثيرة، لاسيما في أوساط الباحثين الآخرين في شؤون الشرق الأوسط، وكان من أبرز منتقديه الفلسطيني-الأمريكي إدوارد سعيد، الذي وصف أعماله بأنها نخبوية وتميل إلى مصلحة التدخل الغربي في شؤون هذه المنطقة.

ولد لويس في لندن عام 1916 لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى، وعرف بولعه باللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، إذ اهتم بدراسة اللغة العبرية ثم انتقل لدراسة الآرامية والعربية، كما درس أيضاً اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.

وتخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط، ونال درجة الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، من الكلية ذاتها في التاريخ الإسلامي.

من كتبه التاريخية الشهيرة “أصول الإسماعيلية”، “العرب في التاريخ”، “الحشاشون فرقة متطرفة في الإسلام”، “الإسلام في التاريخ”، “اكتشاف المسلمين لأوروبا”، “الإسلام من النبي محمد إلى الاستيلاء على القسطنطينية”، و”العرق والعبودية في الشرق الأوسط: استقصاء تاريخي”.

ومن ابرز كتبه التي تناولت الشرق الأوسط الحديث: “مستقبل الشرق الأوسط” و”تعدد الهويات في الشرق الأوسط” و”ظهور تركيا الحديثة” و”تشكيل الشرق الأوسط الحديث”.

ووصف لويس نفسه في حديث لدورية التعليم العالي عام 2012: “بالنسبة للبعض أنا عبقري كبير، وللبعض الآخر أنا تجسيد للشيطان”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • واحد منكم

    7 تبارك الله فيك ، لقد زودتني بمعلومات قيمة كنت أجهلها عن المرحوم الذي اعتقدته مجرد مؤرخ بسيط فإذ بك تؤكد لي أنه عظيم ومن العظماء الكبار ، الله إرحمو ويرحم والديه ويسكن الجميع فسيح جنة النعيم وأكيد سيكون كذلك مقابل خدماته وأعماله الفكرية .

  • عبد المالك - الجزائر العميقة

    "برنار لويس" هذا الذي تمدحه هو واضع خريطة تقسيم الشرق الأوسط وهو من أخطر الأشخاص وهناك شخص آخر هو "روبرت مولر " هؤلاء الإثنان هما مصدر الخطر على البشرية وهما يهوديان .. هذا الأخير مكث في الأمم المتحدة 40 سنة وهو ينظر قوانينها كان يعمل كمساعد لكل الأمناء الذين مروا على الأمم المتحدة وله كتابا إسمه "صفر التكوين الجديد " يقول فيه بأن الأمم المتحدة هي بداية عقلية جديدة للبشرية وهو نفس الكلام الذي يقوله “المحافظين الجدد” الذي ينتمي إليهم يرمار لويس والسؤال المطروح ما هي الفائدة من وراء نشر أخبار كهذه ؟ وهل في الخبر كله شيئ يرجى منه الخير ؟ ما هو المقصود بالله عليكم ؟ كلب مات .. بالناقص

  • أيمن

    على ما يبدو يوجد يهود مغاربة في التعليقات. فأحذروا منهم إنهم في كل مكان بما في ذلك الصفحات الجزائرية على مواقع التواصل لإثارة الفتن . يهود المغرب أكثر من يدعم الكيان الصهيوني وبما أنهم يتكلمون العربية و يعرفون الاسلام فمن الصعب اكتشافهم.
    اليهود السفارد أنقذتهم الجزائر من محاكم التفتيش في إسبانيا لكن طعنوها في الظهر مرات عديدة. للأسف .. ليس لهم لاعهد ولاملة وايديولوجيتهم عنصرية مقيتة.

  • واحد منكم

    الله إرحمك يابرنارد العظيم وإن لم تسيء للشعب الجزائري في كتاباتك أكيد سيسكنك الله فسيح جنة النعيم بالقرب من الأنبياء والرسل الأكرمين الصالحين

  • عبدو

    الى جهنم و بئس المصير
    هذا القذر كان من مروجي الاباده الجماعيه للشعب الفلسطيني و تلقى تكريما من غولدا مائير رئيسه وزراء اسرائيل و هو من مخططي الحرب على العراق وكل سياسات امريكا الاجراميه في المنطقه
    هاهو اليوم جيفه في قبره من سينفعه و ينقذه من العذاب الذي سينتظره ؟
    استغرب من غباء البعض بالترحم عليه ويتفاخرون بالدفاع عن فلسطين من جهه اخرى !!
    او انهم صهاينه مثله !!!

  • واحد منكم

    رحمة الله عليه .

  • مراد

    هو يهودي على كل حال. يعجبني تحليله لسقوط الخلافة فيها كثير من الحقيقة. على كل حال هم يدرسننا ونقاط ضعفنا. يستعملوها لتدمير الامة وقد نجحوا. اما نحن فمازلنا في سباتنا العميق.

  • محمد

    عراب الخريف العربي. .مقسم السودان. .المتسبب في العشرية السوداء بالجزائر. . شرح خطته لتقسيم الدول العربية ببعث نزاعات دينية وطائفية وعرقية في اجتماع بيلدربرغ 1979. وكان زبيغنيو بريجنسكي من بين من نفذوا خططه باستعمال الاسلام المتطرف وحركات من تيار الاخوان المسلمين في ما عرف بقرن اللهب arc of flame .. في حرب افغانستان وفي تدمير الدول العربية داخليا. .وفي التصدي للحركات القومية التي كانت تشكل تهديدا لإسرائيل.. ثم للتمكين لأمريكا وشركاتها الرأسمالية والاطاحة بالاشتراكية.
    هو بالفعل تجسيد للشيطان وأعماله كلها تصب في إذكاء العداء للإسلام وتشويه صورته. وإثارة الفتنة بين الحكومات وشعوبها.