-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثل مصطفي لعريبي لمجلة الشروق العربي

ھمي ھو البحث عن آلیات لتطویر الدراما الجزائرية

طارق معوش
  • 446
  • 0
ھمي ھو البحث عن آلیات لتطویر الدراما الجزائرية
تصوير: عبد الكريم شنيقل

الفن موهبة وقليل من يمتلكها. ضيفنا، استطاع بموهبته الفنيّة أن يفرض نفسه على الشاشة الفضية، كما استطاع أن يجسد شخصيات لا يستطيع أن يفعلها إلا من يمتلك موهبة، توازي ما يمتلكه من قدرات فنيّة.. كيف لا، وهو من أبدع بمسلسل “قلب في الصير”، و“الفرقة الزرقاء”، و“بابور اللوح”، و“لما تؤذينا الأيام”، والعديد من الأعمال الدرامية والسينمائية. تحصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الفن الذهبي.

في الوسط الفني، يقال عنه فنان بالفطرة.. هو نموذج للشاب المكافح.. رغم شهرته الواسعة، إلا أنه مازال يكافح من أجل لقمة العيش.. هو خيرة شباب الشاشة الجزائرية، الممثل مصطفى لعريبي، الذي يفتح قلبه للشروق العربي..

الشروق: تقمصت العديد من الأدوار المهمّة في السينما والتلفزيون، وشهرتك بلغت خارج الجزائر. هل هناك دور أو شخصية تحلم بتجسيدها.. شخصية ثورية، تاريخية مثلا؟

– المتعة في السينما أو الدراما، تكون في أثناء العمل والإنجاز. والمتعة الأخرى المؤجلة، هي ردّ فعل الجمهور والنقاد والمختصين. وشخصيا، أحِب الأعمال التي تضمُّ قصة محبوكة بشكل جيّد، وشخصيات عميقة، مركبة، كمسلسل “لما تؤذينا الأيام”، و“أولاد الحلال ”. ملخص القول: الشخصية المركبة، تتيح لك الاستمتاع بالدور، والاشتغال على داخلك، والاشتغال على تحليل وتركيب الشخصية، لأنّها تكون على الورق، فأنت تعطيها حدودها، وتاريخها، ومن خلال العمل مع المخرج وكاتب السيناريو، تأخذ شكلها.

الشروق: ھل یفضل مصطفى لعريبي تقمص الأدوار التي عادة ما تتقاطع مع شخصیته الحقیقیة؟

– لا، أنا أفضل الشخصیات الجدیدة. وھي الحال بالنسبة إلى شخصیتي، التي قدمتها منذ فترة بمسلسل قلوب تحت الرماد. أحب أن أكون ذلك الآخر الذي لا تربطني به تفاصیل في الحقیقة، لأعایش بعض المواقف وردود الفعل، التي قد لا تحدث معي في الواقع، والإحساس بما یعانیه الآخر، كالمعاق أو المجنون، وغیرھما من الشخصیات.

الشروق: بعد مسیرتك الطویلة في التمثیل، كیف تقیّم الدراما والسینما الجزائریة بشكل عام؟

ـ مازلنا بعیدین عن المستوى المطلوب. فمعظم الأعمال التي تعرض في الشاشات الجزائریة، ھي أعمال لا تنافس الأعمال السینمائیة في المنطقة، رغم أنني أعتبر التجربة الجزائریة لا تقارن بالتجارب الأخرى. فلكل بلد ممیزاته وظروفه، لكنني أعتقد بأنه لو تم اتخاذ قرار سیاسي بتطویر السینما الجزائریة، فإن ذلك سیكون له الأثر الإیجابي الكبیر علیھا، بحكم توفر الإمكانیات المادیة والبشریة، إلا أن عدم وجود ھذا القرار السیاسي في التوجه نحو تطویر السینما والدراما، جعل من غیر الممكن بمكان التحدث عن ازدھار ھذا المیدان.

الشروق: ماذا تقصد بالقرار السیاسي؟

ـ أقصد بذلك تأطیر المھنة، من جانب قانوني، یسمح بتأطیر المھنیین الذين یشتغلون في ھذا المیدان، من الفن السابع إلى الفن الرابع. فكما قلت لك سابقا، أنا مھتم بالدراما الجزائریة، ولا تھمني الدراما السوریة أو المصریة.. وھمي ھو البحث عن آلیات لتطویر ھذه الدراما. كما أنني لا أرغب في اقتباس أي تجربة أخرى من أجل إنعاش أعمالنا الفنیة. تجربتي جعلتني أرى أن وجود قرار سیاسي واع كفیل بتطویرھا في الجزائر، فنحن لدینا المقومات المادیة والبشریة لفعل ذلك.

وضعية الفنان في الساحة الفنية أصبحت معروفة لدى العام والخاص

الشروق: قانون الفنان الذي هو موضوع الساعة بالوسط الفني.. يقاطع ويرد

ـ لا أرید التعلیق على ذلك، أكتفي بالقول: نريد التطبيق على أرض الواقع.. الفنان الجزائري تشبع بالعهود..

الشروق: طيب.. وما رأيك في المشهد الفني ووضعية الفنان في الجزائر– حاليا-؟

– وضعية الفنان، في الساحة الفنية، أصبحت معروفة لدى العام والخاص. الجميع، اليوم، يعرف حالة التهميش التي يعيشها الفنان في الجزائر. حقا، أنا متأسف لحال الثقافة التي نشترك فيها جميعا. فنحن، اليوم، نعيش أزمة لا يقف وراءها شخص واحد.. الوزيرة أو حتى الحكومة.. الأزمة أيضا، تخصنا كمثقفين وفنانين، كلنا معنيون بما وصل إليه الوضع… آمل أن يتغير الأمر نحو الأفضل ”فكلنا جانٍ وكلنا ضحية”.

الشروق: هل تملك بطاقة فنان؟

– هي “بطاقة تحمل رقما، فقط”، لا تفتح المجال للعمل ”لعدم توفره” ولا لضمان اجتماعي. هي عبارة عن بطاقة ”لا تغني من جوع”، يعني لا يستفيد بها الفنان من أي شيء، سوى أن له رقما خاصا به في الوسط الفني وكفى.

أنظر دائماً إلى الجانب الإيجابي في حياتي.. وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام.

الشروق: كيف يصف مصطفى لعريبي نفسه؟

– أحب أن أحلم، وأجتهد للوصول إلى تحقيق أحلامي، وأنظر دائماً إلى الجانب الإيجابي في حياتي، وأسير على مبدإ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»، وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام، ويجعلني أسعى إلى الأفضل. وأعتقد أن هذا أكثر ما يميز شخصيتي.

الشروق: في رأيك، هل للشهرة مساوئ؟

– لكل شيء مميزات وعيوب، ويجب أن نتعامل معه في مجمله. لذلك، لا أجد عيوباً ضخمة للشهرة، لكن هناك بعض الأشياء، منها مثلاً الانتقاد أو الهجوم من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، على دور معين أو عمل فني ما، لم ينل إعجابهم.. وهذا ما نعيشه في الفترة الحالية مع بعض الزملاء الممثلين، (لا تسألني على اسم معين). ويجب التعامل في مثل تلك الأمور بطريقة متوازنة، وعدم الشعور بالانفعال أو الغضب. الأمر نفسه بالنسبة إلى الشائعات، التي أصبح كل إنسان معرضاً لها، مع تطور التكنولوجيا والإنترنت وعدم وجود رقابة على أي شيء من خلالها.

الشروق: نجح عدد كبير من نجوم الشاشة الجزائرية في إثبات أنفسهم، لكن من هو الفنان الذي جذبك أداؤه؟

– هناك عدد كبير من النجوم، نجحوا في جذب انتباهي، وتعجبني اختياراتهم الفنية دائماً، وعلى رأسهم، عبد القادر جريو ومليكة بلباي والكثير.. لا أحب أن أنسى اسما.. كما أحرص دائماً على مشاهدة أعمال صالح أوقروت.. ربي يشفيه.

ليس لديّ مثل أعلى معين.. لكن حريص على الاستفادة من كل التجارب

الشروق: من مثلك الأعلى في التمثيل؟

– ليس لديّ مثل أعلى معين، لكن حريص على الاستفادة من كل التجارب الفنية التي تُقدم، ومن المسيرة الفنية لكل فنان أو مخرج نجح في امتلاك شعبية ضخمة، بموهبته واختياراته الفنية الناجحة خاصة السينمائية.

الشروق: بالحديث عن السينما والإنسان، أين السينما الجزائرية من قضايا المجتمع وتحولاته؟

– لم تخرج السينما في الجزائر عن الإنسان والمجتمع، بل قضيتها الأساسية الإنسان، إذا تحدثنا عن الفيلم الثوري يطرح قضايا الهوية، الشخصية، تضحية الإنسان الجزائري وكفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، نتحدث عن الفيلم الاجتماعي، فيلم الشباب، فيلم الذاكرة،.. مثلًا، فيلم إلى “آخر الزمان”، للمخرجة ياسمين شويخ، يحكي قضية إنسانية، قصّة حب في إطار لم يكن منتظرًا، قصة حب بين عامل في مقبرة وامرأة.. هناك أفلام أيضًا عن قضايا المرأة.. لذلك، السينما الجزائرية في قلب الإنسان.

الشروق: ما ھو جدیدك الفني؟

ـ أنا أشتغل على مسرحیة- إن شاء الله- ترى النور قريبا، لأن المسرح هو عشقي الأول والأخير. وهناك عروض بالدراما، لا أحب التحدث عنها في الوقت الحالي، حتى يتم الاتفاق.

الشروق: على ذكر المسرح.. يصارع المسرح الجزائري من أجل البقاء، ولم نعد نشاھد تلك العروض القویة التي كانت تقدم في السابق، ما المشكلة في نظرك؟

– قبل ظھور الجائحة، كانت ھناك عودة محتشمة للمسرح، ھي حتمیة فرضتھا سیاسة الدولة المنتھجة، الرامیة إلى دعم ھذه المؤسسة العریقة، ما سمح بتضاعف عدد المسارح في الجزائر من أربعة مسارح إلى قرابة 18 مؤسسة مسرحیة، إلى جانب التعاونیات والجمعیات المسرحیة، ھناك عمل جبار وبرنامج عمل كبیر، تم وضعه بدعم من الدولة ومیزانیات تصرف. أما مسألة غیاب المسرح عن الواجھة، لسنوات سابقة، فھو لا یرتبط بالضرورة بالتسییر والإدارة، فحتى الممثلون یتحملون جزءا من المسؤولیة، بعدما تخلى الكثیر منھم، في وقت ما، عن رسالتھم كمسرحیین، وساد الفكر الاستھلاكي وحب الظھور، فانتشرت الرداءة في بعض الأعمال المقدمة والسطحیة، مع نفور وھروب للجمھور، لكن- الحمد لله- الیوم، المسرح بدأ یستعید جمھوره، وعادت الأمور إلى مجاریھا ولو ببطء، وھو ما ظھر جلیا قبل الجائحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!