-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

56 سنة على النكسة

عمار يزلي
  • 648
  • 0
56 سنة على النكسة

تحل اليوم 10 جوان 2023 الذكرى الـ56 لنهاية ما سُمِّي “حرب الأيام الستة” بين الجيوش العربية والكيان الإسرائيلي التي دامت 6 أيام: من 5 إلى 10 جوان 1967، والتي انتهت بهزيمة كبيرة للجيوش العربية، تحوّلت إلى “نكسة” فيما بعد، ترتبت عنها أوضاع سياسية وجغرافية جديدة.

تحل هذه الذكرى المريرة اليوم، والوضع في الأراضي المحتلة وما حولها وحول العالم بأسره، ينذر بانفجار الأوضاع في المنطقة جراء استمرار الغطرسة الصهيونية، ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس وغزة فحسب، بل من خلال تهديدات إسرائيل المستمرة بضرب إيران، بذريعة وقف أنشطتها النووية، تماما كما فعلت مع مفاعل تموز العراقي في 7 جوان 1981، وما أقدمت عليه مرارا من ضرب للمنشآت البحثية العلمية والبني التحتية السورية.. ولا تزال.

غير أن موازين القوة، وإن كانت لا تزال لصالح العدو الصهيوني تسليحا وعتادا ودعما أمريكيًّا غير محدود، إلا أن تنامي القدرات العسكرية للمقاومة الداخلية وعلى جبهة جنوب لبنان وفي غزة، وبروز إيران كقوة إقليمية ناشئة عسكريا واقتصاديا مناهضا للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، قد يغير كثيرا من التوقعات، حتى تلك المتفائلة بإمكانية حل سياسي، لن يحدث على المدى القريب وقد لا يحدث على الإطلاق. نقول هذا في ظل تمادي سلطات الاحتلال الصهيوني في الغطرسة والعدوان في الداخل والخارج، في ظل تنامي مدٍّ يميني متطرف، عاد أكثر استفزازا حتى في الداخل تجاه النخب غير المتدينة العلمانية المسماة “ديمقراطية” ذات التوجهات الليبرالية، إذ بات المجتمع الصهيوني اليوم منقسما أكثر من أي وقت مضى داخليا وخارجيا وينذر بتفكك هذا الكيان الهجين الذي يبدو للجميع “جميعا وهم شتى”.

تحضر اليوم ذكرى “النكسة” التي حدثت بعد نحو 10 سنوات فقط من “حملة سيناء” التي اشتهرت عربيا بـ”العدوان الثلاثي” والتي استمرّت 10 أيام: من 29 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 1956. حرب شنّتها كل من بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني على مصر، حدث هذا العدوان، هو الآخر بعد نحو 8 سنوات فقط من أول حرب عربية إسرائيلية المعروفة بحرب 1948 التي انتهت باحتلال فلسطين.

سلسلةٌ من الحروب في المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أفضت إلى زرع كيان استعماري في قلب المنطقة العربية والإسلامية كصفقة غربية تاريخية لا تزال إلى اليوم ماثلة في كل الجبهات، فجّرت كل 6 إلى 10 سنوات حربا مدمرة بالمنطقة: ماي 48، نوفمبر 56، جوان 67، أكتوبر 73. ما مجموعه 25 سنة من الحروب الدامية انتهت بانتصار الجيش المصري والعربي على الكيان الصهيوني فيما سُمِّي حرب رمضان أو حرب 6 أكتوبر 1973. انتصار بطعم المرارة نتيجة التدخلات الدولية التي فرضت وقفا “أمميا” لإطلاق النار في عز الانتصار المؤزَّر والساحق للقوات المصرية والعربية. انتصار فرمل كل حركة تحرير ومقاومة نتيجة التكبيل الذي حدث بعد اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978، بين مصر والكيان الصهيوني، إذ استعادت مصر سيناء، في ظل غضب عربي وشارع محلي رافض، صدح عاليا وقتها: “النصر النصر، جاءت سيناء وراحت مصر”.

تعود اليوم هذه الذكرى، الجرح الغائر في الجسد العربي بعد هزيمة ألعن من أختها سنة 1948، والتي كانت البداية والنهاية لاحتلال طال أمده بمعونة غربية أمريكية مكشوفة، لا تزال إلى اليوم شاهدة على عدوان شاهد ومشهود وخلية سرطانية مغروسة في الجسد العربي المثخن بجراح الماضي الأليم. جراحات لن تندمل، لكنها بالتأكيد تؤجِّج دورة الحياة لتحرير قادم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!