-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرقابة الذاتية

الرقابة الذاتية
ح. م

ربّى الإسلام أتباعه من أصغرهم إلى أكبرهم، ومن أدناهم في المسئولية إلى أعلاهم تربية صالحة، فأحيا ضمائرهم، وأيقظ نفوسهم، ونمّى فيهم ما يمكن تسميته “الرقابة الذاتية”، وأشهر ما يضرب من مثل في هذا المعنى تلك القصة التي تقول إن امرأة قالت لابنتها: قومي، فأضيفي شيئا من الماء إلى اللبن (الحليب)، فقالت لها البنت الواعية، ذات الضمير الحي والمسئولية الملتزمة، التي تعلم أن الإسلام اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان: يا أماه، إن أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) قد أمر أن لا يخلط اللبن بالماء..

قالت المرأة التيتخشبقلبها، ومات ضميرها، ولم تعد ترى إلا ما يدخلصرّتهامن مال غير التفات إلى  مصدره: ومن أين لعمر أن يعلم؟ ومن ينبئه بما فعلت، إنه لفي سبات عميق..

وهنا كان الجواب الذي أفحم تلك المرأة الكبيرة في العمر، الصغيرة في العقل من تلك الكاعب الصغيرة في السن الكبيرة في العقل: إن كان عمر نائما، فإن رب عمرلا تأخذه سنة ولا نوم“..

لقد قدر اللهعز وجلأن عمر كان مارا في تلك الليلة أمام ذلك البيت الذي جرى فيه هذا الحوار بين الفتاة وأمها، قائما بالمسئولية، مؤديا الأمانة التي هي عند كل شريف قديما وحديثا، مسلما كان أو غير مسلمتكليف لا تشريف؛ وعلّم عمر على ذلك البيت، فلما أسفر النهار، وأشرقت الأرض قال لأبنائها أيكم يريد زوجة صالحة.. فتزوج أحد بنيه تلك الفتاة.

لقد تذكرت هذه القصة عندما سمعتالوزير الهمام، الذي لم ينجح إلا فيسبّ الجزائريينوالتملق لصاحبالمخللاحتفاظ بما هو فيه؛ سمعته يتحدث عن عدد المراقبين الذين وزعهم عبر الأسواق لمراقبة الأسعار!!! ولكننا لم نسمعمعاليهيذكر التجار بما جاء في شأنهم في دينهم.. وسيقول بأنهليس إماماكأن الإسلام جاء للأئمة فقط

إن ما يعرفهمعاليههو أن كثيرا من المكلفين بالمراقبة في جميع المجالات هم أفسد من الفاسدين، ولأن الأكثر فسادا هو هذهالمظلومةالتربوية التي لا تنمي عقلا، ولا تزكي نفسا، ولا تقوّم اعوجاجا.. وسنرى عما قريب، إن لن يتداركنا الله برحمتهأن كثيرا من إطاراتالدولةكلهم مختصون في أساليب الغش.

وقديما جاء في أمثالنا “جِبْ الصابون نغسلو الصابون”، وحينئذ “نَفْتَجِئُ” على لغة أختنا ابن غبريط التي “افْتَأَجَتْ” لما رأت، ولما سمعت…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • طالب

    انا اعتقد ان وزيرة التربية وان خانتها اللغة العربية, نظرا لتعليمها الفرنكفوني. الى ان نيتها في الاصلاح واضحة. اتمنى من الله عز وجل ان يكون في عونها.
    اما وزير التجارة فاللهم نجنا منه ومن امثاله.

  • عبدالقادر

    كلامي واضح يا اخي الكريم اقصد انها فرنكوفيلية زيادة على انها فرنكوفونية. مالك حداد كان فرنكوفونيا و لما كان غير فرنكوفيليا بطل يكتب بالفرنسية و لما لم يستطيع الكتابة بالعربية انقطع عن الكتابة. وشتا بين الثرى و الثرية وشكرا و صح فطورك .

  • merghenis

    لأخ الكريم، السلام عليكم ، ما كتتُه ليس بالضرورة موجه لشخص معين. • أنا معك عندما تقول"الدكتور ماشاء الله عليه من رجال العلم والمعرفة" و لو لم يكن هكذا ما كنت أتعب نفسي بقراءة مايكتب منذ مدة طويلة. •أما قولك عن الأستاذة بن غبريط "بساطة هي فرنكوفيلية" هنا لست معك و أنني لا أدري إن كنتَ تعرف معنى "فرنكوفيل".
    من القاموس: "فرنكوفيل" : من يحب فرنسا (والفرنسيين) والأمور المتعلقة بها.
    و أعتقد أنك كنت تقصد "فرنكوفون" يعني الناطق باللغة الفرنسية.
    و أخيرا رمضان كريم.

  • عبد المجيد زروقي

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
    بارك الله فيك سيدي وجزاك الله خيرا وكثر الله من أمثالك، وأعانك الله على خدمة هذا الوطن ، والوقوف جدارا صامدا أمام البدع والمبتدعة،ووووووووووووواصل .

  • عبدالقادر

    الى رقم3 لمن هذاالكلام؟هل هو للدكتور ام لبن غبريط؟اذاكان للدكتور فانت غالط في شرحك القاموسي لان الدكتور ماشاء الله عليه من رجال العلوم والمعرفة في بلادنا.اما اذا كان لبن غبريط فلا تتعب نفسك لانها لم تراه طول حياتها لانه لايهمهما التصحيح ولا تقرا جريدةبالغةالعربية.لانها.ببساطة هي فرنكوفيلية وهي التي قالت كلمة:لما رايت ولماسمعت...بدل ماتقول تفجات قالت بلكنتهاالقاورية:"افْتَأَجَتْ".هل فهمت اذن لماذاكتب الدكتوركلمة افتجات.وهل احد فحول اللغة العربية يحتاج لان يعلم كيف يقول تفاجات.لقداخطات في العنوان

  • merghenis

    من القاموس:
    I/تفاجأَ :
    تفاجأَ بـ يتفاجأ ،
    • تفاجأ فلانٌ بالأمر مُطاوع فاجأَ : فُوجئ ؛ بُغِت بما لم يكن يتوقّعه
    II/افتجأَ :
    افتجأَ يفتجئ
    • افتجأ صديقَه بغته وجاءه دون توقُّع :- افتجأه الموتُ .

  • نسرين الشاوي

    مهمة تذكير التجار بما يوصي به ديننا تقع على عاتق الشيوخ و منهم صاحبنا الفاضل .اما عمل الوزير فهو تقني خالص . لكن يبدو ان وعظ الشيخ و احاديثه لم تخرج عن اطار تفريغ الغيض و النبز بالالقاب في فلان و علان . اعتقد انه عندما يكون كلام الشيوخ صادقا و نابعا من القلب سوف يكون له مفعول الدواء في القلوب ...

  • بدون اسم

    ما شاء الله مقال رائع أتمنى أن يقرأه "معاليه" عل الله يهديه