90 شاحنة تحاصر مصنع الحليب في بئر خادم

لازال موزعو الحليب بالعاصمة يحاصرون مصنع الحليب في بئر خادم لليوم الخامس على التوالي، معلنين مقاطعتهم لمنتجات المصنع الذي بات يقدم حليبا في ظروف تبريد كارثية، جعلت من الموزعين محل اتهام وانتقاد التجار والمواطنين على حد سواء، ومع تزايد تذمر وشكاوى المواطنين في مختلف بلديات العاصمة قرر 95 بالمائة من الموزعين وضع حد لنوعية الحليب الذي لم يعد صالحا للاستهلاك بمجرد خروجه من المصنع عن طريق المقاطعة والحصار، وفي هذا الإطار أكد الموزعون المضربون في تصريح للشروق اليومي صباح أمس أن مصنع بئر خادم يعاني من خلل في سلسلة تبريد الحليب منذ فترة طويلة، هذا الأمر لم يظهر للعلن “حسبهم” في فصل الشتاء أين كانت الحرارة الخارجية باردة تساعد على بقاء صلاحية الحليب لساعات بعد خروجه من المصنع.

ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ازدادت شكاوى المواطنين حول عدم صلاحية الحليب الذي يتحول بمجرد طهيه إلى “رايب”، وهذا ما دفعهم إلى توجيه شكوى رسمية لمسؤولي المصنع الذين لم يحركوا ساكنا “حسبهم” لإصلاح الخلل الواقع في سلسلة التبريد التي جعلت من الموزعين محل اتهام وتذمر التجار والمستهلكين على حد سواء، ومن جهته أكد رئيس نقابة موزعي الوسط بالعاصمة السيد صديق ترباح في تصريح للشروق اليومي أن المصنع يقدم الحليب في درجة حرارة تتراوح بين 12 و13 درجة في حين يجب تقديم الحليب بين 05 و06 درجة، وأضاف أن مسؤولي المصنع اتهموا الموزعين بامتلاكهم لشاحنات لا تتوفر على مبردات بالمعايير المطلوبة، وهذا ما جعل المتحدث يطالب بلجنة تحقيق في مبردات الشاحنات ومبردات مصنع الحليب التي يعلم الجميع أنها لا تعمل بالشكل المطلوب، وأكد المتحدث أنه كان في اجتماع في الديوان الوطني للحليب ومشتقاته، أين وضع المسؤولون هناك خطة عاجلة لإنقاذ الوضع تتضمن تحويل جزء من موزعي العاصمة إلى مصنع بودواو الذي سيمدهم يوميا بـ40 ألف لتر من الحليب، وتزويد مصنع بئر خادم بمبردات حديثة، وتحدث السيد صديقي عن مشكل الكمية، حيث يضطر الموزع الواحد إلى انتشار 12 ساعة لتعبئة 4000 كيس حليب تتحول جميعها إلى “رايب” بمجرد خروجها من المصنع، وانتقد الموزعون المضربون تعامل المصنع مع تجار موازيون يوزعون الحليب في عربات وسيارات من دون مبردات لتغطية العجز الناجم عن الإضراب، وهذا ما اطلعت عليه الشروق اليومي على المباشر، حيث شاهدت مركبة تجارية من نوع “إفيكو” دون مبرد توزع الحليب على مستوى محلات بئر خادم. ومن جهته قال الناطق الرسمي للتجار والحرفيين الجزائريين الطاهر بلنوار أن 120 مصنع حليب في الجزائر ينتجون يوميا 04 ملايين لتر من الحليب، في حين يمثل الطلب اليومي 05 ملايين، وانتقد المتحدث التجاوزات الخطيرة في العديد من المصانع التي لا تحترم معايير صنع الحليب وتبريده، مما يجعل هذه المادة تقدم للمواطن وهي غير صالحة للاستهلاك، وهو ما سجله عدد كبير من التجار.